الفصل السادس عشر

10.2K 265 0
                                    


دمعت عينا حنان حين حدثها
يوسف عن حالة عدوي.. كان حالها كحاله؛ لم تحبه يوما بل كثيرا ما طالها اذاه فترة ما كانوا جميعا لدي المعلم .. و لكنها كانت تذكره طفلا .. وقد كبر امام عينيها مثله مثل جو.. آلمها ان تسمع عنه مثل تلك الاخبار الحزينه.. واشفقت عليه جدا..
اما جو فاستطرد يسرد عليها في ضيق شديد كيف انه شَهِد بكامل ارادته ما قام به عدوي تعبيرا عن عشقه لشهد.. حكي لها وكأنه يحدث نفسه عن كل لمسة و كل كلمة فعلها و قالها عدوي..
حنان:" خلاص يا جو.. انت قاعد سرحان و بتفتكر؟؟.. بتعذب نفسك؟؟!"
جو:" انا ساعتها كنت حاسس بالذنب اني مش عاجبني.. دلوقتي مش قادر اطلع المنظر من دماغي.."
حنان مبتسمة :" مكنتش فاكراك غيار كده..."
جو:"مش الفكرة... انا مبحبش حد يجي جنب.."
حنان مقاطعة بصبر نافذ:" يووووه انت لسة؟!! الكلمتين اللي انت حافظهم بتوع محدش يجي جنب حاجتي بقوا قدام اوي.. انت بتغير علي شهد.. عشان بتحبها.. و مفيش حاجة تعيب في كده!!"
ابتسم جو ابتسامة و اسعة حين ذكرت اسم شهد و سرح بعيدا..
قالت حنان:" يادي الخيبة .. اهو سرح تاني! ان كان انت و لا هي جوز معاتيه.. الواحد ميعرفش يتكلم معاكوا كلمة غير لما تتوهوا منه في النص.."
اتسعت اكثر ابتسامته و ضحك لقولها..
قالت بجدية:"هتعمل ايه في موضوعك؟"
جو:" لسة.. بس يعني الدنيا ماشية.. "
حنان:" اكلمت مع شهد؟ .. سألتها اصلا ؟"
جو:"لسة برضه.. "
طرق باب مكتب حنان حيث كانا يجلسان..
ثم دخلت شهد.. كان معها بعض الاوراق تحتاج لتوقيع حنان..
حنان متصنعة السخط:" اهي.. المعتوهة التانية شرفت!"
ابتسمت شهد حين التقت عيناها بعين جو برغم انها سبق و رأته و هو داخلا الي المكتب و سلم عليها..
فأكلمت حنان بنفس الاسلوب الساخر :" ييييييه.. سبلوا لبعض!.. سبلوا!.. منا اصلي راس كرنبة قاعدة!.."
فقال جو مبتسما :" لسة كنا في سيرتك يا شهد.."
شهد:" اخص عالنميمة.. قلتوا ايه؟"
حنان لجو في تحد:" قول لو جدع .."
شهد لحنان:" كان بيشتم و لا ايه؟ والنعمة اقّطعه!"
و توجهت لجو حيث كان واقفا و امسكت برفق بياقة قميصه و قالت في دلال:" انطق.. قلت ايه عليا!"
امسك جو بيدها الممسكة به في حب وقال:" حنان اللي قالت والله!"
حنان مهددة :" طب تحب اقول كنا بنقول ايه؟"
شهد:" قولي يا حنان.. انتي مبيتبلش في بقك فولة.."
حنان:" لأ خليني كده ساكتة عشان افضل اذله!"
نظرت شهد لجو بملء عينيها و سألت برقة وهي مازات تقف امامه ممسكة بقميصه :" مش هتقولي انت؟"
لم يتمالك جو نفسه امامها فوضع يده لا ارديا علي شعرها و ملس عليه قائلا بصوت شبه هامس ونظرات تتفحص جمال و جهها:"ممكن لو اتحايلتي عليا شوية.."
صاحت حنان:" لأ وحياة امك انت و هي.. ده مكان اكل عيش.. الكلام ده علكورنيش ..اتهببوا شوفوا هتتغدوا ايه عشان هعزمكوا علي الغدا.. روحي قفلي الكام الحاجة اللي قلتلك عليهم يا شهد عشان نمشي"
احرج شهد قول حنان فابتعدت عن جو مبتسمة في احراج.. مشت بضع خطوات بظهرها الي الباب و لوحت له وهي تقول لكليهما:" الحتة الي تتفقوا عليها.."
وخرجت و عيناها مازالت متعلقة بعينا جو الي ان اغلقت الباب تماما..
***
"عندي خبر يا معلم.. بس اضمن حلاوتي الاول"
كان هذا سليم.. صديق شهد – اذا بقاءه معها وقت طويل يدربها علي بعض المهارات و يخطط لها العمليات الكبيرة- يعتبر صداقة.. فهو كان صديقا مقربا لها..
واضح طبعا ولا يحتاج للايضاح انه كان يحدث المعلم المرعي..
مرعي:" انطق يا واد!"
سليم:" شهد!" و غمز بعينه..
مرعي و قد سعد بالخبر جدا:" عترت عليها فين؟؟"
سليم:" يظهر واد سيس كده اشتراها.. كنت رايح المستشفي اطل علي عدوي وقابلتهم هناك.. كنا هنضرب بعض انا و هو "
مرعي:" واد مين؟ اسمه ايه ؟؟"
سليم:" عرفت من الواد صلاح انه اسمه جو.. ده الجارد بتاع الخواجة"
فكر مرعي قليلا:" باين عارفه.. مش ده اللي ضرب عدوي بالنار؟؟ اكيد بأه الخواجة ادهالوا مكافأة "
سليم:" ايوة يا ريس..تلاقيه بيكسب دهب من ورها.."
مرعي:" طب و ده هياخد فيها كام؟ ولا هينضرب وتتاخد منه عافية ؟ و لا حكياته ايه؟"
لاحت علي سليم نظرة خبث و لكنه تدارك نفسه و قال ناصحا بجدية:" معتقدش هيبيع بالساهل.. ده كان هيضربني عشان بكلمها.. متهيألي يترن العلقة المتينة و يتعلم الادب و شهد ترجع لاهلها"
حك مرعي رأسه مفكرا وقال:" طب سيبني افكر فيها.. مش عايزين نقلب الخاوجة علينا"
***
مجموعة من المواقف حدثت مع الخواجة و التي لم يعلم بها جو :

موقف (1):
"من غير سبب كده؟!"
كان هذا الخواجة – بعد ان اخذ نفسا من سيجاره - يوجه ببروده المعتاد سؤلا الي من جائه يشتكي ساخطا..
عصام:" يا ريس بقولك دخل عليا من غير و لا كلمة كسر ازازة في راسي و مسك في خناقي" و كررها في اندهاش و غضب :" من غير و لا كلمة!!"
الخواجة ببرود مستفز:" ده شلفطك خالص!"
لم يعجب عصام التعليق و لكنه اثر ان يقلب الامر لصالحه فقال:" وانا بقي جايلك عايز حقي! انا كان ممكن اخد الرجالة و نستناه.. بس ساعتها كنت هتخسر انت الجارد بتاعك.. لاننا كنا هنموته او ان عاش مكانش هيبقي فيه حتة سليمة..وانا محبش اعاديك.. انت حبيبي.. فجيتلك الاول!"
الخواجة:" هجيبه قدامك مذلول يتأسف .. بس لما اعرف الاول هو عمل كده ليه! لأن لو كنت انت الغلطان من الاول .. تبقوا خالصين.."
عصام:" يا ريس انا بقالي شهور مشفتوش.. مجتش جنبه هكون غلط في ايه؟ عموما انا راضي بحكمك.. ومستني حقي.."
خرج عصام من مكتب الخاوجة.. بينما نفث الاخير دخان سيجاره في ضجر قائلا:" مشاكلك زادت اوي يا جو"

اللصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن