هذه المرة لم يكن كابوسا.. كان حلما..لم تري احلاما سعيدة كثيرة في حياتها و لكنها عرفت انه حلما سعيدا.. تميزه سهلا.. فقد رأت فيه ما تتمني.. كانت تري نفسها تجلس داخل حجرة فخمة للغاية وكل جدرانها من المخمل (القطيفة) الناعم.. يحيطها المخمل من كل جانب ..جلست عليه تمرر يدها وتتحسس نعومته في استمتاع.. ثم فجأة تسرب ضوءا ساطعا الي داخل الحجرة وكأن شخصا فتح النافذة.. غمر الضوء الرائع المكان.. نظرت لمصدره لتجد يوسف عملاقا كبيرا ينظر اليها من خارج الحجرة و يبتسم.. انه يحتفظ بها في علبة مثل علب الجواهر التي طالما سرقتها.. كان يضعها في جيب قرب قلبه.. وكل لحظة يفتح العلبة لينظر اليها و يبتسم في حنان ثم يعيدها قرب قلبه مرة اخري..
ابتسمت بشدة و هي تستفيق..كادت ان تضحك علي غرابة الحلم.. حاولت تفسيره و لكن فشلت..ابتسمت و اكتفت بالشعور الذي تركه الحلم بداخل قلبها..
نهضت لتجد جو مازال نائما..تأملته عن بعد.. ثم اقتربت بتوجس بضع خطوت اخري لتتأمله بصورة اقرب.. انه حقا وسيم.. ابتسمت وهي تتخيل مدي حقد زوزو الان.. برغم من انها تعذرها.. فجأة تحرك! فتراجعت بسرعة مبتعدة ..الا انه قام بقلب جسده و هو مازال نائما ليصبح ظهره مواجها لها..
ضحكت في سرها علي رد فعلها الساذج و..ثم احست انه يستحق منها وجبة افطار..فقامت باعداد وحدة وهي تتجنب اصدار ضجة..
اما جو قفد بدأ يصحو علي صوت تحركها في المكان فاستدار ليري ماهية الامر..وجدها تقف امام الموقد الحقير تعد شيئا.. تأملها قليلا.. و ابتسم في رضا.. قال في محاولة لجرالشكل:" ايه الدوشة دي علي الصبح؟!"
استدارت شهد و قالت:" انت اللي بيتك قد الحق.. بحضر فطار... هعمله من غير صوت ازي.. لو كان بيتك بأوض زي الناس كان زمانك في اوضة مقفول عليك .."
جو:"بس ! بس ! ايه الرغي ده كله.. اتوبيس بيكلم؟! "
نهض و توجه للمحمام مارا بها فقالت:" فكرت هتخيلني اعمل ايه؟ ها؟"
جو:"انا لحقت؟! مش نايم قدامك و صاحي قدامك..يخرب بيت زن النسوان"
بدي علي وجهها احباط ممزوج بضيق..
فقال:"اهدي علي نفسك شوية..كله بوقته"
***
خرج ليجد زوزو تجلس مع شهد علي المائدة و تتناول بعض لقيمات من الطعام الموضوع امامهما..
رفع حاجبية مندهشا..
فقالت زوزو:" صباح الفل.. انا جبت فطار معايا و قلت نفطر كلنا سوا.. اصلكوا وحشتوني..ان كان انت ولا البت دي"
قالت شهد وهي تربت علي ذراع زوزو:" مش بقولك القلوب عند بعضها.."
جر جو كرسيا و جلس معهما علي المائدة بحيث صارت شهد ناحية يمينه و زوزو ناحية يساره..
قال قاصدا بعد ان وضع لقمة في فمه:"الله يا زوزو البيض حلو اوي تسلم ايدك"
زوزو في غباء:" انا مجبتش بيض.. انا جايبة فول و طعمية..اهم " واشارت اليهم..
شهد و هي تنظر لجو بغيظ:" انا اللي عاملة البيض..."
جو متعمدا ان يبدي عدم اهتمام:" اي حاجة.. تسلم ايد اللي عمله وخلاص"
زوزو:" مفيش اخبار عن اللي اسمه عدوي ده.."
جو:"ايه السيرة دي عالصبح..احنا بناكل!"
شهد:" ولا عايزين نعرف اخباره..خلاص مبقاش له عندي حاجة.."
زوزو:" ازي بقي مش عايزة تعرفي اخباره.. مش تعرفي فاق و لا حصله ايه عشان تتقي شره ..وهو هيسكت؟!"
رأي جو علامات التفكير و التوتر علي وجه شهد ..فقال لزوزو ببرود ضاغطا علي حروفه بحزم:" اعلي ما في خيله يركبه!"
واكمل بازدراء :"ثم انتي جاية تقرفيني بالسيرة دي.. متشوفيلنا حاجة تستاهل نكلم عليها"
سألت شهد في خفوت واعين زائغة:" هو انت تعرفي عنه حاجة يا زوزو؟"
ضرب جو بيده علي المائدة مما جعل كلتاهما تنتفض و قال:" قلت غيروا السيرة دي!"
فربتت زوزو علي صدره في استسماح وقالت:" خلاص متزعلش نفسك.. عدوي ايه ده الي يقل مزاجك..كل يا خويا.. مش هنكلم عليه تاني" ونظرت لشهد قائلة و هي تزغر لها:" خلاص يا شهد قفلي السيرة دي" كانت شهد تدرك من نظرات زوزو المقصودة انها تعني" قفلي السيرة دلوقتي و هقولك بعدين"
توقفت شهد عن الاكل و سرحت في تخيلات عن رد فعل عدوي ان عاد.. وما سيكون انتقامه و تذكرت الكابوس الذي قتل فيه جو بين يديها..
فقال جو امرا:" كلي يا شهد!"
دست شهد قطعة خبز في فمها امتثالا ومضغتها ببطء..
كان جو حانقا من تصرف زوزو الغير غريب عنها.. بات واضحا انها اتت اليوم لتضايق شهد وان غلفت ادائها بغلاف الاهتمام و الصداقة..
زوزو:" انتي يا بت يا شهد مش هتنزلي الشغل تاني خلاص؟"
شهد بعد القت نظرة جانبية لجو يملؤها اللوم و الغيظ:"نفسي!"
رفع جو رأسه الي الاعلي في نفاذ صبر:"ده ايه الفطورة المهببة دي.. بت يا زوزو انت جاية عالصبح عايزة مني ايه؟"
زوزو مندهشة:" يوة؟! زعلان ليه تاني؟؟.. دانا حتي بكلم شهد و مجبتش سيرتك.. انا بطمن علي البنية واحوالها"
ثم وجهت جديثها لشهد:" طب لما نفسك.. ما ترجعي"
شهد وقد قررت (المحلسة ) لجو:" اما جو يقول.. الكلمة له"
مصمصت زوزو شفتيها و قالت:"ممم طب ياختي بشوقك"
اما جو فقد كان صامتا و كأن صوتهما لا يصل اليه.. وقد تأكد من نية زوزو.. و لكن ابي ان يتدخل في ما يسميه (شغل نسوان) برغم من انه مستفزا بشدة من توجيه زوزو لدفة الحديث..
زوزو لشهد:" متعمليلنا شاي يا شوشو.. محتاجين نحبس"
قامت شهد بتثاقل وهي تقول علي مضض:"واجب برضه"
بمجرد ان ادرات شهد ظهرها وابتعدت حتي التفتت زوزو وقالت بعيون هائمة:" ايه؟ انت مخاصمني؟"
جو ببرود:" ربنا ما يجيب خصام"
وضعت زوزو يدها علي ساعده الممدود علي المائدة قائلة بدلال:" امال مالك؟ مبقتش تسأل؟ معدتش بوحشك؟"
جو:"انا موجود طول الوقت عند عطا زي مانا..انتي الي مبتظهريش.."
زوزو:" عطا ايه؟ انا نفسي مرة تيجي تسهر معايا "
جو:" انتي عارفة يا زوزو مليش في شلتك و لا بحب سهراتكوا"
زوزو :"يولعوا كلهم... اعملك سهرة خصوصي لوحدك .. انت بس تعالي"
كانت زوزو قد قربت وجهها بشدة من جو التصقت بكتفه..
فوجئا بشهد تضع صنية الشاي بعنف علي المائدة ، لدرجة ان بعض الشاي تناثر علي الصنية و المائدة..
شعر جو بسخونة قطرات الشاي علي يديه فصاح بشهد:" براحة يا بت..حرقتي ايدي"
اما زوزو فقد اجفلت ثم قالت:"ايه يا شهد.. حد يحط الصنية كده.." كانت مدركة ان ذلك هو رد فعل شهد علي المشهد الغرامي بينها و بين جو..
فراحت تتحسس ساعد جو و هي تقول بمياعة مستفزة:" حرام عليكي اديه"
وجد جو نفسه يسحب يديه من زوزو ..وهو ينظر لشهد بارتباك.. قائلا:" لا بسيطة.. بسيطة"
هل حقا خشي من استيائها؟؟ لقد فاجأء نفسه بهذا التصرف التلقائي..
اما شهد فقد منعت نفسها من سكب كوب الشاي المغلي علي رأسيهما. و لكنها لاحظت تراجع من جو.. وقد ارضاها الامر قليلا..
جلست معهما و قالت متصنعة المزاح:"انتي ايه كنتي بتوزعيني.. حبكت معاكي يعني.. ماهو عندك طول الوقت.. عايزة يعني تفهيني انك مش عارفة تتلايمي عليه و انك جاية تزنقيه هنا؟.. عشان هنا ملوش مهرب!بلاش بكش يا زوزو.. "
كانت تتعمد سرد الواقع المؤلم بالنسبة لزوزو في صورة سؤال مستنكر..
زوزو:"لا وانتي الصادقة مبنشبعش من بعض"
نظر اليها جومندهشا وكأنه يقول "مين دول؟"
فقالت شهد:" عموما انا مش عايزة ابقي عزول.. يا ريت اقد اخرج واسيبلكوا المكان بس جو مش راضي يخليني اخرج.."
زوزو :" حابسك؟ ليه يا جو.. متسيب البت تفك عن نفسها"
جو:"منك ليها.. بقولكوا ايه.. حلوا عن نفوخي.. انت يا زوزو مش وراكي اي حاجة؟يلا لا تتأخري.."
ابتسمت شهد في شماتة فقد وجهت الحوار تماما الي حيث تريد و حصلت علي النتيجة المطلوبة.. نفذ صبر جو وشبه طرد زوزو بالذوق..
زوزو بهيام:" عسل وانت متعصب.. حاضر همشي.. بس زي ما اتفقنا مستنياك عندي في سهرة خصوصي عشان عيونك"
احست شهد بحرارة دمائها..كانت تغلي..
اما جو فقد ربت علي كتف زوزو هو يوصلها للباب قائلا:" اتكلي علي الله انتي بس..و نبقي نشوف"
خرجت زوزو فاستدار جو ليجد شهد تبدوا غاضبة، وللمرة الثانية ارتبك وقال وكأنه غارقا في الاندهاش ، مفسرا دون ان يُطلب منه:"سهرة ايه الل بتكلم عنها دي؟؟ انا فاضي؟!!"
لم ترد شهد بل حملت صنية الشاي وتوجهت بها للحوض وشبه قذفت بها لتسقط داخله مصدرة صوت عالي..
اثر يوسف الصمت.. كان لديه شعوراغامضا .. لم يدر ان كانت سعادة لغضبها، ام هي رهبة منه.. هل حقا يشعر بالرهبة منها؟.. تلك الفتاة الضعيفة التي تخشاه ؟!
اثر ايا الابتعاد عنها الان ، وقرر فعل شيئا مفيدا امسك هاتفه ومر علي قائمة الاسماء فيه.. لوهلة بدا انه مشغول و لكن الواقع انه كان يتابع شهد خلسة..كانت حانقة تغسل بعض الصحون..
قطع الصمت قائلا:"تحبي تشتغلي في مركز تجميل؟"
التفتت اليه شهد و ضيقت عينيها مستفهمة وقالت:"مركز تجميل؟! كاوافير كبير يعني.."
جو:" ايوة يا فلاحة.."
شهد:" معلش اصلي مبعرفش خواجات زيك.. المهم.. قصدك مع زوزو؟"
جو :"لأ.. و طلعي زوزو من دماغك شوية"
شهد:"امال فين؟"
جو": واحدة معرفة فاتحة واحد .. تروحي؟"
شهد:" من ابو كام؟"
جو:"يا بت متبقيش دنية كده.. انتي مش عايزة تسلي نفسك و خلاص دي شغلانة محترمة وهتكسبي عيش، في مكان كله ستات"
شهد:" انا مالي انا ستات و لا رجالة.. المهم هعمل ايه ؟ و هاخد كام؟ واوعي تقولي نضافة تاني؟"
جو:" البت صاحبتي اوي و اللي هطلبه هتمشيه.. عايزة تعملي ايه و تاخدي كام..بس متطمعيش؟"
شهد:" انا معرفش.. عمري ما اشتغلت في كاوافير.. "
جو:"عادي يعلموكي.. و اطمني علي اليومية..سيبها عليا.."
صمتت شهد تفكر ثم قالت:" وهي صاحبتك منين بقي؟"
جو:" وانتي مالك هيفرق معاكي في ايه؟ اللي ليكي عندي انها تشغلك "
شهد بغيظ:" ايه يعني؟ سر؟ اظن دي من المليون بت اياهم؟ وهروح بأه تعد تقوللي اللي بيني و بينه و اصل علاقتي بيه و هتصدع امي.. اصل زوزو مش كفاية!.. موعودة انا بصحباتك!"
كانت تتحدث باستياء عفوي.. وجو يتابعها بابتسامة علي وجهه..
جو بهدوء ومازالت الابتسامة الغامضة علي وجهه:" وهي زوزو بتقولك ايه؟"
شهد و قد شعرت انها تحدثت اكثر مما يجب فارتبكت قائلة:" عادي مانت عارف.. الكلام اللي انت عارفه..انا وجو بنا قصة و رواية"
جو:" وهي بتقولك انتي الكلام ده ليه؟"
شهد بتلقائية وحدة:" بتغيطني!"
جو:" وانت ايه اللي يغيظك؟"
زاد ارتباك شهد و قالت:" انا عارفة.. دي مهبوشة.. فاكرة كل الناس بصالها فيك.."
عقد جو حاجبية متصنعا الاستنكار:" بصالها فيا؟! ده علي اساس اني كيلو كباب؟"
شهد:وهي تشيح بيدها " اهه بقي.. المهم البت بتاعة الكوافير دي..برضه هتكفر سيئات اهلي بقصى حبكوا و لا ايه؟"
حو :" لا اطمني.. "
شهد:" خلاص هجرب"
نهض جو ولوح بهاتفه قائلا:" طب انا هخرج بر اكلمها.."
رفعت شهد احد حاجبيها واقتربت منه و اضعة يدها في وسطها و قالت مستنكرة:" يا سلام.. و متكلمهاش من هنا ليه؟"
توجه الي الباب و ازاحها من طريقه قائلا:" انت هتحاسبيني و لا ايه يا بت؟!..اوعي كده"
خرج بالفعل تاركا شهد في حالة احتراق ذاتي..
كان يريد ان يحدث حنان علي انفراد..
حنان.. اسم علي مسمي .. صديقة الطفوله و رفيقة العذاب.. تكبره باعوام عده.... كانت مصدر الامومة و الحنان في حياته .. اعتنت به كثيرا.. كانا معا لدي المعلم القديم.. كم من مرة اهتمت بجروجه.. كم من مرة اطعمته من ما سرقت.. كان ينام قربها قبل ان يشب عوده ، و ينتقل لحجرة الصبيان.. كم من مرة دافع هو عنها .. كم من مرة سحق عدوي لانه حاول التعدي عليها.. يذكر انه انقذها مرة من براثن اوغاد الشارع زملائها.. كان قويا في سن صغيرة.. ويذكر جيدا ليلة هروبها .. اخبرته انها رأت مكانا افضل للعيش .. وانها ستعود لأخذه فور ان تستطيع.. بكت معه كثيرا و احتضنته.. يذكر قبلتها الحانية علي جبينه.. و يذكر ايضا انها لم تعد ابدا..
وبعد ما حدث للمعلم و انفراط عقد جميع من يملك.. تقابلا.. كانت تعمل في صالون تجميل.. ساعدته في البداية في التعرف علي بعض الاشخاص للعمل.. ثم كل منهما اكمل منفردا في مشوار حياته .. و بقيت علاقتهم الطيبة، المتقطعة نظرا لظروف الحياة .. و لكن ما لم تنقطع ابدا الجمايل المتبادلة التي تأتي و تذهب بينهم علي مدار ما فات من اعوام..
لم يرغب ان يحدثها امام شهد لسبين..اولهما انها لن تتفهم طبيعة العلاقة.. ستظن انها حبيبته.. هي بالفعل حبيبته و لكن هل يلام احدا علي حب امه.. و السبب الاخر هو انه اراد ان يوضح لحنان مدي اهتمامه بشهد لكي تهتم بها بدورها.. و هو الامر الذي لم يعرف لمَ لم يرغب في ان تسمعه شهد ..
وهناك سبب اخر.. سبب ربما لم يدركه هو نفسه..كان يود ان يبوح... يبوح بمكنون نفسه..يزيح عن صدره ما يختلج داخله من اضطراب و عدم فهم.. يتحدث عنها لشخص ما.. شخص لن يحكم عليه.. لن يقول عنه ضعيفا مرتبكا.. شخص يثق به و يعرف انه يهتم به بدوره.. كان يريد ان يتحدث عن شهد.. بدون ان تسمع شهد!
وقفت شهد قرب النافذة مختبئة و قد القت اذنيها خارجا علها تسمع حديث جو مع تلك من اراد ان ينفرد بها..
جو بنبرة هادئة ودودة للغاية:"ازيك؟.. فينك انتي؟... مش قد مانتي واحشاني... بصي لو اعدنا نبرر لبعض بظروف الشغل مش هنخلص..سيبك من الكلام ده..عاملة ايه؟... انا كويس،مش كويس اوي ، تقريبا مش كويس خالص.. محتاجلك اوي يا حنان.. لازم اشوفك.. بس الاول عندي طلب يهمني اوي.... تسلمي يا حبيبتي طول عمرك جدعة.. عايزك تشغلي معاكي واحدة تهمني.. عايز اضمن انها تحت عينك انتي.. ملاقتش مكان غير عندك اطمن عليها فيه... اه اوي.. تهمني اوي.."
همس في اخر كلمة و تلفت حوله لكي يتأكد من انه بعيدا عن مسامع شهد، و لكنه لمح ظلها تقف بقرب النافذة، اقترب من النافذه و دس رأسه بها ليري شهد بالفعل تقف بلا حراك ، اجفلت عنما رأت رأسه فصاح بها:" بتعملي ايه عندك؟! امشي اعمليلي قهوة.."
صاحت شهد بحدة:" اعملها لنفسك مبعرفش!"
حدق بها غير مصدقا و قال:" انتي اتهبلتي بتعلي صوتك؟!!! امشي اعملي قهوة يا بت.. هخلص المكالمة و ادخل اعرفك تزعقي ازاي"
و لم ينتظر ردة فعلها بل سحب نفسه وابتعد لكي يكمل مكالمته الهاتفيه السرية..
كادت شهد ان تبكي غيظا.. حركت يديها في حركات عصبية عنيفة كطفلة في نوبة غضب.. وتمتمت بسباب ما..
جلست بعدها تلهث في انفعال وتفكر.. لا يروقها نبرته الامرة العالية في الحوار.. لمَ يصيح؟؟!!! لن تصنع له القهوة.. ذلك افضل له! ان صنعتها الان ستضع له دواءا يصيبه بالاسهال.. فليصيح ساعتها بملء فمه!
كانت حانقة عليه بشدة.. هل بسبب النبرة حقا؟ لم تكف عن اعادة حديثه مع تلك "الحنان" في رأسها.. " محتاجلِك اوي"!!
ايكون لك حبيبة يا جو؟ ... ايكون لك حبيبة؟!!
![](https://img.wattpad.com/cover/167363000-288-k77074.jpg)