15...((سأنساك))..

27.2K 649 82
                                    

واقفة كما اعتادت دائما منذ مجيئها الى منزل المزرعة امام شرفة غرفتها تملأ رئتيها بالهواء النقي المنبعث من حديقةالمنزل الواسعة.....تسمح للرياح الهادئة بملامسة وجهها وبعثرة خصلات شعرها.....شعور طفيف بالارتياح يغمرها لهذا الجو الجميل...مكان رائع وجو جميل واناس طيبون هذا بالضبط ماتحتاجه بهذه الفترة من حياتها....

شهر كامل مر سريعا على معرفتها بأنها حامل ولم تستطع لحد الان التكيف مع فكرة انها تحمل طفل احمد بين احشائها.......لم تستوعب بعد ان حبيبها القاسي متحجر القلب جعلها بيوم واحد ومن مرة واحدة سيدة واما..........
انها خائفة....خائفة جدا من كل هذا...من الحمل وما بعده...ومن ذلك اليوم الذي يعرف به احمد مكانها ويأتي اليها.....وهي متأكدة بانها لاتريد رؤيته ولا سماع صوته لا تطيق حتى النظر الى وجهه الذي كان سابقا هوس عشقها........

انها الان حائرة خائفة لا تعلم ماتريد او ما لا تريد.....وكلما تذكرت تلك الليلة السادية التي اثمرت فيما بعد عن حملها تبكي وتبكي الى ان تنضب دموعها........وما زاد من اوجاعها اكثر تسرعها واتصالها بوالد احمد واخباره بكونها حامل........لا تعلم لم شعرت بأن السيد منصور عليه ان يعرف بأنها تحمل حفيده بين احشائها....ربما لأنه كان لطيفا معها ومتفهما....او ربما لان هذا من حقه .....لكنها رجعت بعد انتهاء الاتصال بدقائق وندمت على اخباره.....فماذا لو اخبر احمد بهذا....ماذا لو اعطاه عنوانها ليأتي اليها.......
وهي لا تريد رؤيته الان......لانها بكل صراحة مازالت مشتتة القرارات....ولم. تخرج بعد من صومعة الحزن والاشتياق....

مشتاقة لحياتها السابقة....قبل رؤيتها لاحمد منذستة اعوام وبضعة اشهر...مشتاقة ان تعود حرة مثلما كانت سابقا تبتسم بصدق......تعشق الحياة....تنظر للمستقبل بعين كلها امل وتفاؤل....

ماهذا الحب اللعين الذي جعلها محطمة الفؤاد منكسرة الخاطر لاعوام........جعلها امراءة محطمة لا تعرف اتخاذ اي قرار تافه وبسيط......

لاتنكر انها رغم كل مافعله بها تشتاق اليه احيانا وهذا مايجعلها غاضبة من نفسها....غير راضية عن كونها بهذا الضعف امام هذا العشق المريض........

ازدادت حركة الرياح قليلا لتلفح بشرة وجهها بقوة وتزيد من تطاير خصلات شعرها اكثر......فرفعت يدها تدس باناملها الخصلات المبعثرة خلف اذنها....تحاول ترتيب شعرها الاسود القصير.....لكن اناملها توقفت عن الحركة تماما وهي تبصر امام عينيها المتسعتين آدم يقف تحت شرفتها في الحديقة يلوح لها بكلتا يديه يقفز باستمرار كأنه يحاول الوصول اليها وتسمع صوته الطفولي مناديا عليها..بادئ الأمر لم تحرك ساكنا بل بقيت واقفة تحدق به ظنا منها انها تتوهم....لكن صوته المنادي عليها الذي ظل يرتفع اكثر لتسمعه جعلها توقن بأن هذا الطفل الذي واقف في الحديقة تحت شرفة نافذتها ما هو إلا ادم حقا.....

لم تحتج وقت اطول من هذا لتفكر....لذا نزلت تركض باتجاهه غير مصدقة انها اخيرا بعد هذه الاشهر من الغياب ستراه وتضمه الى صدرها اخيرا......متناسية بأن هناك طفلا ينمو برحمها وان هذا الركض ونزول السلم بهذه الطريقة ممكن ان يضر بسلامته......

يكفيني 💔يا قلب...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن