الفصل السابع

13.8K 372 32
                                    


كانت سرعة السيارة تتزايد أكثر فأكثر فبعد أن سمع صرختها واغلق الخط لم يستطع تمالك اعصابه.

وها هو المكان الذى وصفته له يظهر من بعيد فيتمنى من الله ان تظل بخير حتى يصل اليها.

وما أن وصل تحت المبنى حتى ترك السيارة بسرعة ولم يهتم حتى باغلاقها وإنما هرول على الدرج نحو الطابق الثانى

وحينما وصل الى باب الشقة وجد بعض ادوات العمالة موضوعة بجانب الباب,تناول أحدهم وحاول بكل قوته فتح ذلك الباب حتى نجح في المرة الخامسة ليدلف بسرعة إلى الداخل وهو يستمع لصوت صياح حسين بتاج المسكينة التى كمم فمها حتى لا تصرخ مجددا.

تسلل من خلف حسين ثم قبض على رقبته وهو ينهضه عن المسكينة الملقاة على الأرض لتلملم هى ملابسها وتستمع لأمر حسام الذى هتف بسرعة قائلا:

"عربيتى تحت انزلى حالا"

نهضت بسرعة و ركضت على الدرج تاركة الاثنين يتصارعان كالتيران وهى تدعوا ان لا يصاب حسام بأى اذى.

وبعد لحظات وجدت حسام ينزل على الدرج وقد تمزقت ملابسه وهناك بعض الكدمات على وجهه،لكن لفت انتباهها تلك الدماء التي كانت على قميصه لتتسأل بخوف داخلها أ يعقل أن يكون قد قتله؟؟!

دلف الى سيارته وهو يرى كيف ترتجف خوفا وربما بردا ايضا فملابسها شبه ممزقة،لذلك تناول سترته من المقعد الخلفى ووضعه على كتفيها قائلا:

"البسي ده علشان متبرديش"

نفذت أمره وهي مشتتة لا تستطيع التفكير.

اما هو فكان يراقبها ويمنع نفسه بشدة من احتوائها بين ذراعيه يهدء رجفتها تلك ويطمأنها ان كل شئ على ما يرام.

تحركا بالسيارة بصمت,ليسألها بعد فترة قائلا:

"تحبى اروح القسم ابلغ عنه؟"

لتهز رأسها بلا عدة مرات ثم تقول بصوت ضعيف واهن خائف:

"ارجوك بلاش..انا مش عوزة فضايح"

أوقف السيارة على جانب الطريق ونظر اليها بتمعن قائلا:

"تاج أنتِ معملتيش حاجة غلط..أنتِ مكنتيش تعرفى انه زبالة بالشكل ده..واللى هيقول غير كدة هقتله..مش هنروح للقسم ماشى يس حقك أنا اللى هجبهولك"

ابتسمت تاج بضعف لثقته بها

ولكن تذكرت تلك الدماء التى على قميصه فهمت بسؤاله لكنه خرج من السيارة متمتما ب"دقيقة وجاى"

ودلف إلى محل صغير فاشترى منه زجاجتين من الماء المعدنى وعلب عصير بالاضافة الى بعض الاشياء ثم خرج متجها الى السيارة مرة اخرى ليجدها تتلفت حولها بخوف وقلق

ولفت نظر أمر أثار قلقه عليها,هى لم تبكى.منذ أن ركبت جواره بل ومنذ أن كانت قاب قوسين أو ادنى من كارثة حقيقة وهى لم تذرف اى دمعة وحتى الأن.

بين ليالي العشق(الجزء الاول من سلسلة اقدار متشابكة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن