بعد مرور ستة سنين. ..........على بداية الحكاية. ...........
ملىء الصوت الطفولي
المحبب لقلبها أرجاء غرفتها وهو يهتف :
____امي. .....أمي. .....ابي عائد الآن. ....إنه في المطار وقد ذهبت جدتي لاستقباله مع العمة ((رانيا ))......نهضت سمر من مقعدها بسرعة حالما سمعت هذه الكلمات. واضعة المجلة التي كانت تتصفحها لتوها على الطاولة الخشبية أمامها ...وقلبها الحزين ابتهج فجأة جعلها هذا الابتهاج تشعر بأنها ستحلق إلى أعالي السماء. ....همست بفرح غامر :
____أحقا. .....؟؟؟؟،أكد لها الصبي الصغير مبتهجا :
_____بلى. ....بلى. .....ثم قطب حاجبيه الصغيرين متسائلا :
____لماذا لم يخبرك ابي انه سيعود بمثل هذا الوقت؟ ؟؟وأخيرا. .....أخيرا. ...بعد غياب طال ثلاثين يوما. ...ستراه بعد قليل. .....ستكحل عينيها برؤيته. ...ويملىء عطره ارجاء غرفتهما. .. ستشعر أخيرا بخطواته القريبة وهو يتحرك أمام ناظريها كمن يعزف على اوتار قلبها المتيم. .... ..
وستمتزج أنفاسه الهادئة كهدوء تعابيره مع هواء الغرفة لتستنشق هي هذا الخليط الرائع بعمق بطيء كما كانت تفعل قبل سفره. ....ستسمع صوته أخيرا بين أركان هذا المنزل الكبير لتغمض عينيها بسلام واطمئنان وراحة لكونه قريبا منها. ....رغم علمها انه مهما كان قريبا منها فإنه في ذات الوقت بعيد كل البعد عنها ... ...
أنزلت نظراتها إلى حيث يقف طفلها المدلل وهو يحرك ثوبها الأصفر القصير البيتي بانامله الصغيرة الطفولية كمن يحاول ايقاظها من أحلام اليقظة. .
ابتسمت ساخرة تحدث نفسها .... ((حتى ابنه أفضل منه. .....هذا الطفل الصغير يشعر بها. ..ويعرف متى تكون في أشد تعاستها ليعمل جاهدا على اضحاكها فكان عزاءها الوحيد لتجاهل أبيه لها منذ ارتباطهما بما يسمى زواجا منذ عامين خلا. ......عاد يقول مخاطبا أياها :
____امي. ....لماذا لم يخبرك ابي أنه قادم من سفره. ..لكنت ذهبت معك إلى المطار لاستقباله؟ ؟؟تفاجئت من سؤاله وفطنته. ...وكيف أنه انتبه لأمر تجاهلته هي لكيلا تفسد فرحتها بعودته. ...
أجابت على سؤاله بابتسامة حزينه :
_____لا فرق بيني وبين جدتك. ....كما أن جدك معه ومن حق زوجته أن تراه. .......لكن الطفل ذو الأربعة أعوام سألها مستفسرا :
_____لكن العمة رانيا ليست زوجة ابي وقد ذهبت لاستقباله وانت زوجته ولم تعرفي بأمر عودته إلا مني؟ ؟؟؟؟أغمضت عينيها تحاول منع دموعها من الهطول أمامه وقالت بنبرة جعلتها مرحة :
_____كثرة الأسئلة تدل على ذكاء الطفل وانت يا حبيبي الصغير ستكون ذكيا جدا أن شاء الله. ....صحيح أن العمة رانيا ليست زوجته لكنها قريبته. ......وهي تسكن معنا منذ مدة. ...فلا بأس بذهابها لاستقباله. ..........
أنت تقرأ
يكفيني 💔يا قلب...
Romanceتأملها بتعابير متجهمه وملامح قاسية وهي تقف عند باب الغرفة بثوب نومها الحريري القصير أحمر اللون واسارير وجهها الأنثوي المستبشره المسروره ونظرة عينيها اللوزية التي تحكي له الكثير والكثير عن مشاعرها الولهانه الهائجه بعشقه هو فقط. ...تحكي عينيها بصمت...