* 2 *

284 12 2
                                    



* ديم *

تلك اللحظة التي نعجز بها عن التعبير ، حين نقف على الهاويه ، اما النجاة او الغرق ، اما الحياة او الموت ، وكانني احاول التمسك بطوق ينجيني الغرق ، طوق يجعلني اشعر بأن لحياتي معنى .. بوران كنت انتظر كلماته الاخيره ، وسط صمتنا ، واضطرابي الوحدة التي شعرتُ بها أهلكتني حينها .. كأنني احاول التجديف رغم ان قاربي مثقوب فتكون نهايتي محتومه ، انتظر كلماته كسجين ينتظر قرار العفو عنهُ .. شفتاي محكمه ، لا تتحرك لتنطق بشيء ، ببطء انظر لذلك الشُرطي الذي يقف امامنا ، انا بينهما في المنتصف

انا شجره عتيقه ، شجره ضاره لا نفع فيها ، خُيل لي انني مجرد جرثومة ، تلوث كل ما حولها ، ما فائده الاشكال و التعابير ، ان كان داخلنا يتخبط ، بين الخير والشر ، بين طمس مشاعرنا و اظهارها ، هناك تناقضات في جوفي لم استطع حتى فكها ، وان حاولتُ اجد نفسي منعزله اكثر فأكثر ..

اخيراً هتفَ : اي ، واعتقد هالشي خاص بينه ..

علقَ بسخريه : وانت امس اجيت تشتكي عليها ، واليوم تركض وراها ؟ اثبت على رأيي بين هسه منو يريد منو ..

اجتازني ليمسك بوران من مرفق يده ، وسط دهشتي لعدم بوح بوران بسري ، ولعدم كشفي علناً كدت اتكلم ليكمل عمار حديثه : خلي نزور المركز شويه ، نسوي تعهد انو ماتقتربلها احسن .. اذا تبقه انت وغيرك بهالبلد لا ربحنه كلش ..

ابتسمتُ لا شعورياً ، سحبه لاتنفس براحة كبيره ، ذهبتُ الى منزلي ، اغلقت الباب بقوه ، تنفستُ بعمق .. ارتجف جسدي ، شعرتُ بفراغ ، بنوبة بكاء ، حاولت جاهده عدم جعلها تتدفق اكره الدموع ، انها ضعف و انا لم ارضى بالضعف منذ زمن طويل .. انتهى زمن البكاء .. نهضتُ لاقوم بتشغيل الاغاني الحماسيه .. بدأتُ اتمايل مع انغامها ، امام المرأة التي امامي ، هي فقط تعلم بأنكساري ، خفضتُ الصوت للمره الاولى حتى لا يأتي احدهم لمشاجرتي ..

تعبتُ ، ارهقتُ فخلدت للنوم ، حبستُ تلك الغصه معتصره الوسادة بقوه ..
استيقظتُ في الصباح لاتجه نحو العمل ، كان لدي مخطط واحد لليوم هو تفريغ اشتياقي .. التقيتهُ عند البنايه .. يفصل بيننا عدد قليل من الناس الذين يباشرون بيومهم ، ترددتُ في التقدم ماذا لو اراد تفسيراً ، ماذا لو حدث شيء عكسي .. وجدتُ قدماي تقودني اليه لا ارادياً و بأبتسامه صغيره اردفتُ رغم اضطرابي
- شكراً ..

بادلني ابتسامه هادئة ليردف : واجبي ..

تمنيتُ لو كان الجميع متفهماً كشخصه .. تمنيتُ لو انني بقيتُ طفلة صغيره لم تبصر شيء .. تمنيتُ لو لم يكن منصبه هكذا ، ذهبتُ فافترقت طرقنا ، ذهب بسيارته بينما ذهبت الى موقف الباصات ، لحظات دون قدوم الباص ، ما قصته هذه الايام ، لماذا لا استطيع اللحاق بهِ .. ايقظني من شرودي صوت ، انتبهتُ لسيارته .. ابعد نظارته الشمسيه ليقول

اضطراب دقات قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن