الفصل الخامس

15.5K 403 15
                                    


(بعد مرور خمس سنوات)

تسير فى ممر الشركة الطويل وهى متجهة الى مكتب المدير فاليوم كانت هو يومها الأول فى عملها الجديد والذي حصلت عليه بفضل الله أولًا ثم استاذها فى الجامعة السيد عبد الرحمن مجدى والذي ساعدها كثيرا طوال الخمس سنوات الفائتة.

فبعد هروبها من مدينتها ذلك اليوم بدأت نهج جديد لحياتها,فبحثت عن مكان يأويها وعمل تنفق من راتبه بعد أن تنفذ النقود التى معها,كما انها قدمت ورقها بالجامعة لتستكمل دراستها وبالفعل انتهت أعوامها الأربع وظلت تبحث عن عمل آخر بمؤهلها العالى.

حتى اقترح عليها أستاذها بالجامعة وظيفة فى أحد الشركات والتي تقبل بموظفين بدون خبرة فسارعت لتقديم ورقها,وها هى قد حصلت اخيرا على الوظيفة.

واثناء شرودها ذاك لم تنتبه لتلك الفتاة التى تهرول نحوها حتى اصطدمتا ببعضهما البعض و افترشتا الأرض معًا

***

كان يجلس بكل هيمنة وتسلط يتوعد لمساعدته الجديدة بألوان العذاب والعقاب لتأخرها كل هذا الوقت.

نهض من كرسيه الفخم وهو يدور فى المكتب كأسد جائع منتظر فريسة ينقض عليها،لقد تأخرت..بل تأخرت كلتاهما

أ يعقل أن الله استجاب لدعائه اخيرًا وخلصه منهما؟

وعند تلك النقطة ابتسم بإتساع

لكن طرقات الباب جعلته يعبس من جديد وهو يتنهد فى ضيق شديد

و سمح للطارق بالدخول فدلفت عشق وعلى وجهها ابتسامة حمقاء وهى تقول:

-"هو انا لو مطردتش علشان اتأخرت فأكيد هطرد علشان ضربت مرات حضرتك صح؟"

عقد حاجبيه بعدم فهم لكن قبل أن تشرح له دخلت تلك الفتاة إلى المكتب كالإعصار وهى تقول بصوتها المستفز:

-"شوفت البنت الهبلة اللى أنتَ عاوز تعينها وانا لا عملت فيا ايه؟وقعتنى ولما زعقتلها ضربتنى"

نظر اليها بحدة متجاهلًا كل حديثها الذي أصاب أذنيه بالصمم فوجود تلك المستفزة آخر ما كان يتمناه وخصوصًا اليوم

ولذلك سألها بحدة قائلا:

-"أنتِ بتعملى ايه هنا يا غدير اصلا؟"

لتتحول تلك الفتاة فجأة و تصطنع الرقة مقتربتًا منه و هى تعدل رابطة عنقه قائلة:

-"وحشتنى يا ظافر قلت اجى اشوفك"

ابعد ظافر يديها بقوة وهو يقول:

-"روحى يا غدير انا عندى شغل كتير اتأخرت عليه بسبب الانسة ومواعدها المتأخرة"

وأشار الى عشق التى كانت تتابع المنظر امامها بإشمئزاز واضح.

وبعد محاولات مستميتة لطرد تلك الفتاة المصطنعة استمرت لساعة ونصف أخيرًا تركته ليبدأ فى عمله المتأخر.

بين ليالي العشق(الجزء الاول من سلسلة اقدار متشابكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن