الفصل السادس عشر 2

10.1K 262 1
                                    


علي مائدة مستطيلة داخل مخزن مهجور اجتمع بعض الكبار لانهاء صفقة سلاح مهمة..
الخواجة علي رأس المائدة:" الكمية المطلوبة صعب توريدها دلوقتي.. ممكن نديكوا نصها.. العيون مفتوحة علينا.. و الحركة صعبة الفترة دي"
بكر (وهو بدوي من عرب الساحل) علي رأس المائدة في الطرف المقابل:" والله الشيخ فريج صار يضيج صدره منكم و من افعالكم! ما يصر نص الكمية.. عندنا عملية كبيرة و محتاجين سلاح بكمية!!"
الخواجة:" عمايل ايه بس يا بكر؟؟ احنا ماشيين معاكوا زي الفل.."
بكر:" لأ.. فين الفل؟؟ و الرجال هنا يشهدوا.. تأخيركم في التسليم صار ممل.."
الخواجة:" دي ظروف خارجة عن اردتنا و انتوا عارفينها.."
بكر مستطردا :"والاسعار الي رفعوتها؟؟"
الخواجة:" انتو بتاخدوا اقل اسعار اكراما للشيخ فريج.. انتوا بتاخدوا اقل من تجار الباطنية"
بكر :" لا .. الشيخ فريج زعلان... مو مبسوط بافعالكم و اخرها .. ها الرجال تبعكم اللي جه لحدنا و بعد ما اكرمناه هو و الحرمة اللي معاه.. سَرَج سيارة و هرب!! احنا بنتم معاكم ها الصفجة ..بس عشان الشيخ ادى كلمة للريس عبود من فترة عليها!"
عقد الخواجة حاجبيه و قال :" راجل مين اللي جه عندكم؟!"
بكر:"جال انه من رجالك.. اسمه يوسف.. و الحرمة تبعه كان شاريها منك.. و حتي ها الجصة مزعلة الشيخ.. يعني اذا بتبيع حريم ليش ما جلتله؟؟ كان هو اولي بالحرمة !"
ولأول مرة ابدي الخواجة انفعلا علي و جهه.. قال مندهشا:" يوسف؟؟ جو؟؟ جالكم يعمل ايه؟؟ بيشتغل من ورا ضهري؟؟!! و ليه البنت كانت معاه؟؟!! بتساعده ؟؟! "
بكر:" ايش دراني؟؟ جال انه تايه ومحتاج توصيله.. ما أظنه اكلم في شغل.. بس في النهاية سرج السيارة و هرب.. كده لينا عندكوا حج عرب.. بس عشان الشيخ عارف انكوا يا بتوع مصر ما بتفهموا في الاصول .. وغير ان السيارة ما تهمنا.. ما حكينا شي! احنا كان ممكن نبعتلوه اللي يعلموه انه ما يطاول علي اسياده.. لكن لجيناه ما يستاهل.. عيل من غير رباية و غلط! "
الخواجة ببعض الحرج:" انا هكلم الشيخ بنفسي اتأسفله.. ده عزيز علينا جدا.. و عشان حق العرب اللي له عندنا له تخفيض مني انا شخصيا "
ابتسم بكر ابتسامة صفراء.. بينما شرد ذهن الخواجة في ما قيل للتو.. هناك شخص يجب ان يُعَاقَب!

****

موقف (3)

جلست زوزو في توجس امام الخواجة علي المائدة عند (عطا)..
قالت :" متشكرة انك سمحتلي اكلم معاك.. مش هاخد منك الا دقيقتين بس"
اومأ الخواجة برأسه بينما اخذ نفسا من سيجاره و هو يتفحص ببنظره وجهها المصاب..
قالت:" انا جاية احذرك من و احد انت مأمنله و هو هيغدر بيك.. "
عقد الخواجة حاجبيه مستنكرا متسائلا و لكنه لم يتحدث..
فاستطردت:" جو يا باشا.. جو الجارد بتاعك.. دراعك اليمين! اللي فهمك انه ضرب صاحب عمره عشانك .. عشان يفديك.. لهو انت متعرفش ان عدوي زي اخوه؟ اسأل اي حد هيقولك انهم متربين مع بعض... همة بقي عملوا الليلة دي كلها عليك عشان في النهاية يتملك البت المعصعصة بتاعته دي.. اكمن المعلم بتاعها اللي اسمه مرعي قالب الدنيا عليها بعد ما هربت منه عشان عشيقها الي هو جو.. قاموا خططوا اللعبة دي بحيث يقلبوك علي المعلم مرعي؛ و تبقي هي و هو في حمايتك من المعلم.. ويبقي كده اتملكها رسمي .. لو مش مصدقني اسأل اي حد هيقولك ان جو بيروح يزور عدوي في المستشفي.. في واحد يضرب و احد بالنار و يروح يزوره؟؟! طب ده كان لسة هناك من يومين.. ممكن اي حد يأكدلك .. دلوقتي بأة هو و البت دي بيخططوا لحاجة كبيرة.. و بيعملوا شغل مع بعض.. حتي تلاقي جو مبيجيش الشغل.. البيه مش فاضي و راه تخطيط.. و طول النهار بيلف و يعمل اتصلات.. بمين؟ متعرفش! بيروح فين؟ متفهمش.. بس بيدبر حاجة.. و الحاجة دي هتبقي غدر.."
ظل الخواجة مستمعا في هدوء و يدخن سيجاره..
سأل في النهاية:" خلاص؟"
زوزو في تعجب:" يا باشا عايز ايه اكتر من كده؟؟ الواد بيكدب عليك و بيدبر حاجة مع البت الي اسمها شهد"
الخواجة:"سؤال اخير.. مين ضربك كده؟" مشيرا الي وجهها
قالت زوزو وقد انهمرت دموعها فجأة:" هو و البت بتاعته.. لما عرفوا اني عرفت الاتفاق اللي بينهم و بين عدوي .. جولي و ضربوني و هددوني عشان مقولش لحد.. بس انا بأة العلقة دي هي اللي خلتني اعند واجي اقولك.. عشان انا مبخافش من حد!"
الخواجة:" متشكر يا... زوزو.. تقدري تتفضلي"
قامت زوزو (وقفاها بيأمر عيش).. كيف لم ينزعج و لو قليلا بكل تلك القصة التي حاكت اطرافها ببراعة؟؟؟ يبدوا انه لم يصدقها.. ابتعدت عنه في احباط.. و لكنها لو كانت تعرف الخواجة جيدا كانت ستدرك ان رد فعله واحدا علي كل شيء .. البرود المطلق و الـلا تعبير هو ما ستراه.. حتي و ان كان يحدث بداخله ما حدث.. بالفعل انزعج من ما سمع ووجده منطقيا ؛ متوائما مع احداث اخري كثيرة تخص يوسف.. وكأن ما حكت هي قد اكمل له الصورة الي حد ما.. و لكنه كأي محترف قرر ان يتأكد اولا..
وعندما بحث وتأكد ان جو وعدوي فعلا نشئا معا، وانه زاره في المستشفي، و انه بالفعل يتحرك تحركات كثيرة مريبة وغير مفهمومة.. عرف ان قصة زوزو ليست كاذبة!
***
موقف (4)
تأمل الخواجة الضيف الجالس امامه في محاولة ليستشف سر الزيارة المفاجئة..
قال الضيف:" برغم الي انت عملته معايا.. انا ميخلصنيش اشوفك في ازمة و متدخلش و امدلك ايدي"
الخواجة مستنكرا:" أزمة؟!"
الضيف:" متخبيش عليا انا اخوك.. و اخوك مش سهل و عنده اللي بيجيبله اخبار دبة النملة.. انا عرفت انك عندك مشاكل في توريد كمية سلاح كبيرة للعرب.. و ان الشيج فريج زعلان!"
اعتدل الخواجة في كرسيه الوثير و وسحب نفسا من سيجاره و قال:" وهتمدلي ايدك ازاي بأة يا مرعي؟"
مرعي:" شوف ... انا مخازني كلها تحت امرك.. كنت مدكن كمية و ناوي اعمل بيها شغل قطاعي.. اشتريهم انت جملة ؛ وكمل صفقتك مع الشيخ!"
الخواجة:" من امتي الجدعنة؟"
مرعي مبتسما في لزوجة:" عشان تعرف اخوك.. عشان اكون صريح معاك.. اه اصل الصراحة اهم حاجة بين الاخوات.. اولا ..انا هيفيدني اوي مبلغ كبير مرة واحدة اليومين دول.. بيني و بينك الشغل القطاعي بيطول وكمان العين مفتحة علينا اوي .. وتاني حاجة و الاهم.. تراضيني !"
الخواجة:" مش فاهم؟"
مرعي:" زي ما سحبت مني البت شهد.. ترجعهالي! وهعتبر اللي حصل ده سوء تفاهم بسبب عيال تافهة زي عدوي و جو.. ومش هزعل .. انا و انت اكبر من كده.. و شهد دي من اهم الناس عندي و مصدر دخل كبير"
الخواجة ببرود:" نتفق الاول علي السلاح!"
***
هل صارت الصورة الان و اضحة للجميع؟!! لا يحتاج الامر لشرح مطول.. لقد صار موقف جو صعبا جدا.. فقد تجمعت في النهاية كل الخيوط الجانيبة للاحداث ..لتصنع عقدة (مكلكعة) عند الخواجة..
الان الخواجة غاضبا من جو ، وشبه متأكدا من خيانه له، متربصا له.. ونيته ان يوقع به .. و ساعتها سيتمني جو الرحمة.. و لن ينالها!

***

اخر تقرير وصل للخواجة عن متابعة تحركات جو:

- قام الهدف ببيع قطعتي ارض واحدة في الساحل الشمالي قرب مطروح بمبلغ ضخم، و الاخري قرب اسوان بمبلغ ضئيل جدا (لشخصين مختلفين).

- الهدف حضر جنازة و دفنة عدوي و كان متأثرا دامع العنين.

- علاقة الحب واضحة بين الهدف و بين الفتاة التي تدعي شهد تظهر في التفاعل بينهما من العناق المتكرر.. الخ..

- هناك علاقة واضحة تربطهما (الهدف و الفتاة) بسيدة تملك مركزا للتجميل و الفتاة تعمل به بصورة يومية.

- الهدف باع بيته و كل ما يملك و هو الان مقيم هو و الفتاة لدي السيدة صاحبة مركز التجميل و تدعى حنان.

- الهدف يزور سفارة دولة (--) بصورة متكررة ومعه الفتاة حاملين اوراقا منها باسبورات خضراء.. من المرجح ان ذهابهما هو لاستخراج الفيزا..

***

وضعت شهد مجموعة الاوراق التي في يدها علي رأسها تستجدي ظلها من الشمس الحارقة، حيث كانا يقفان امام مبني سفارة (--) في وسط الزحام في انتظار دورهم للدخول، واستندت بيدها الاخري علي صدر جو الذي كان ينظر حوله في حذر..
شهد:" ممكن افهم الفرهدة دي اخرتها ايه؟ انا تعبت بقي!"
جو:" معلش استحملي.. هانت.."
وورفع يده فوق رأسها في محاولة ان يظلل علي وجهها..
نظرت اليه:" طب مش هتفمني الاوراق و البتاع الاخضر اللي انا رايحة جاية بيه ده بتاع ايه؟ "
ابتسم و هو ينظر اليها و قال:" البتاع الاخضر؟!!! اسمه باسبور.."
قالت:" يا صلاة النبي .. مانا عارفة انه اسمه كده .. ايه فايدته و انا اصلا معييش بطاقة؟"
جو متجاهلا سؤالاها وقال مداعبا:" طب قوليلي كده اسمه ايه؟"
شهد و قد ادركت انه يسخر من طريقة نطقها:" فقالت مش قايلة! سيبنالك العلام يا بتاع الخواجة"
ضحك جو وقال:" والله اي حاجة بتطلع منك بتبقي حلوة.. حتي لو كانت بازابور"
ضربته ضربه خفيفة وهي تتصنع الغضب، ثم قالت بدلال:" طب مش ناوي تفهمي؟.."
جو:" هفهمك.."
***

عندما ركب جو السيارة كالعادة مع الخواجة و الرجال لذهاب للعمل ..فهو بالطبع لم ينقطع كليا عن العمل .. قال الخواجة و الذي كان مصرا ان يجلس جو بجوارة في الكنبة الخلفية:
"بقولك يا جو.. من بكرة الصبح بدري تبعتلي البنت بتاعتك عندي في المكتب.."
بهت جو من الطلب و ظل يعيده في رأسه.. معتقدا انه سمع خطأً ثم قال:" شهد؟؟ ليه يا ريس؟؟"
الخواجة:" هنرجعها لمرعي.. خلاص انا و هو اتراضينا.. و ان الاوان نرجعهاله"
قال جو مترددا:" بس دي بقت ملكي يا ريس.."
الخواجة:" انت هتعارضني؟!! بقت ملكك بأمري .. و بأمري هرجعها لمرعي.. مش عايز كلام زيادة عنها"
جو:" اسف.. يا ريس مش هقدر.."
الخواجة ببرود للسائق:" وقف العربية علي جنب .. "
بالفعل وقف السائق، بينما لم يفهم جو الهدف من ذلك..
ولمنه و جد الحارس الاخر و السائق ينزالنه و يمسكان به و الحارس الذي هو صديق لجو يقول بأسي هامسا:" سامحني يا جو انا عبد المأمور"
ترجل الخواجة ووقف امام جو الذي كبله الرجلان بقوة..
قال :"بتعارضني عشان حتة بت؟"
جو:" يا ريس انت اللي بتنزل من نفسك لما تخش في حوارت عشانها.. مش مقامك"
الخواجة:" عارف يا جو .. لو كان اي حد غيرك هو الي عمل كده.. كان زمانه مقتول زي الكلاب.. بس اللي مأثر فيا ان الغدر يجي منك انت! انت اللي كانت ثقتي فيك ملهاش حدود.."
جو:" وانا عمري ما خنت ثقتك ! و ياما فديت حياتك!!!"
اشار الخولجة بإشارة لاحد الرجلين فقام بتوكيه لكمة قوية الي معدة جو.. الذي تلقاها و بصمت و بان علي وجهه الالم الشديد..
الخواجة:" مبحبش الكذب! فديت حياتي لما ضربت نار علي صاحبك و قصدت تجيبها في كتفه.. انا برضه قلت معقول من المسافة القريبة دي و متعرفش تجيبها في راسه.. اتاريك كنت قاصد"
جو:" في النهاية النتيجة ايه؟ انت طلعت سليم.. مكنتش محتاج اموته!"
امر الخواجة بلكمة اخري.. و قد كانت..
ثم قال:" قلت مبحبش الكذب! كنت فاكرني ايه؟ مش هعرف كل الللي اتعمل من و را ضهري؟!! كل حاجة بتوصلني في ساعتها.. مشوارك لعرب الساحل.. خطتك الفكسانة انت وعدوي و البت بتاعتك.. مشاويرك للسفارة.. حتي مشاكلك الشخصية عارفها بالتفصيل.. الا صحيح انت ضربت عصام ليه؟؟"
لم يرد جو.. فكان نصيبة بضع لكمات اخري..
جو:" بجد اخر ما كنت اتوقع ان حتة بت (لفظ بذيء) تتحكم فيك و تخليك تغدر باللي لحم كتافك من خيره.. عموما انت و هي حسابكم هيبقي معايا"
واشار اشارة اخري بيده.. ما جعل الرجلان يتحولا لألاتي ضرب.. تلقي جو بضع ضربات..
ثم بدون سابق انذار .. امسك السائق ولكمه في وجهه عدة لكمات متتالية سريعة كالطلقات وتركه بعد ان فقد الوعي مضجرا في دماء وجهه.. ثم استدار للحارس الذي كان مترددا في الانقضاض عليه و لكن صيحة من الخواجة تأمره بالهجوم ..جعلته يقفز منقضا علي جو..
امسكه جو من رقبته و قال هامسا :" سامحني علي صبري.. مش هتقل عليك"
و ضربه بسرعة ضربة عنيفة جدا برأسه في عظمة انفه (روصية).. وفي لحظة سقط صبري ارضا فاقدا الوعي هو الاخر..
واخيرا استدار جو للخواجة الذي بدا عليه الانزعاج وبعض الذهول..
اقترب منه و امسك ياقة قميصه الانيق و قال بهدوء :" الـ (نفس الفظ البذيء الذي تلفظه الخواجة قبل قليل عن شهد) تبقي امك! عايز تعرف انا ضربت عصام ليه؟.. عشان اتجرأء و مد ايده علي شهد! لو انت او اي كلب تبعك هوب ناحيتها.. هعذبه الاول و بعدين هموته.. اعتبرني مستقيل!"
ابتسم ساخرا و هو يلقي نظرة علي الجسدين الفاقدين للوعي.. ثم رفع يده الي رأسه و كانه يسلم علي الخواجة وهو يسير مبتعدا..
بينما و قف الخواجة ووجهه الابيض الناصع قد تحول للون الاحمر غضبا.. اخرج هاتفه من جيبه و اجري اتصالا..
لم يقل سو كلمة و احدة:" نــفــذ!"

***

ابتعد جو سريعا عن المكان .. يجب ان يذهب لشهد الان.. يجب ان تبقي امام ناظريه حتي يتم المراد..
حادثة الخواجة تلك لم تكن في الحسبان.. الان عليه ان يسرع ..
امسك هاتفه و قام بالاتصال بحنان..
اتاه صوتها قبل ان ينطق بـ" الو" مذعورا باكيا:" اخدوا شهد يا يوسف! ضربوني و اخدوها"
هوي قلبه..
شهد...

***

احتاجت شهد لعصام و سليم معا لشل حركتها.. كانت تركل بعنف وتصرخ متلفظة باقذر السباب..
نجحا في ابقائها ساكنة بجهد كبير.. و جلسا و هي بينهما في السيارة الخاصة بالمعلم مرعي..
هكذا كانت خطة الخواجة.. ان يستعين بعصام استغلالا لحقده علي يوسف.. فقد خشي ان يتواطأ معه اي حارس اخر صديق له.. كما ارسل له المعلم مرعي الدعم في صورة سليم كبير رجاله، و اكثر شخص علي وجه الارض علي دراية بمهارت و اساليب شهد ، و لكي يكون مشرفا علي استرجاعها.. بالاضافة الي بعض الرجال من الطرفين..
كانت هذه العملية مخطط لها.. قبل حتي ان يتحدث الخواجة الي جو.. كانوا فقط بانتظار لاشارة البدء و التي ارسلها الخواجة للتو..
قالت شهد لسليم:" انت معاهم و لا معايا.. دحنا بنا عيش و ملح و يا ندل"
سليم:" انتي اللي خنتي العيش و الملح لما هربتي.. اخرسي بقي"
شهد:" اخرس انت يا حيوان.. نسيت لما كنت بتخليني اسرقلك الاكل يا بن الجعانة!"
صاح عصام:" متخرسي بأة يا بت! و لا نسيتي انتي العلقة اللي كلتيها عندنا في القصر.. مبتحرميش؟ نقطعلك لسانك عشان ترتاحي و تريحينا؟؟!"
شهد:" وانت راخر رجل اوي.. فخور و بتتباهي انك ضربت بت.. الا صحيح ايه الي في خلقتك ده؟! انا سمعت ان واحد صاحبنا رنك علقة موت"
اغتاظ عصام بشدة و قال عاضبا:" اهو.. انتي و هو هنعلمكوا الادب!"
ضحكت شهد ضحكة رقيعة متعمدة لاستفزازه و قالت :" يجبوك من علـ حيط بشبشب"
لم يكن من عصام الا ان صفعها في غل ومنعه سليم من استكمال الضرب..مما استفز شهد و جعلها تثور مرة اخري و تعود للعنف و الركل و اللكمات .. وقد بذلا جهدا مضاعفا مرة اخري للسيطرة عليها..

لسبب ما لم تكن تشعر شهد بالخوف.. ضرب؟ لم يعد يخيفها.. موت؟ صارت لا تخشاه..
بل يمكن الجزم بأنها و اثقة انها ستنجو.. تشعر ان هناك بطلا يطير في الافق يحوم حولها.. و سوف يأتي ليصعق الاشرار و ينقذها..

اللصهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن