الفصل الاول

18.3K 201 6
                                    

الغريب

الفصل الاول

في ملهى ليلي صاخب يعج بالشباب والفتيات بكل الأعمار

تجلسُ فتاة في الرابع والعشرين من عمرها تنظر إلى الناس الذين يرقصون ويتمايلون على وَقعِ الأغاني الصاخبة

منهم من غاب عن واقعه إثرَ الشرب والسَكَرْ ومنهم من يقترب من بعضه الآخر بطريقة تخجل حتى من النظر إليهم

يقاطعها من شرودها صوت صديقها سامر الذي يعمل خَلفَ طاولة المشروب:

-ألا تملّينَ من النظر إليهم كُل يوم؟؟!!!

أجابته ببرود:لا!!...

نظر إليها بشفقة فهو يعلم كمية الحزن التي بداخلها بعد أن فَقدَت والديها ومن ثم أخيها إلى أن وصل بها الحال لكي تكون في هذا المكان

سَمعَ صوت النادلة سمر وهي تنادي:

-سارة السيد علي يريدكِ في مكتبه حالا!!!!

اومأت بالموافقة ثم اتجهت نحو سامر

وقالت بهدوء:

-سأذهب لأرى ماذا يريد..وأنتَ توقف عن نظرة الشفقة التي بعينيك اتجاهي فأنا أقوى مما تظن...

ختمت حديثها بابتسامة وغمزة من عينيها

ابتسم وقال بمرح:

-يالا جمالكِ يافتاة وأنتي تبتسمين..هيا هيا اذهبي من امامي فأنا لا أضمن نفسي أمام كُتلة جمالكِ هذه..

ضَحكت ضحكة رنانة وقالت وهي ممسكة لخديه:

-أُحبُ جمالك يافتى..

تركته وذهبت إلى مكتب السيد علي...طرقت الباب ودخلت بعد أن سَمِعت الإذن بالدخول

جلست على المقعد المقابل لمكتبه الفخم

وهو بدوره لم ينظر اليها...

قال بجمود وهو يطالع الاوراق أمامه:

-اليوم سوف يأتي ضيوف إلى طاولة القمار وأُريدكِ أن تكوني جاهزة عند العاشرة...!!!!

سارة بجمود مماثل:حسناً...!

علي:

-الضيوف هذه المرة من نوع خاص أُريدكِ أن تهتمي بنفسك أكثر من أي مرة وأن تتنازلي عن أُسلوبكِ!!!!!!...

تحدث سارة عاقدة حاجبيها :

-ما الذي تقصده....؟؟

علي بجمود ولا يزال يطالع الأوراق:

-يعني أنه مهما فعل الضيوف ومهما بَدَرَ منهم لا تقومي بأي تصرف من تصرفاتك الغبية!!!!!

نظرت إليه بحدة وأردفت بحنق:

-أنت تعلم أنني أجلس بجانبهم فقط وإذا قامَ أحدهم بأي تصرف أحمق فأنا لا أضمنُ نفسي..! يكفي أنني أقبل مجالستهم وأنت تعلم جيداً ما الذي يجبرني على ذلك يا....عمي العزيز!؟

الغريب
 بقلم نادينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن