12...((جنون سمر))

20.8K 519 49
                                    

اقيم الحفل في قاعة راقيه كبيرة ...وبما ان العريس صديق احمد في العمل فكان اغلبية زملاء العمل مدعوين ايضا...........

وحين دخلوا.....كانت سمر تتابط ذراع زوجها بكل حب ورضا.......وسعادة....بينما الابتسامة الهادئة لم تفارق شفتيها طوال الطريق....رغم شعورها الغريب بحلول كارثة قريبة ستدمي قلبها وتبكي عينيها.....لكنها لم تعر لشعورها الكئيب هذا اي اهتمام داعية الله بكل جوارحها ان يخيب ما تشعر به وان تمر الليلة بسلام للجميع....لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه....فكيف الحال مع سمر التي اشبه بمن تركض وراء وهم.........يتسرب من بين يديها ولا تستطع الإمساك به ابدا........

لم يشعر احمد بسعادة حقيقية منذ فترة طويلة جدا...ربما منذ وفاة نهى......لكنه اليوم متأكد من شعور البهجة والسرور بداخله وهو يرى ويشعر بسمر تتابط ذراعه.........وخصوصا انه اليوم تحديدا بدأ ينظر اليها بمنظور مختلف.......
تبدو هشة رقيقة....ناعمة....عذبة الابتسامة.......أنثى تنضح شباب وحيوية رغم ذبول عينيها.......سيحاول جاهدا خلال الايام القادمة ان يمحو هذه النظرات الحزينة من عينيها الجميلتين.......سيعمل جاهدا لجعل هذه الابتسامة الرقيقة المرسومة على شفتيها الان دائما ما تزين وجهها.......

سيفعل هذا ليرتاح ضميره الحي الذي يؤنبه بقسوة لاهماله لها ولامبالاته.....وهناك شعورا غريبا جديدا عليه ينبع من اعماقه يحثه بقوة على تغيير تصرفاته معها........

انه ينشد الى الراحة..........والراحة ستكون معاملتها بإنصاف واحترام.......

شعرت سمر بأنامل أحمد الخشنة تداعب كفها الصغير ليدها المتابطة ذراعه.....فجعلت هذه الحركه الغير مرئية تماما...لكنها محسوسة.....مشاعرها تحلق عاليا....مرفرفة بجناح السعادة لاعالي السماء.......
وحين جلسوا اخيرا على مقاعد الطاولة كانت رانيا تنظر اليهما بغيرة.....وحسد.....ونظرات الانتقام واضحة وضوح الشمس...لكن عيني احمد وسمر لم تبصرا هذا....كلاهما كان كمن يعيش قصة حب للمرة الاولى..........كلاهما مشاعرهما محمومة بنار اللهفة والانتظار.........

بينما احمد ايقن بانه يعلم نفسه الصبر ويعلمه لسمر كذلك............
انه فقط لايريد ان يظلمها معه....لايريد ان يستغل جسدها بينما روحه وعقله مع نهى.....مع شقيقتها........

كان ومايزال صادقا بمشاعره.....ولايريد الكذب عليها وايهامها بأنه تغلب على فراق نهى أخير ا..........

لقد اقسم لنفسه انه ماان يتخطى محنة ولوعة فراق حبيبته.........ربما.حينها....ربما..يستطع تغيير الحال المرير لعلاقتهما الزوجية التي هي ابعد مايكون عن كونها علاقة...مجرد عقد مكتوب على ورقة بيضاء.........جعل سمر تصبح زوجته.....رغم انه في ذلك الوقت...منذ عامين تقريبا لم يطق حتى النظر لوجهها........

ليجدها بعد ذلك زوجته مفروضة عليه رغم انه لم يعترض على الموافقة ابدا.......

استغاق من شروده حين رجت المكان اصوات الموسيقى وثرثرة الحضور.................فرفع عينيه يرمش باهدابه السوداء لتاسرهما عينيها اللوزية...فما كان منه الا ان منحها اجمل ابتساماته.........خفق قلبها وصار صوته مسموعا رغم صخب الموسيقى العالية........

يكفيني 💔يا قلب...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن