الغريب
الفصل السادس
فتحت الحقيبة فوجدت بداخلها بدلة نسائية رسمية عبارة عن بنطال أبيض وبلوزة بيضاء فوقها جاكيت رسمي من اللون الأسود مع حذاء ذو كعب عالي...وأسفل البدلة وُضِعَ زي خاص بالخدم مكوّن من فستان من اللونين الأبيض والاسود..نظرت إليهما ووقعت في حيرة من أمرها فملابس الخدم واضح عملها ولا يحتاج إلى تفكير أما حيرتها تكمُن في البدلة الرسمية ماذا يقصد بها وما العمل الذي يرمي إليه ....قررت أن تنتظره للمساء وتفهم منه كل شيء
وضعت الملابس على الاريكة وجلست بانتظاره
بعد مرور وقت
قُرِعَ باب الصالة ودخلت منه سيدة في العقد الخامس من عمرها ملامحها هادئة تملك عينان زرقاوان وبشرة بيضاء خطّ الزمن عليها خطوطه
وجسدها ممتلئ قليلاً ترتدي ثياب الخدم لكنها لائقة لسنها...تقدمت نحو سارة حاملةً بين يديها
صينية موضوع عليها عدة أنواع من الطعام التي وصلت رائحتها إلى أنف سارة التي كانت في قمة شعورها بالجوع مما أدى إلى إصدار معدتها أصواتاً طالبة الطعام...
اقتربت منها السيدة واضعة الصينية أمامها على الطاولة ثم انتقلت بنظرها اليها قائلة بابتسامة:
-يبدو أنكِ لم تأكلي منذ مدة..هذا واضحٌ من أصوات معدتِك العالية..هيا هذا الطعام كله لكِ..*أنهَت حديثها بطريقة مرحة عكس سِنها*
ابتسمت لها سارة بخجل وأردفت:
-شكرا لكِ..أنا حقا لم أتناول أي شيء منذ مدة
نظرت لها بحنان ثم ربّتت على كتِفها قائلة:
-هيا..اجلسي وكلي
أومات سارة برأسها وجلست ثم بدأت بتناول طعامها ولم تنطق أي كلمة بينما السيدة جلست بالقرب منها على نفس الاريكة تناظرها بحنية
انتقلت بنظرها الى الملابس الموضوعة على الاريكة فقالت بنفسها:
-فليكن الله بعونك يا بني يبدو أنك على حق بأنها فتاة عنيدة..!!!!
ثم عادت تنظر إلى سارة تراقبها بصمت وسط ابتسامة لطيفة....أنهت سارة طعامها الذي تناولته بنَهَم ولم تنتبه إلى نظرات السيدة إليها إلا عندما رفعت رأسها اتجاهها....
احمرت وجنتاها خجلاً فهذه أول مرة تأكل بهذه الطريقة كونها بلا طعام منذ ليلة أمس فأردفت قائلة:
-أسفة....ولكنني منذ ليلة الأمس لم أكل أي شي
تحدثت السيدة بهدوء:
-لا عليكِ ابنتي...أساسا هذا الطعام كله لك..هيا أكملي طعامك ولا داعي للخجل...
نظرت لها سارة وقالت باندهاش: