الغريب
الفصل السابع
تقدمت نحوه حتى أصبحت أمامه...رفعت يدها لكي تأخذ ثياب الخدم لكنه أبعدها وقال:
-لا...لا...اختيارٌ خااااااطئ...ثياب الخدم لا تليقُ بكِ...ثم مدّ لها يده اليسرى...وأردف...هذه تليق بكِ أكثر..!!
نظرت له وتحدثت بهدوء:
-سيد آسر لايمكن أن أقبلَ بوظيفة المساعدة..!
آسر وقد تعجب منها قائلاً:
-ما الذي تقولينه..؟؟!أتفضلين عمل الدادة على أن تكوني مساعدة لنا..؟!!!!وأيضا سيد آسر؟!
تحدثت سارة بهدوء:
-أولاً سيد هذه كلمة من نوع الاحترام لكَ..ثانياً لنفكر بشكل منطقي قليلاً...المساعدة بالتأكيد
عملٌ أفضل بكثييييير من عمل الدادة..ولكن كيف لي أن أعمل مساعدة وأسكن هنا..؟!!
بأيّ صفة..؟!!سيقولون ما هذه المساعدة التي تسكنُ في منزل مديرها دون صلةِ قرابة بينهم ويبدأ حينها القيل والقال وأنا بصراحة لم أعد أحتمل سماع كلمة واحدة من أي أحد....
أما إذا عملت دادة حينها من الطبيعي أن أسكن في المنزل الذي أعمل فيه...ثم مدت يدها وأردفت...هيا أعطني الثياب لو سمحت..!!!
آسر وهو رافعٌ حاجبيه:
-يا لكِ من عنيدة سارة...؟!!يبدو أنني سأحتاج إلى مساعدة أحدهم..
ثم اتجه ناحية الباب ...فتحه ونادى على أدهم الذي بدوره ما إن سمِعَ إسمه نهض وذهب إلى آسر الذي بدوره أدخله وبدأ يشرح له ما حدث والكلام الذي قالته سارة....وما إن انتهى آسر من الكلام حتى تحدث أدهم موجهاً كلامه لسارة:
-لماذا تفكرين بهذه الطريقة..؟؟إن كان الأمر على أهل البيت فأنا أُطمئنكِ لن يتحدث أحدهم بأي كلمة.... أولاً لأنك الآن بحماية القيصر....*مشيراً بسبابته لآسر*...وهذا الشيء كفيلٌ بأن تشعري بأمان الدنيا....... ثانياً بمجرد دخولك لهذا المنزل فهذا يعني أنكِ أصبحتِ فرداً من العائلة...أما بالنسبة لبقية الناس اعتبريهم آخر همك...لأنكِ إذا بقيتي تنصتين إلى كلامهم فلن تعيشي مرتاحة أبداً....
فضلاً عن ذاك نحن سنقدمكِ إليهم بصفتكِ قريبة لنا وأعدكِ بأنه إذا أزعجكِ أحدهم بأي كلمة سيكون آخر يومٍ له في هذه الحياة....
..ثم نفخ بقوة في الهواء وأكمل... تحدّثتُ كثييييراً لقد تعبت...أرجوكِ لا ترفضي بعد هذه المحاضرة وتءهب كلُ جهودي هباء الريح..!!
ضَحِكَ آسر وأردف بمرح:
-هذه أولُ مرةٍ في حياتكَ تقول شيئاً صائباً...أرجو أن لا تُخجلكَ وترفض بعد هذه المعاناة..!!
أدهم بمرح مماثل:
-أُقسم إن قالت لا...فلن أتحدثَ لمدةِ ثلاثةِ أيام يارجل استنزفتُ طاقة كبيرة كان يمكن أن أصرفها بمكانٍ آخر وأنالُ ما أريد...