7.....((كرامة....مقتولة))

22K 618 88
                                    

الماء البارد الذي اغتسل به جعل جسده يسترخي كثيرا.......لكن الاحساس المجهول الذي شعر به قبل ساعة من الآن  لم يزيحه الحمام المنعش ابدا.....ولهذا السبب كان منزعجا كثيرا لما تبقى من ساعات اليوم الطويلة بنظره.....

قبل ساعة من الان كان قد عاد من العمل مع  رانيا.......عندما ركن سيارته في مكانها المعتاد........وسار ليدخل المنزل.   ....
لكن ما استوقفه وشد انتباهه........صوت ضحكات صغيره آدم وهو يبعثر ماء المسبح الجلدي المخصص للاطفال والذي كان في سط حديقة المنزل وقد ثبت سمر كما يبدوفوقه مظلة مصنوعة من القماش السميك لتمنع اشعة الشمس عنه.....كان صغيره يجلس داخل مسبحه الصغير الناعم.وهو يرمي الماء بكلتا يديه  على وجه سمر....الجالسة  على ركبتيها امامه تبتسم هي ايضا لابتسامته.....وتقلد حركته......لتبلل وجهه وشعره بالماء ايضا.........

وقف ينظر اليهما.......كان مشهدا يريح العين ويبعث الطمأنينة في النفس...تلك الطمأنينة التي اشتاق  اليها والتي لم يعد يتذكرها.......كم كانا قريبين من بعضهما.......حتى انه شعر بالغيرة من سمر فابنه يتعلق بها ويحبها ربما اكثر منه.......

شعر برانيا تكلمه والتي وقفت تنظر اليه بغموض....استدار بعينيه نحوها......
فابتسمت  احدى ابتساماتها الكثيرة التي تنفرد بها وحدها.....لتهمس امام عينيه:

______مشهد جميل........دعهما يمرحان سوية ولندخل نحن نستريح قليلا .....

وكادت ترفع يدها لتدسها بذراعه.......لولا صوت آدم الذي انتبه لوالده ونادى عليه......
مما جعل رانيا تتراجع قليلا حانقة من الصغير......

وبالحظة الاخرى فوجئت بآدم واقف عند قدمي أبيه وهو لا يرتدي سوى لباسا قصيرا يستر جزءه السفلي ببنما جسده وشعره يقطر الماء باستمرار......
اخترق صوت الصغير آذاني أبيه قائلا بلهجة طفولية محببة لقلب احمد:
____ارجوك يا ابي تعال واسبح معي......

وقبل ان يجيب احمد كانت سمر قد وصلت اليهما وبيدها تمسك المنشفة السماوية اللون لتضعها على جسد الصغير قائلة بمنتهى الهدوء:

_____لا يصح ماتقوله يا صغيري فوالدك لا بد من انه متعب من العمل سيسبح معك في وقت لاحق كما ان مسبحك لا يلائم جسده انه للصغار فقط...........

تذمر آدم قائلا بصوت ضجر:

_____ولكني حقا مشتاق له.....منذ مدة طويلة لم يلعب معي........

همست سمر تؤنبه بلطف. بينما يدها تداعب شعره المبتل:
_____لا يصح ان تفرض  ما تريده على والدك هذا لا يجوز……………

تكلم احمد اخيرا بهدوء وهو يخلع ساعته الفضيه من معصمه. ثم بدأ بخلع سترته.....ورفع اكمام قميصه الى المرفق:

_____حسنا.....سالعب معك هذه المرة لكن لدقائق فقط.....

ابتسم آدم وقفز عدة قفزات طفوليه وهو يقبل ساقه والده التي هي كل مايستطيع الوصول اليها ووالده واقف.....

يكفيني 💔يا قلب...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن