بين ليالي العشق(الجزء الاول من سلسلة اقدار متشابكة)

الفصل الخامس عشر

ترجل من سيارته بسرعة وركض نحوها وهو يهتف بأسمها غير عابئ بكل من حوله لا يعلم لما قلبه يؤلمه بشدة وكأنه على وشك الموت.

حملها برفق واضعا اياها فى سيارته واتجه الى مقعده كى يذهب بها الى المشفى لكن قبلها نظر الى والده الواقف بذهول يراقب ما يحدث ورمقه بنظرة حادة وهو يقول:

-"اللى حصل ده مش هيعدى على خير يا ممدوح"

ثم دلف الى سيارته وقادها بسرعة اصدرت صوتا عالى تاركا خلفه ممدوح الذى ايقن ان ابواب الجحيم قد فتحت عليه.

نعود قبلها بساعة عندما كانت عشق تجلس فى غرفتها تفكر فى ما قاله قيس وقد أدركت ان الخطة تغيرت ويجب عليها الايقاع بممدوح بسرعة قبل أن يجبرها على الزواج من هشام

لكن قاطع تفكيرها طرق خافت على الباب فأذنت للطارق بالدخول ظنا منها انه والدها لكنها فوجئت بليلى تفتح الباب وعلى وجهها ابتسامة خجولة وهى تقول:

-"ينفع ادخل؟"

ادهشها الأمر لكنها قالت بترحيب:

-"اه طبعا ادخلى"

فدلفت ليلى مغلقة الباب خلفها واتجهت الى المقعد القريب من مقعد عشق ثم تنحنحت وهي تقول:

-"ممكن اتكلم معاكى شوية؟"

ازدادت حيرة عشق ودهشتها لكنها لم تمانع بل حثتها على التحدث لترفع ليلى عينيها لعشق قائلة بقوة:

-"انا عارفة مين هى ام قيس"

شهقت عشق بمفاجئة ثم قامت تتأكد من أن الباب مغلق وعادت الى ليلى بسرعة وهي تهمس قائلة:

-"أنتِ بتتكلمى جد؟"

اومأت ليلى وهي تقول:

-"مامته هى اللى ربتنى بعد ما مامتى انا ماتت فى السجن..وهى اللى وصتنى ادور عليه واقله عليها..واخليه يروح لست اسمها هالة الصاوى وهى هتقله كل حاجة"

ترددت في قول الباقى لكن عشق حثتها على الإكمال قائلة:

-"وقالت ايه كمان؟هى فين اصلا؟؟"

ارتبكت ليلى وهي تقول:

-"ماما جميلة كانت حاسة ان قيس حياته متلخبطة فطلب منى افضل معاه واعرفه الطريق الصح..مقصدش انكم وحشين يعنى بس الواضح ان قيس ضايع فعلا..قيس ميعرفش الصلاة ابسط حاجة فى دينه..ماما جميلة اتوفت من خمس سنين"

لم تتوقع عشق ان يكون اخيها تائها الى هذا الحد هو لا يعرف ربه!!

أ هناك شئ اخر لا تعرفه عن قيس،أ هو أسوأ مما كانت تظن؟

هل تمكن ممدوح من تحويله الى شيطان مثله؟

والمصيبة الأكبر هى موت والدته كيف ستكون ردة فعله عندما يعلم؟