الفصل العاشر

4.7K 110 6
                                    

الغريب

الفصل العاشر

أرادت أن تُكمل كلامها لكن صوت آسر منعها حيث صاحَ بصوتٍ جهوري:

-سااارة..!!!!

انتفض جسدها والتفتت ناحيته فرأته يتقدم نحوها وعلامات الغضب واضحة على محياه..وَصل ووقف أمامها قائلاً بغضب مكتوم:

-ما الذي فعلتِه..؟!!

شَعرت سارة بالتوتر فهذه المرة الأولى التي ترى فيها آسر غاضباً هكذا فقالت بارتباك:

-أنا....لم أقصد....لكن......

لم تستطع إكمال كلامها لأن آسر قَطعَ عليها حديثها قائلاً وهو يكز على أسنانه:

-اعتذري لهُ حالاً

جَحظت عيناها مصعوقة من كلامه...كيف له أن يطلب منها الإعتذار من ذلك المغرور دون معرفة ما حدث وإن كانت مخطئة أم لا....أرادت أن تتكلم وتشرح له لكنه رمقها بنظرة غاضبة كعلامة تهديد وأردف:

-لن أكرر كلامي مرتين

في لحظتها أتى أدهم وتقدم نحو سارة سائلاً إياها بلهفة:

-ما الذي حدث سارة..؟؟!ولماذا فعلتِ ذلك..؟!!!

لم يُعطها آسر الفرصة للكلام حيث قال بحزم رافعاً سبابته نحو أدهم:

-أدهم......إبقى جانباً ولا تتدخل..أنت تعرف النظام جيداً..!!!!

علِم أدهم ما الذي كان يقصده آسر لذلك إلتزمَ الصمت ولم ينطق بأي كلمة

أما آسر فقد نظر إلى سارة بحدة مما جعل الأخيرة ترضخُ لرغبته وبداخلها قلبٌ قد اعتصره الألم..ألهذه الدرجة ليس لها قيمة عنده

أخفضت رأسها بكسرة واضحة ثم رفعته باتجاه رامي الذي وضع كِلتا يديه في جيبه واقفاً بغرور رغم النار المشتعلة بداخله فهذه أول فتاة تتجرأ وتُهينه بهذه الطريقة فالعادة جَرت أن الفتيات هن من يتهافتن عليه ويحلُمن بليلة بين أحضانه...أما هذه المتمردة الصغيرة فاجأته وخالفت كل توقعاته مُفجرةً في داخله رغبته فيها...سَمِعَ صوتها يقول بخفوت يخالِطه الحزن:

-أنا أعتذر..!!!

فقال بكل غرور:

-لو لم أكن في منزل آل الجابر لكان لي تصرف آخر معكِ

تحدث آسر بهدوء موجهاً كلامه لرامي:

-لا تؤاخذنا سيد رامي..ولكنها جديدة في المنزل ولا تعرف قوانينه جيداً..!!

أومأ له رامي بالموافقة وأردف:

-لا بأس سيد آسر

انتقل آسر بنظره نحو سارة وقال بهدوء:

-إذهبي إلى مكتبي وانتظريني هناك..!!!!

هزت رأسها بمعنى الموافقة واتجهت نحو الداخل بكل هدوء على الرغم من هالة الحزن التي كانت تُغلفها..وما إن دخلت المنزل حتى تحدث آسر بصوتٍ عالٍ وبطريقة هادئة:

الغريب
 بقلم نادينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن