صمتت شهد بدون ان تفهم.. البيئة المرتابة و السلاح والحراس لا تشعرها بالغربة ولا تخيفها.. بل علي العكس بالنسبة اليها افضل من البشر الطبيعية و الشرطة.. تحاملت علي نفسها في السير حتي وصلا الي ساحة ذلك المبني حيث يجلس شخص بدا عليه من هيبته انه هو الشيخ فريج.. كان مجلس عربي حول نار كبيرة في المنتصف.. بعض الاشخاص يجلسون معه حول النار بعضهم يبدوا عليهم انهم من البدو او كما يطلق عليهم )العرب( و البقية اشخاص في ملابس عادية..
تقدم الرجل الذي قبض علي جو و شهد من الشيخ و اخبره عن ما لديه..
رفع الشيخ رأسه وقال":الريس عبود حبيبي.. ايش امارتك انك من رجاله؟"
جو:" اخر وارد للسلاح جالكوا من عندنا كانت بعد اتفاقية مع الخواجة.. 80 صندوق.. و الامارة عربيات التوصيل مشيت 30 كيلو وسط الشجر اللي بين طريق الرايح و طريق الراجع.. دي كانت فكرة الخواجة عشان الكمين"
ابتسم الشيخ و قال:" وكانت فكرة مبتكرة! اهلا اهلا بالرجال من طرف زين الرجال"
ثم نظر الي شهد و داعب ذقنه و سأل:" و مين الحلوة؟
لف جو ذراعه علي كتفها وكانه يثبت ملكيته و قال:" انا يوسف علي فكرة.. ودي شهد.. بتاعتي.. اشتريتها من الخواجة.."
الشيخ:" يازين ما اخترت يا يوسف.. ما كنت اعرف ان الخواجة الندل بيبيع حريم؟؟ ليش ما قال.. كنت سبقتك" و اطلق ضحكة قصيرة لا معني لها..
جو:" احنا لينا عندكوا حق عرب يا شيخنا.. رجالتك قللبوني.. انا سيبتهم بمزاجي.. "
صاح الشيخ بالرجل الذي قبض عليهما:" رد حاجته يا ولد!"
اخذ جو منه الحافظة و الهاتف و هو ينظر اليه نظرة شماته و كانه يقول:" مش قلتلك!"
ثم قال الشيخ:" اقعد يا يوسف.. اقعد.. العشاء جاي.. ليك عندنا حق"
جو:" لا.. لو ممكن توصيلة لمصر.. نبقي كده خالصين"
جذبت شهد ذراعه لتلفت انتباهه اليها، ثم اشارت الي فمها بما يعني.."لنأكل اولا"
فهمس :" من امتي الفجعة دي؟؟!! يا بنتي خلينا نروح احسن.."
شهد بصوت هامس ايضا ووجه بائس:" جعانة.. مكلتش من الصبح.. هيغمي عليا"
القي نظرة جانبية الي الشيخ الذي مازال يعبث في ذقنه وينظر ناحيتهم، ثم قال لشهد:" مش مرتاح للراجل ده! نمشي احسن!"
شهد بعصبية تقترب من البكاء وصوت خفيض:" امشي انت! انا رجلي ورمت و جعانة وعطشانة.. و كل اللي احنا فيه دا اصلا بسبب افكارك.. انا مش هتحرك من هنا غير اما استريح و اكل!!"
نظر جو للشيخ مرة اخري و عاد ينظر لشهد ثم نفث في غضب ودفعها لتجلس علي الوسائد الملقاة علي الارض قائلا:" طيب اتهببي!"
ثم جلس بجوارها..
فقال الشيخ عن بعد:" لا لا انتو ضيوفي و بنحتفل بيكوا الليلة.. تعالوا هنا قربي"
فقال جو:" لا .. احنا قطعنا مجلسكوا.. خلينا هنا وخليكوا علي راحتكوا "
الشيخ في اصرار:" لا ابدا.. مجلسنا يتشرف بيكوا..قوم تعالا انت و الحلوة"
قام مع شهد و توجها ليجلسا قربه حيث اشار اليهما..
همست شهد:" هو ده شيخ ايه يعني؟؟ راجل بتاع ربنا؟؟ امال بيعرف اشكال معلمك السو دي ليه؟؟"
جو:" بتاع ربنا ايه يا هبلة.. ده اكبر تاجر حشيش في الساحل.. شيخ هنا يعني زي معلم كده.. الريس عبود بيوردله هو عصباته سلاح اد كده..ده زبون كبير اوي"
شهد و هي تلوك قطعة لحم:" و النبي افتكرته راجل كويس"
كاد جو ان يجن من برودها و غباءها.. هاهو يجلس قلقا فهو هنا لا حول له و لا قوة ، محاطا بالاسلحة التي لا يضمن اصحابها، لا يملك اي سلاح.. لا يدري كنه او طبيعة اي شخص موجود هنا.. نظرات الشيخ لشهد لا تعجبه.. و هي تجلس بمنتهي البرود تأكل و تتحدث في امور تافهة وغبية..
قال الشيخ:"هتبيتوا هنا الليلة و الصبح عربية بترجعكم مصر، السفر بلليل كله مخاطر و كماين"
جو:" لا طب خلاص احنا هنتصرف.. بس ممكن توصيلة للطريق نفسه"
الشيخ بحدة:" ابدا !! ما يصير! انتوا ضيوفنا و ليكوا حق عندنا.. ما نترككم علي الطريق ابدا.." ثم اكمل بنبرة حازمة:" هتباتوا الليلة .. و بكرة تسافرواّ"
قالت شهد:" و ماله.. نريح و النهار له عنين.. كماين البوليس دي بتقلبلي معدتي.."
نظر اليها الشيخ و قال:" سلامتة معدتك يا حلوة.."
قال جو مقاطعا و قدأ بدأ يغضب:" و هنبات فين يا شيخنا.."
الشيخ مشيرا الي المبني الوحيد في المكان:" الحلوة جوا في داري مع الحريم.. وانت هتلاقي هنا افخم خيمة جاهزة عشانك!"؟
هل الرجل يخطط لشيء ما غير مريح بخصوص شهد... ام ان جو صار مرتابا فيما يخصها؟!!
قال جو هذه المرة بحزم:" لا يا شيخنا.. شهد مبتفارقنيش! ومبتغيبش عن عيني.."
الشيخ:" كيف يعني؟ عايزين تناموا في خيمة واحدة؟؟!! عوايدكم بتاعة مصر ما بتصير عندنا.. احنا هنا عرب..الحريم في الدار و الرجال في الخيام"
جو:" هو مش انت بتنام يا شيخنا في الدار برضه و لا ايه؟!"
قال احد الرجال في الجلسة مدافعا بحماس:" الشيخ فريج اب لكل واحدة.. "
قال جو وقد انتهز فرصة ان حديثه موجه لشخص غير الشيخ فريج فاخرج فيه انفعاله المكبوت:" ماليش فيه! شهد مبتفارقنيش.. وعشان عوايدكم ..مش هنام في خيمة .. هنفضل قاعدين كده برة هنا جنب النار للصبح.. اظن دا ما يضايقكش عوايدكم في حاجة؟!!"
قال الشيخ فريج بعند:" بكيفكم.. البرد هياكلكم.. وهتندموا"
ومن بعدها لم يوجه و لا كلمة او حتي لفتة لاي منهما .. تجاهلهما تجاهل تام..
تكلمت شهد بعد ان تابعت الحديث في صمت قائلة:"الشيخ باين اتقمص ... مسبتنيش ليه انام جوة مع الستات؟ مش كان زماني فاردة ضهري..."
جو:" انهي ستات؟ انتي شفتي بعينك ان في ستات جوة؟!"
شهد:" يعني هو الراجل هيكدب؟؟.. شكله كبارة ومحترم! و هيقول كده ليه يعني؟!!"
جو في عصبية:" انت بتستعبطي يا بت؟! "
لاحت علي شفتي شهد شبح ابتسامة.. فعلا كانت تتصنع السذاجة.. فهي منذ ان جلسا بقرب الشيخ و لاحظت نظراته الغير بريئة اليها.. ادركت سر توتر جو.. وكما تشكك يوسف من امر النوم في الداخل.. تشككت هي الاخري.. ولكن اعجبها بشدة تمسكه الشديد بموقفه برغم انهما محاطان برجال الشيخ و اسلحتهم.. لم تكن قلقة بالمرة فهي تعلم ان معها اكثر الرجال رجولة.. لم تعبأ بنظرات الشيخ و لا اسلحة الرجال و لا الصحراء و لا شيء.. هي مطمئنة انها في ايد امينة..
بعد ان انتهي المجلس و الطعام.. قام الشيخ يحي بعض من ضيوفه و يودعهم ، ثم القي تحية مساء مقتصبة ليوسف و شهد و توجه لداخل ذلك المبني الذي قال عنه داره.. انفض الناس المجتمعة..كل ذهب لحاله او لخيمته بينما بقيا شهد و يوسف بمفردهما في وسط المخييم امام النار..
سرحت شهد تتأمل الوضع.. رأت في الامر رومانسية حالمة.. ها هي تجلس مع جو في الهواء الطلق.. فوقهما سماء رأئعة تكاد تلمس نجمومها من شدة الصفاء.. وامامها نارا تشبه تلك التي بداخل قلبها.. عبثت باصابعها في الرمال النامة تحتها .. برغم الظرف الذي هم فيه.. كانت سعيدة
يوسف باهتمام:" بردانة؟"
شهد:" شوية.."
يوسف :" طب تعالي.."
كان هو مستندا بظهره الي جذع نخلة.. مد ذراعه نحوها يحثها علي الاقتراب منه..
فقالت شهد بساخفة ونظرة مستنكرة:" نعم؟! اؤمر؟!"
يوسف:"تعالي يا بت.. تعالي بدل ما اقوم اجيبك!"
ذهبت قربه وجلست بجانبه واسندت ظهرها الي جذع النخلة.. فقام بلف ذراعه حولها و ضمها اليه قليلا..
صمتت شهد في محاولة للسيطرة علي قلبها الذي كان يخفق في هيسترية.. كم هو رائع الاقتراب منه.. كم تشعر بالدفء بقربه.. ودت لو اراحت رأسها علي كتفه كما يفعل العشاق.. و لكنها منعت نفسها.. بل حتي جعلته يظن انها غير مرتاحة لهذا الوضع.. فهي تؤمن دوما بحتمية وضع حدا له..
شعر جو ان هذا الوضع و ترها و لكنه لم يبالي.. الليلة ليست ليلة ارضاء شهد.. تشبثه بها هكذا يجعله اكثر اطمئنانا و اقل توترا.. كان قلقا وخائفا من اي خسة او غدر من اي شخص في هذا المخييم .. هكذا يشعر انه يخبئها و يكنّها ..كما ان الجو باردا حقا و قد بعث قربها منه الدفء في جسده..
تابع كليهما النار في صمت.. ثم قطعه جو قائلا:"تفتكري يا شهد ينفع الواحد يغير كل حاجة في حايته مرة و احدة"
شهد:"اسأل اي بنت من اللي بتبيعوا و تشتروا فيهم.. فجاة كله بيتغير مع المالك الجديد.. السكن و الشغل و العيشة و كل اللي اتعودت عليه.. عادي و بتعيش و تكمل"
صمت و لم يرد..
شهد:" متكلم حمادة تطمنه علينا حتي يبقي حد عارفلنا طريق"
جو و قد استدار اليها برأسه محدقا بها:" و ايه اللي فكرك بسي زفت.. حتي واحنا في اخر الدنيا في الحوسة دي ما بيروحش عن بالك؟!"
شهد:"طب بلاش حمادة كلم حنان"
جو:" لا هكلم زوزو!"
شهد بغيظ و حدة:" كلم اللي تكلمه.. انا مالي.. انا غرضي ان يبقي حد عارف احنا فين.. قدر مارجعناش؟!"
ضيق ذراعه ضاغطا عليها عدة مرات متتالية و هو يقول:" بتعلي صوتك؟! بتعلي صوتك؟!"
في كل مرة كانت تصطدم بوجهها في صدره... الي ان وضع يده اخر مرة علي شعرها و تحسسه بينما وجهها مدفون في صدره.. استسلمت شهد للامر.. كانت تسمع صوت دقات قلبه..و كأنها تحدثها.. اخذت نفسا عميقا وعبئت صدرها و انفها برائحته..ثم ابعدت رأسها بصعوبة.. ونظرت الي وجهه و قالت:" جو.. انت زودتها اوي!!"
ضربها علي رأسها من الخلف ضربة خفيفية و قال :" انت هتحاسبيني؟؟!.. انا اعمل اللي انا عايزه..قال زودتها قال! يا بنتي انتي ملكي.. اعمل اللي علي كيفي.. ابيع و اشتري فيكي.. ابهدلك.. امرمطك.. اعمل كده.. او كده... او كده"
كان يقول "كده" تارة و هو يعبث في شعرها فيبعثره.. وتارة يعبث في وجهها بيده ليضايقها.. وتارة يخبطها علي رأسها.. و هي تداري و جهها ورأسها بيديها لتحميهما من مزاح الصبيان السخيف..
ثم ثبت كتفيها ليبقيها معتدلة امام و جهه و قال بخبث:"او حتي ابوسك.."
اتسعت عينا شهد و قالت بعصبيه تداري ذعرا:"لا علي فكرة.. لو فاكر اني بعزك و مش هأذيك تبقي غلطان.. "
ضحك ساخرا وهو مازال ممسكا بها علي نفس الوضع:" هتعملي ايه؟ اخرك ايه يعني؟"
شهد:"افتكر كويس عملت ايه في عدوي"
فقال بنفس السخرية الباردة:" عدوي دا عيل اي كلام.. انت دلوقتي مع جو.. وريني اخرك"
وبدأ يتظاهر بأنه سيقترب منها..
فجأة تحولت نبرتها العصبية المتعالية الي نبرة مسكنة وبؤس و قالت:" خلاص يا جو.. عندك حق انا فعلا ملكك وانت من حقك اي حاجة.. لو ده يرضيك اعمله.. انا راضية ضميرك و شهامتك"
افلتها من يده و قال في شماتة:" ما كان من الاول!"
ابتعدت عنه بمسافة قصيرة وجلست تتمالك اعصابها..
فقال شامتا :"مانتي لو من الاول تفهمي حجمك.. ومتبوقيش معايا ..كنت رحمتي نفسك من البهدلة دي"
ثم مد زراعه مرة اخري و قال:" تعالي تاني اتهببي هنا.. الدنيا برد و انا كنت مدفي"
ترددت كثيرا، فقال:" تاني؟؟.. عايزة تتبهدلي تاني؟"
فقامت بتؤدة و جلست بجواره مرة اخري.. فربت عليها في حنان شديد بعد ان ضمها اليه..
صمتا تماما وسرحا في النار..
كان جو يفكر في ان و جودها بقربه يجعله لا يذكر للدنيا هما.. ها هما في موقف غير آمن تماما و قد كان قلقا مرتابا قبل قليل.. الا انها جعلته يمازح و يعابث و يستمتع .. واي استمتاع .. هذا الاسلوب و ردود افعالها عليه يجعل الامر رائعا..
اما شهد فقد هزها الامر هذه المرة كثيرا.. ان جو دوما يربكها بتلك التصرفات.. احيانا تدرك انه مزاح، و احيانا مثل الان تظن به الظنون و تخشي علي نفسها منه.. ثم يجعل منها اضحوكة في النهاية..
ظلا صامتين يستمتعان بالدفء الذي ينبعث من داخلهما .. كانت لحظات رائعة مثل تلك التي مرت بهما ظهرا اثناء السباحة... ود كل منهما علي حدة الا تنتهي ابدا.. ساد الصمت الي ان ذهبا في النوم علي هذا الوضع..اراح جو رأسه للخلف مستندا الي النخلة بينما اراحت شهدد رأسها علي كتفه.. لو ان هناك تعريفا يمزج الامان مع الحنان مع الدفء مع السعادة ، لكان ما تشعر به الان..
استيقظ جو بعد فترة من اثر البرودة.. شعر انه علي وشك التجمد..فتح عينيه ليجد ان شهدغير موجودة.. دار بعينه حوله علها تكون نامت بعيدا.. الا انها لم تكن في اي مكان..
انتفض قلبه!
اين هي؟ هل حدث ماكان متوقعا؟؟
ماذا عليه ان يفعل؟ كيف سيهاجمهم؟ لا سلاح لديه؟؟
كان يفكر و هو متوجها بسرعة نحو المبني الخاص بالشيخ..
ادرك ان الامر انتحاريا و لكن لا يهم.. لن يتركها حتي لو مات في سبيل الامر..
فجأة سمع صوت "بسبسة"، استدار علي امل ان يجد شخصا شهما متخفيا سيساعده.. و لكنه و جد شيئا اخر، انها هي.. لقد ميزها في الظلام علي ضوء النار.. سليمة معافاة .. تقف بعيدا و علي وجهها ابتسامة عريضة..
الشكر لك يا رب..
ذهب اليها مسرعا و قبل ان ينطق رفعت يدها و ارته مفتاحا.. انه مفتاح سيارة..
قالت وهي ترتعش من البرد:" لو قعدنا هنا هنموت من البرد زي الشيخ ما قال.. "
ثم لوحت بالمفتاح في يدها و قالت:" نستلف عربية لحد اول الطريق!"
كان يرتعش هو الاخر .. اخذ منها المفتاح و ذهبا حيث تقف عدة سيارات اغلبها ذات الدفع الرباعي المناسبة جدا للصحراء.. ميز السيارة من اسمها علي المفتاح.. ركبا و انطلقا..
شهد:" بس هنعرف الطريق ازاي؟"
جو:"همشي و را الطريق المتمهد.. "
شهد:" اياك متكونش شورة مهببة جديدة"
جو:" بت..انتي جبتي المفتاح ازاي.?!
شهد بفخر:" زي ما فتحتلك القفل في السطوح"
جو:" متقولي خلصي"
شهد:"صحيت لقيت نفسي هجمد وانت كلك عبارة عن حتة تلجة... قلت اما انط علي بيت الشيخ اضربلنا بطانية.. و انا باخد جولة جوة لقيت المفتاح.. قلت انها فكرة احسن من البطانية.."
جو غاضبا:" انتي عارفة الي انت عملتيه ده غباء و كان ممكن يقلب بغم لولا انك محظوظة بس.."
شهد:" في شغلي مفيش حاجة اسمها حظ ! يا شاطرة يا خايبة.. وانا شاطرة اوي... بس مسألتش يعني ليه انا قلت ان العربية فكرة احسن؟"
جو:" ليه ؟"
شهد:" اصلي ملقتش جوة حريم.."
***
اخيرا في البيت بعد رحلة شاقة.. جلس ممدا علي السرير بينما افترشت شهد فرشتها.. كل منهما يئن من آلآم في اماكن متفرقة من الجسم ..لقد تركا السيارة علي اول الطريق ثم استوقفا ميكروباص، الذي اوصلهما لمكان الاتوبيس فاستقلاه للقاهرة بعد ان انتظراه كثيرا..
كانت مغامرة عجيبة.. و قد زاد فيها شغف كل منهما