الغريب
الفصل الخامس
نظرت إليه ببلاهة ولم تَستَوعب ما قاله..فقالت:
-ماذا...؟؟!!!لم أفهم..!!!
أرخى بجَسدِه على كرسيه وعَقدَ كلتا يديه أمامه مردفاً:
-كما سمعتي...لقد قمتُ ببيعك.."قالها وهو يشددُ على كلماته"...مثلُكِ مثلُ أي فتاة..!!!!
جحظت عيناها وشعرت كأن دلو ماء بارد قد سَقَطَ عليها...بدأت دقات قلبها بالتسارع كأنها كانت في سباقٍ للجري وأنفاسها تعلو وتهبط...لم تستطع النطق بأي حرف من هَول صدمتها..اكتفت فقط بالنظر إليه بصدمة....
نهض من مكانه واتجه نحوها حتى أصبح مقابلاً لها..انحنى قليلاً ثم رفع يده ملوحاً بها أمام عينيها قائلاً:
-هييييي...أين ذهبتي أنا أُحدِثك
سارة بوهن وحزن شديد ناظرة الى عينيه :
-أنتَ...أنتَ لست إنسان..مستحيل..مستحيل..!!!!!
استجمعت قواها ووقفت مقابلة له وأمسَكت قبة جاكيته بكلتا يديها..وبدأت بالصراخ:
-أنت ماااااذا..؟؟شيطان...حقير ...نذل...وضييييع..كل كلام السُباب أُقسمُ أنه قليل بِكَ..لماذا كل هذا الحقد والكره أجبني...لماااااذا..؟؟
تركته والدموع قد ملئت وجنتيها التفتت إلى الناحية الأخرى ثم بدأت الكلام وهي تُشيح بكلتا يديها في الهواء.....مُكمِلة بهدوء:
-إعتبرتك والدي الذي عوّضَني الرب به...أحببتُك من كُلِ قلبي...ظننت أنكَ ستكون لي السند في هذه الحياة بعد وفاة والديّ وابتعاد عمي حازم عني...*أغمضت عيناها بألم ثم أعادت فتحها*...انتَظَرتَ حتى أصبحتُ فتاة بالغة اكتملت معالم أنوثتنها لكي تجعلها تعمل في ملهاكَ القذر..هددتني بأخي وعمي الذيّن لا أملُك سواهما في الدنيا وأجبرتني على إكمالِ عملي القذر......*أدارت نفسها ناحيته*..وأردفت....مع كُلِ هذا كان لديّ املٌ بسيط بأن تعود إلى رُشدِكَ وتستفيق على نفسك وتدرك ما تفعله بي...لكن للأسف زادت قذارتك حتى تصل الامور بِكَ أن تبيعني!!!!!!!!أن تبيع لحمَك؟!!!...عرضك..؟؟!!شرفك...؟!!!!
نَظَرَ علي إليها بجمود عكس النار التي اشتعلت بداخله..لا يعلم لماذا شعر بتأثير كلماتها ونبرتها عليه فأردف قائلاً:
-هل أنهيتِ مهزَلتك هذه..؟؟!
صرخت بوجهه بقوة:
-لا لم أنتهي ولن أنتهي حتى أعلم لماذا...؟؟!!!لماذا تفعل بي كل هذا..؟!!ما الذي فعلته لك؟؟!
قُل...تكلّم.....!!!
لم يعد يحتمل فصرخ بوجهها قائلاً:
-لأني أريد الانتقام..أريد الانتقام من ليلى بكِ أنتِ..*رفع سبابته بوجهها*وأُقسم لولا شَبهُك الشديد بها لجعلتُ جميع الرجال في العالم يقضون الليالي معك..!!!!!!