بين ليالي العشق(الجزء الاول من سلسلة اقدار متشابكة)

الفصل التاسع عشر

-"تاج..تـــاج"

كان يصيح فى ارجاء الشقة باحثا عنها فهو لتوه قد عاد من صلاته لكنه لا يجدها،خشي ان تكون قد فقدت وعيها وهو غير موجود،فأخذ يبحث عنها كالمجنون وهو يصيح بأسمها.

حتى وجدها أخيرًا جالسة هناك على ارضية الحمام وكأنها تسبح في ملكوت آخر

ركض نحوها وهو يهتف فيها:

-"كل ده مش سمعانى يا..."

لكن الكلام وقف فى حلقه وهو يرى ذلك المشرط بين اصابع يديها الصغيرة وهناك بيدها اليسرى كانت خيوط الدماء تزينها،كاد يفقد عقله وهو يخلع قميصه بسرعة ويضمد جراحها هاتفا:

-"عملتى ايه فى نفسك يا مجنونة!!"

نظرت له وهي تقول بهدوء بارد:

-"متخفش مقطعتش شرايينى..بصراحة ملحقتش اصلك جيت بسرعة"

نظر لها بصدمة عجز لسانه عن النطق بسببها لكنها أردفت بسخرية وكأن الأمر عادى:

-"جمد قلبك شوية يا بشمهندس..دى شوية تعاوير خفيفة مش هتأذينى يعنى"

عند تلك النقطة أدرك أنه كان على خطأ،

حبه وعشقه لها لن يعيدها الى ما كانت عليه،وحتى الانتقام لن يعيد اليه تاج القديمة،فى الحقيقة هى لن تعود ابدا.

لكن لازال هناك امل فى انقاذ ماتبقى من حطام روحها.

لذلك حملها الى فراشها ثم داوى جراحها وعندما تأكد من نومها اتصل برقم كان قد أقسم أنه لن يتصل به لكن الامور بدأت تخرج عن سيطرته لذلك قال ما أن سمع صوت الاجابة من الجهة الأخرى:

-"دكتور كريم..انا مستعد ادخل تاج المستشفى عندك..تاج محتاجة للرعاية النفسية فعلا"

***

-"انا مش فاهمة ايه اللى خرج اخوكى من المستشفى بالسرعة دى..دى حادثة عربية كان المفروض يفضل فى المستشفى لحد ما نطمن عليه"

قالت ام فهد لابنتها فردوس الجالسة أمامها وهى تنظر الى باب غرفة ابنها المغلق.

أما فردوس فكانت غارقة في أفكارها وهى لا تعرف نية فهد وماذا سيفعل.

اخفى كل شيء عن والدتهما حتى امر اطلاق النار عليه زيفه وقال انه تعرض الى حادث سير فقط،وكذلك صمت على أمر لؤي ولم يعترف عليه أمام الشرطة،والادهى هو ما قاله للؤي

أحقا سيسمع بزواجهما؟!!

هى لا تعرف ما الذى يدور بعقله أخيها حقا.

أفاقت على صوت باب الغرفة وهو يفتح ويخرج منه فهد مرتديا كامل ملابسه يسير بكل قوة كأن الطلقة لم تخترق صدره وكادت تقتله منذ عدة أيام فقط.