الفصل التاسع عشر
تفاجئ الجميع من رؤيتها...ما الذي جاء بها...وكيف عَلمت بأمر الصفقة...اقتربت منهم وألقت السلام عليهم قائلة بهدوء:
-متفاجئون من رؤيتي...أليس كذلك..؟!..لقد علمت بأمر الصفقة من السيد عماد راجح فأنا أعمل لديه وقد أخبرني أن شركتكم قد ربحت الصفقة فجئت معه لتهنئتكم..
نظر آسر إليها بصدمة..كيف لها أن تريهم وجهها بعد الذي فعلته...كيف لها أن تأتي وكأنها لم تقم بخداعه والكذب عليه...نعم لقد كان يعلم أنها قد أحبت شخصاً آخر وهي مع علاقة معه...نظرت إليه سارة كي ترى ردة فعله فوجدته ينظر إليها ولا يزيح نظره عنها...بدأت دقات قلبها تقرع كالطبول والخوف بدأ يتسلل إلى كيانها...هل يُعقل أنه لا يزال يُحب ليندا...ولكن نظراته لها وتصرفاته معها في الفترة الأخيرة كانت تدل على حبه...تماكلت نفسها وكانت أول من تحدث قائلة بهدوء:
-أهلا بكِ ليندا...لقد شرفتنا بحضورك...السيد عماد كان من أكبر المنافسين لنا...تفضلي بالدخول..*اشارت لها بيدها كي تدخل*..
لم ترغب سارة أن يحدث أيّ جدال الآن فنظرت لليندا وأشارت لها بالدخول...فهمت ليندا نظراتها ودخلت بكل هدوء نحو إحدى الطاولات..وقفت لجانب الطاولة وعيناها مسلطة على آسر الذي كان ينظر ناحية المدخل متجاهلاً إياها...اقتربت منه سارة ووقفت إلى جانبه بصمت وسط قلق اجتاح كيانها...ثم اتجهت بأنظارها إلى ليندا فوجدتها تحدق به...أخذت سارة نفساً عميقاً ثم زفرته محاولة تهدئة نفسها...مالك وأدهم تبادلا نظرات القلق لكن أدهم اقترب من عمه وهمس إلى جانب اذنه:
-أنا قلق جدا من وجودها...آسر ليس على مايرام وهذا لا يريحني أبداً
أومأ مالك بالموافقة وقال بهدوء:
-وأنا أيضاً لستُ مرتاحا أبداً...ولكن كونها آتية مع عماد لا يُمكننا فِعل أيّ شيء...كل ما أتمناه أن تمضي هذه الليلة على خير
في تلك الأثناء جائت نوال والابتسامة تعلو وجهها..تقدمت منهم ورمت الوقت عليهم...نظرت إلى وجوههم ورأت الانزعاج بادي عليهم فأسرعت بالسؤال:
-ما بكم..لماذا تبدون منزعجين..؟..
تنهد مالك واقترب منها قائلاً بهدوء:
-ليندا هنا...لقد جائت مع إحدى المدعوين للحفل
حجظت عيني نوال متفاجأة من كلام زوجها فتحدثت بانفعال:
-ما الذي جاء بها...وبأي عين تأتي..ألا تخجل في النظر بأعيننا
تحدث آسر بهدوء موجهاً كلامه لأمه:
-أمي...هي لم تُخطئ رأت أنها لا تستطيع الإكمال مع شخص لا تحبه وهذا من حقها..اهدئي ولا داعي لكل هذا الانفعال...نحن الآن أصحاب هذا الحفل ويجب أن نكون هادئين...اتفقنا..؟!