* 5 *

163 10 2
                                    



* عمار *

عدتُ للمنزل ، كلماتها زادت من تشوشي وان كنت اود البدء من جديد .. جعلتني ابصر انني لن اتمكن من فعلها دون التخلص من قيود الماضي .. رن هاتفي فكانت والدتي

- هلا يمة
- عمار شصاير ؟ صوتك مو طبيعي و فرح مو طبيعية بينكم شي !

بيننا جبال من الان فصاعداً يا امي قلتُ : اني الصبح يمكم وافهمج السالفة ..

اغلقتهُ لاتصل واحجز على رحلة الفجر .. طلبتُ اذناً لمدة ثلاث ايام لا اكثر قمت بتحضير حقيبة صغيرة ثم خرجتُ ، ترددتُ في توديعها او اخبارها لكنني في النهاية ذهبتُ دون ادنى كلمة .. لا اعلم ان كان ذلك صحيحاً لكنهُ خاطئ متأكد من ذلك فمشاعرها ليست لعبة لدي ..

و في ذات الوقت لا استطيعُ اوهامها بشيء دون رغبتي به ، سيكون تواجدي معها عذاب لكلينا فقط ، جئت من اجل مهمة فقط وستنتهي واعود الى الديار ..

لكن لماذا يوجد شيء في داخلي يؤلمني ربما شعوري بالذنب .. او ابتسامتها التي تزداد و الامل الذي يشع من عينيها حين تكون برفقتي هذا يرهقني جداً

***








* ديم *

بقيتُ متصنمة امام النافذة ، ماذا يعني الذهاب بحقيبة سفر ! .. هل سيعود الى ديارهِ ام ماذا .. حملتُ هاتفي لاجلس على الارضية لا قوة لدي .. اتصلتُ بالمركز الذي يعمل بهِ فعلمتُ انه اخذ اجازة لزيارة عائلته ..

ضحكت بهستيريه ، لم استطع معرفة ذلك منه فلجأتُ الى الغرباء .. انهُ بحق قرر محوي من حياته تماماً قبل ان اتعمق بها ، وكأنني انا من توسلتهُ للبقاء تحولت ضحكاتي الى دموع للمرة الاولى ابكي ، منذ ان كنت مراهقة وها انا ذا بعمر الخامسة والعشرين ..
ضممتُ ركبتي الى صدري فبكيتُ بأنكتام خشية ان يسمع صوتي احدهم انا التي كنت اقول ان الدموع ضعف ها انا ضعيفة اليوم

تعدى الوقت منتصف الليل كانت الدموع ماتزال ترافقني ، مسحتها بعنف .. و امسكت هاتفي اتصلتُ به
لحظات حتى جاء صوته : دييم ؟ بيج شي

- ادهم الله يخليك اريد اروح لغير مكان .. اخذني بعيد
صمت قليلاً ليردف : على شرط تكوليلي شنو مضوجج

- ماشي ..

- حضري جنطتج جايج
اغلقت الهاتف وقلبي يعتصر الماً .. لم الحب يدمر هكذا قمت بتحضير حقيبتي ، جلستُ والنيران تأكل صدري .. هناك فلماذا سيذهب هل هناك امل لعودتهما سوياً ! لم اكن سوى مجرد وسيلة لنسيانها وحين لم يستطع قرر العودة وكأن شيئاً لم يكن .. لكن لمَ هذا الحزن فأنا لدي هدف وحيد و مصيري بعدها معروف ..
رن هاتفي لاخرج ، فور رؤيته احتجتُ لعناق دافئ ينسيني كم القهر الذي يتخللني ..
كأنه يستمع الى داخلي فعانقني بقوة .. همستُ بعجز
- ادهم راح وبلا ما يفكر بيه حتى ..

اضطراب دقات قلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن