البارت الواحد و العشرون

336 17 2
                                    

سلام

" اختر قلباً ، و ليس شكلاً."

البارت الواحد و العشرون

فتحت عيونها بهدوء و هي تطالع السقف الابيض تلفتت بالغرفه الي كانت غرفه مستشفى رجعت غمضتها و هي تحس بألم في راسها قوي و طنين بإذنها سمعت صوت فيه بحه صوت واحد كبير بالعمر : الحمدلله على السلامه
حست بحنيه الصوت و كانها تعرفه مسك يدها و هو يطمنها فردت حواجبها ال كانت عقدتها و فتحت عيونها ببطئ تشوف مين هذا الي تعرف صوته و لمست يده بس ماتذكرته نظرها متشوش نور ساطع بعينيها يروح و يرجع غمضت بقوه و هي منزعجه و عاودت فتح عيونها شافت ابوها المتوفي قدامها ابتسمت له و عقلها مو معاها مو مركزه شوي و استوعبت ابوها متوفي فتحت عيونها على وسعها مو مصدقه الي تشوفه فزت بخوف و هي تبعد  عن ابوها و بصوت يرجف و خايف و دموعها بعينها : اانت مميين؟ شجابكك هناا؟؟ انت مت شلوون؟؟ ششفتك شففتت جثت..ككك
قاطعها ابوها و هو متضايق و منكسر على حال بنته مسك يدها و قال : منار اهدي هذا انا ابوك ما متت انا قدامك شوفي مو حلم كنت مجبور لمصلحتك منار تعالي خليني افهمك السالفه لا تخافين و بعدين الجثه مو جثتي شخص ثاني يشبهني و اضافو له مكياج سينمائي عشان يطلع نفسي بالزبط
سحبت يدها بخوف مو مصدقه الي تشوفه ولا تدري هي بحلم ولا علم و الدموع ملت عيونها نطقت ببحه البكاء و بين جمله و جمله شهقه : وين رحت يابابا؟.. ليه تركتني لحالي انا تعذبت تعذبت ... مين اخذك مني؟.. مين اجبرك؟..اناعانيت من بعدك.. انظلمت بقتل احد و انعزلت عن انوثتي و حياتي .. امي انتحرت و انت تركتني ليييه؟؟.. ( مسكت يده ابوها ) يبه خذني معاك ماابي اعيش حياتي كذا .. يبه انا هربت و تعرضت لل
قاطع منار الباب الي انفتح و دخل منه العسكري و النقيب عبدالله منار بضعف و بكاء ضمت ابوها بخوف و كانها طفله تترجى ابوها مايروح  : بابا لايخاذوني خذني انت معاك  ( و بصراخ على العسكري و صياح يقطع القلب و هستريه) انا مااسووييت شيي روووحح عنييي اانناا ماااقتلتت اححدد مااسويييت ششييي اتتررركووونيي خلووني بحاليي الله يخلييكم ( و بترجي و هي ماسكه رجل النقيب عبدالله ) الله يخليك الله يحفظك لك عيالك الله يسعدك دنيا و اخره اتركني اعيش مع ابوي حياتي العاديه خلااص انا تعبت انتهيت مو قادر اتحمل شللون قتلت احد و انا مااعرف حتى مين قتلت ماشفتم البصمات؟ ماشفتم وقت الوفاه بالتشريح الشرعي؟؟ ( مسحت دموعها بعنف ) طيب اعفو القصاص على الاقل اعيش حياتي بالسجن بس لا تقصوني انا انظلمت ماتفهم ؟؟!!
النقيب عبدالله انكسر خاطره عليها و قال و هو يبي يسعد منار شوي على الاقل تخف حالتها المجنونه  وبحزم  : احنا شفنا الي عليها من بصمات و كانت بصماتك و اما التشريح اثبت ان سبب الموت مو الطعنه جرعه زائده من المخدرات و الطعنه بعد و غير هاذا وقت موته غير الوقت الي مريت فيه على مسرح الجريمه
منار بفرحه وقفت و صارت تضحك زي المجنونه : يعني تصدقوني؟ ماقتلت احد صح؟ بتطلعوني و بعيش مع ابوي ( نطت بحضن ابوها و هي تشد عليه مو مصدقه الي يصير لها و اولهم ان ابوها حي و كل مالها تشد ابوها لها )
النقيب عبدالله ابتسم بفرح : اخليك يااياد شوي ترتاح و تفرغ شوقك لابوك و بعدها راح اجيك و اخذك معي للنائب نكمل الاجراءات و على فكره الى الان ماتعتبر طلعت من السجن عشان كذا راح يجلس العسكري قدام الباب الى مااجي
منار  ردت الابتسامه ووجهها قلب وردي من الصياح و عيونها صارت حمراء و مع ذلك  باقي تبكي بس على الخفيف بفرح
اما العسكري و النقيب طلعو
منار بضيقه تطالع ابوها : مين اجبرك تسوي كذا؟
ابو منار يطالعها بنفس نظره الضيقه : منار بنتي انا تركت لمصلحتك مااقدر اقول لك شي حاليا الى ان ينسمح لي آسف لأني تركتي بس كل هذا لمصلحتك .. ( وبتردد ) حتى .. ااا تنكرك كولد لمصلحتك نحاول نحميك مو نعرضك للخطر .. و بخصوص امك انا عارف من وقتها امك ماتحملت و انتحرت امك كان معها مرض نفسي كانت شبه مجنونه و غير هاذا كانت صابره على اشياء كثيره فمقدر اقول الا الله يرحمها يابنيتي
منار رجعت لها ذاكرتها لليوم الاسود و الوقت الي عرفت فيه مين هي و بهدوء : مين وين جبتني ؟
ابو منار بتوتر يحاول يخفيه بضحكه : شلون مين وين جبتك الله يهديك
منار و دقات قلبها ازدادت ماتدري ليش ماتحب تتذكر مين هي بالأساس و بتوتر قالت بسرعه : انا عارفه اني مو بنتك و اني لقيطه ( وبغصه تتذكر الي قالته لها امها بالتفصيل و انتحارها ) امي قالت لي قبل ماتنتحر .. جبتني من الزبا..
قاطع كلامها يده ابوها على فمها : اشش لا ماتفقنا كذا بعدين شدعوه مو راضيه فيني كأب لك ؟
منار تفشلت و بسرعه : لا يبه مو قصدي كذا بس ابي اعرف من وين جبتني تعرف اهلي او لا انا جايه بالحلال او لا اصلا حتى لو انت تعرفهم انت ابوي بالاخير و انا ماعرف غيرك ابو يابابا
ابو منار ابتسم و هو يتمنى لو هي بنته و منه و فيه حمد ربه انها تحل له بما انها راضعه من زوجته : لا تخافين دامي ابوك و اهلك والنعم فيهم و مانتي بنت حرام و راح يجي الوقت المناسب الي تعرفيهم فيه و تعرفين كل شي
منار : مين خلاك تسوي كذا طيب ؟
ابو منار سرح و هو يتذكر اليوم الي قالوا له فيه لازم يبعد عن منار و تتغير منار لاياد و ليه و بزله لسان : النقيب عبدالله قال لي لان منار لازم تختفي من الوجود و محد يعرفها و تصير اياد المفقود لمصلحتها و مصلحه اهلها الحقيقين
منار عقدت حواجبها : اذا النقيب عبدالله خلاك تسوي هالحركه و عارف مين انا و عارف بتنكري و عارف اياد و اهل ريماز اكيد ريماز تعرف شسالفه ( شوي و استوعبت و بخوف ) بابا النقيب عبدالله عارف حياتي كلها و يراقبنا ليه؟
ابو منار حس انه جاب العيد و بترقيع : تعالي حطي راسك على صدري زي زمان لما كنتي صغيره و انا العب بشعرك لين تنامين
منار حطت راسها و هي فاهمه تصريفه ابوها و بنفسها تحاول تربط الي قاله ابوها في الي فهمته و بلحظه خافت لما فكرت ان ابوها النقيب عبدالله بعدت ذي الفكره بسرعه و هي تتذكر الي قاله ابوها ( لمصلحتها و مصلحه اهلها الحقيقين ) يعني اهلها متورطين بشي و البطيخه طاحت على راسها و بنفس الوقت فكرت لو تحاول تسحب الكلام من النقيب اكيد يعرف شي تذكرت سبب دخولها السجن و مآثر الي اتهمتها حاولت تربط الاحداث مع بعض و بدون شعور نامت بحضن ابوها بتعب
ابو منار يطالعها و هو متحسر على الي قاعد يصير لها و مرحله عمرها الي من احلا مراحل العمر انحرمت منها و تشتتها تذكر اعتراف ياسر بعد  ما مسكوه في الي سواه بمنار و هو ندمان شد على قبضه يده و ارخاها لما تذكر انه انحكم عليه بالقصاص مع انها شويه عليه وتحسره على بنته الي رباها و كانها منه و فيه كل ماله يزيد الى ما انتهى فيه المطاف بالنوم.
.
.
.
.
شوي و استوعب الموقف الي قدامه و بطبعه مايرضى احد يغلط عليه او على اي احد ماله ذنب و بعصبيه و تهور : الي يمد يده على بنت مو رجال و لو انها بنتك بس مالك اي حق تمد يدك عليها و دامك قد كلمك بنتك ماراح تشوفها و انا بتزوجها و رجلي على رجل جود ( لف على جود و العصبيه غطت عليه ) مالك قعده ببيت تنهانين فيه بسرعه خذي اغراضك المهمه و تعالي بتزوجك في السعوديه و منتي شايفه رقعه وجه ذا
ابو جود ماقدر يمسك نفسه و بعصبيه و حده زي تركي : فوق غلطتك جاي و بكل بجاحه عند باب البيت و تهينني .. ( و بإستفزاز ) لاتكون جود حامل منك بالحرام وماتبي طفل زيك ياولد الحرام
تركي و صبره بدا ينفذ لف على جود : هويتك و جوازك و الباقي مو مهم بنسافر بسرعه
جود ركضت برعب و هي تتذكر شسوى فيها ابوها اخر مره لما رجعت من بيت صديقتها مع اخو صديقتها لان سيارتها تعطلت و صديقتها نامت
ابو جود بإستفزاز لتركي قرب و همس له لما شاف جود راحت ركض : لا تخاف هي مثلك تليقون ببعض اصلا انت و هي وولدكم كلكم زي بعض حلو حلو
تركي ماتحمل ووجه ضربه قويه على وجه ابو جود ابو جود اكتفى بضحكه تنرفز تركي «« و هو اصلا شايب معرعر ما يقدر يسوي شي
تركي مسك نفسه و هو يحاول يتجاهله قدر المستطاع قبل يرتكب فيه جريمه شاف جود جايه من داخل البيت مسك يدها بقوه و سحبها جود و هي تبكي و بصراخ على تركي : اتركني تركي تجاهلها و ركبها السياره و ركب بعدها و هو ماسك نفسه لان لو تجيه ذبانه بس بينفلت فاض كاسه خلاص جود تبكي و ماسكه شهقاتها خايفه من وجه تركي الي مايبشر بالخير انفلت منها شهقه بكاء طويله ( مدري قويه ) تركي ظغط على نفسه و هو يحاول ماينفلت اكثر من كذا لكن جود ماقدرت امسك شهقاتي و بكائي بعد الشهقه  صرت ابكي اكثر و اكثر و كل مالي ازيد مقهوره من ابوي و مكسوره من الي صارلي و حياتي الي مبتسمه بوجهي و حظي الي يحبني ابكي على الي يسويه ابوي فيني اكثر من كرهه لي
تركي ماقدر يتحمل ووقف السياره بقوه و بصراخ : واانتتيي كللله تصصييحيين !! متتى تفههمييين انككك موووو غلطااااننهه !! ليييه سكتتيي و ماداافعتيي عننن نفسسككك؟؟؟!
جود انربط لسانها من الخوف و تلوم نفسها " طول عمرك خوافه ياجود ماعمرك دافعتي عن نفسك الي انظلمت كثير ماكذبت ياتركي كله اصيح وبس " وقفت بكاء لما شافت تركي هدى و مشى بس مايعني انه مو متنرفز مااخذ وقت طويل ووقفنا عند احد الفنادق تركي بهدوء طلع المفتاح من السياره : انزلي نزلت خلفه و انا راضيه بالامر الواقع مالي مكان ثاني اروح له و لو رجعت لابوي راح يقتلني نزلت مني دمعه و انا اتذكر امي مسحتها قبل يشوفها تركي و يرجع لمواله ماحسيت بنفسي الا و انا داخله احد غرف الفندق قلت بخوف وصوت اشبهه بالهمس لتركي الي واقف جنب النافذه و يطالع برا : وش بيصير علي؟
تركي لف عليها : راح تبقين هنا و انا و صاحبي فهد بالغرفه الي جنب اذا احتجتي اي شي لا يردك إلا الباب و بروح احجز طياره على السعوديه اذا رحنا هناك تزوجنا
جود بنفس الهمس : بس انا عندي دراسه هنا !!
تركي شد على قبضه يده : مااراح اتركك هنا عند واحد زي ابوك و الدراسه سهله انقلك للجامعه في السعوديه

مو معناة اني لقيطه يعني مالي حياة!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن