طالت ساعات التبضع مما جعل حسام يشعر بالملل....منذ اكثر من ساعة وهو يسير خلفهما بتمهل.....شاعرا بالضجر....وهما كحيوان الكنغر يقفزان من زمحل لاخر دون ملل ولا تعب......
وحين فقد صبره نهائيا...قال مخاطبا رحاب بفظاظة:
((ألم تقولي ان طفلتينا اتعبتا أمك....ام انك نسيت هذا امام العدد الهائل من هذه الملابس الغربية....))ابتسمت رحاب تزم شفتيها لكيلا تقهقه وهي ترى تعابير زوجها العابسة الضجرة....وحين قالت سمر معتذرة:
((اسفه لأني اتعبتكما معي.....لم يبقى سوى القليل))...تافف حسام شاعرا بالضيق...وقال يخاطب المرأتين معا:
((رحاب حين تذهب للتسوق تنسى نفسها هناك.....فما رأيك لو وجدت لها رفيقة تشجعها .....ثم كيف لم يبقى لكما سوى القليل...وانتما لم تشتريا شيئا لحد الآن))..اقتربت منه رحاب تهمس بخجل من فظاظته تزم شفتيها باستياء:
((يمكنك انتظارنا في السيارة....ولن نتأخر عليك نصف ساعة فقط))..قال حسام بخشونة وعيناه تحذران زوجته:
((نصف ساعة فقط......ولو تعدت الثانية الواحدة...ساترككما واذهب))...ابتسمت زوجته تقول بنعومة((اتفقنا))..
وحين تركتاه....تتابط إحداهما يد الاخرى....تنهد بخشونة ليهمس لنفسه:
((مجنونتان.....))ما زال احمد يجلس بداخل سيارته...متجهم الوجه....وعيناه الغاضبتان تكادان تلتصقان براسه....
يمنع رغبة همجية بالنزول...والذهاب اليها.....وحملها على كتفه...وادخالها غصبا لسيارته.......
لكنه يحاول السيطرة على اعصابه بمعجزة.......فلو حقا فعل ما يجول بخاطره الان......
سيزيد الطين بلة....وسيبعدها اكثر منه....وهذا مالا يريده.....لذا حين سئم من خروجهم.......داس على دواسة الوقود ليستدير راجعا لبيته..........
وخلال دقائق قيادته للسيارة كان بين الثانية والاخرى يتصفح هاتفه...لعلها تبعث له برسالة تريح قلبه.....رغم تأكده بأن هاتفه لم يهتز ابدا
وحين وصل اخيرا....نزل يصفق الباب بقوة........مفرغا به شحنات جسده السلبية....لكن شحناته السلبية لم تهفت او تتلاشى نهائيا حين دخل الى المنزل....ووجد والدته جالسة هناك بإنتظاره واضعه ساقا فوق الاخرى....تهزهما بنفاذ صبر بينما وشاحها الذي بالكاد يغطي شعرها اضاف الى ملامحها الاستقراطية لمحة تكبر وغرور....اذا لم تكن هي اصلا هكذا من نشائتها المترفة
تجاوزها قائلا بنبرة تعبة:
((السلام عليكم))....واكمل خطواته نحو السلم ليصعد غرفته...لكن صوت امه المعاتب اللائم جعله يتوقف ويستتدير اليها ناظرا لها بضيق....وقدتقوس حاجباه بشدة....خصوصا حين ردت على سلامه بفظاظة وخشونة:
((وعليكم السلام.........من الجيد انك تذكرت أن لك اما .........))
أنت تقرأ
يكفيني 💔يا قلب...
Romanceتأملها بتعابير متجهمه وملامح قاسية وهي تقف عند باب الغرفة بثوب نومها الحريري القصير أحمر اللون واسارير وجهها الأنثوي المستبشره المسروره ونظرة عينيها اللوزية التي تحكي له الكثير والكثير عن مشاعرها الولهانه الهائجه بعشقه هو فقط. ...تحكي عينيها بصمت...