سليم:" انت هتندفن هنا... شهد ملك المعلم مرعي! انساها .."
جو:"طب خلي واحد ماسك مسدس يكلم.. ايه اللي في ايدك دي يا شاطر..بتستخدمها في ايه؟"
عصام:"هقولك هنعملك بيها ايه بعدين!"
ثم قال لسليم:" يلا يا سليم!"
انقضا عليه كليهما فاطلق جو رصاصة باتجاههما تفاداها عصام وقبل ان يصلا اليه ... صدر هذا الصوت المُزلزل.. وكأن المخزن ينهار فقق رؤسهما..
رفعوا جميعا رأسهم لأعلي..
صرخ سليم في هلع..
وتلقي باب السيارة الضخم الصديء في وجهه وصدره وسقط تحته.. لقد القت شهد عليهما من اعلي السلم مجموعة من الخردة كيفما اتفق..
بنما نجح عصام في تفادي قطعا اخري صغيرة..
انتهز جو فرصة الربكة و انقض علي عصام.. نزع سلاحه اولا..ثم..
طبق الاصل العلقة الي فاتت!
صعد الي شهد مسرعا..
وقال لاهثا مبتسما:" فكيتي اديكي ازاي يا قردة؟؟"
شهد:" عيب بأة السؤال ده.. انا محترفة!"
امسك بوجهها بكلتا كفيه..تأمله و سأل باهتمام وقلق:" حد عملك حاجة؟؟"
ازاحت يده و قالت:" السؤال ده تسأله ليهم همة" و ابتسمت..
ثم قالت لتغير الموضوع:" ده و قت رغي يلا من هنا و ابقي لوك براحتك بعدين!"
كانت البقية بسيطة.. سينزلان بهدوء من السطح مستخدمين المواسير الخلفية و يهربان بخفة..
اعطاها سلاحه و احتفظ بسلاح عصام..
وصل جو للارض اولا ليؤمن المكان..
وقبل ان تصل شهد سمع جو الرجلان حارسي الباب.. يتصايحان في انفعال يجرون باتجاهه ويقولون اشياء علي غرار لقد قتلت سليم وعصام.. ويل لك.. استعد للموت.. ومشهران سلاحيهما..
قفزت شهد ووقفت بجوار جو.. كانت و اثقة انه سيخرج بخطة اخري..
بالفعل اشهر كل من شهد و يوسف سلاحيهما بدورهم..
وفجاة.. اصوات اقدام مسرعة قادمة من الجهة الامامية للمخزن.. ظهر اصحابها.. انهم رجال الخواجة.. مسلحون ..حاصورا شهد و يوسف..فالقيا سلاحيهما!
ثم اتي الخواجة في ذيلهم مباشرة..
صار المر الان مقلقا جدا لجو.. حياته قد تكون في خطر.. من سيعتني و بشهد؟! قد يحاولن ايذائها انتقاما منه..ليته لم يتسرع..
قال الخواجة ببرود:" تصدق يا راجل.. رحت اجيبك..ملقيتش حد.. ارجع الاقيك هنا.. بس مجيناش برضه ايدنا فاضية"
اشار بيده.. فاتي احد رجاله ممسكا بـفتاة تصرخ و تبكي.. انها حنان!
شهقت شهد لدي رؤية حنان.. اما جو فقد اغمض عينه حتي لا يري ذعر حنان في عينيها.. لأول مرة في حياته يشعر بالعجز..
الخواجة:" اختك دي؟! انا هندمك انت و كل للي تعرفهم علي وش الارض! مش الخواجة اللي يتقرطس!"
"هاتوهملي جوة"
كانت هذه كلمته الحازمة لرجاله قبل ان يعطيهم ظهره و يتوجه للمخزن..
***
جلس عمر مع السنهوري و رجاله يخططان لاقتحام المخزن.. لم يكن الامر عسيرا.. خطة بسيطة يتوقعون فيها الاسواء..ويضعونه في الحسبان..
انتهي معهم سريعا بقي فقط تحديد موعد اشارة البدء و الذي يعتمد علي انسحاب الخواجة و رجاله..
اتصل بحنان طوال الطريق الي بيته وكان هاتفها مغلقا.. الامر العجيب.. فهي بانتظار مكالمة منه و اخري من جو.. انها مركز العمليات.. كيف يُغلق هاتفها في توقيت كهذا..
قرر ان يعرج علي منزلها ليطمئن قلبه..
كان بيتها في تلك المناطق النائية الجديدة مكون من طابق و احد ومطل علي حديقة..
دق الجرس.. وليس من مجيب..
قرر ان يطرق بعنف .. الا ان الباب مع اول طرقة انفتح..لم يكن مغلقا من الاساس!
انقبض قلبه و هو يري اثار العنف في المكان.. هنا هاتفها مهشهم.. وهنا بعض نقاط الدماء..
بحث عنها في البيت باكمله بلهفة..ولكن كما توقع.. لا و جود لها..
الامر و اضح..
حيث توجد شهد ستوجد حنان.. يوسف هو المقصود..
اسلوب قذر ..قديم و معروف.. الانتقام من الشخص.. و احباءه..
ولكنهم عبثوا مع الشخص الخطأ..
الا حنان!..
***
جلست حنان بقرب شهد، كلتاهما ايديهما مقيدتان للخلف..
كانت حنان تبكي في صمت.. وشهد في حالة مريعة من القلق.. اين جو؟؟ ليس معهما.. الي اين اخذوه؟؟
نظرت للحارسين اللذان يقفان بقربهما..
سألت برفق:" هو جو فين؟"
احدهما:" اخرسي!"
قالت حنان بذعر:" اسكتي يا شهد! اسكتي! "
شهد مخاطبة حنان مهدئة لها:" متخافيش يا حنان.... "
لم ترد عليها حنان بل اكملت بكاءها الصامت المذعور..
رات سليم عن بعد غارقا في دمائة بينما يحاول احد ما يضمد جراحه و هو يئن في الم..
قالت شهد لحنان:" شايفة المتشرح اللي هناك ده.. انا اللي عملت فيه كده!"
رفعت حنان بصرها الي سليم و ما ان رات حالته حتي اجهشت في البكاء قائلة:" بيقي هيجي دلوقتي يموتنا"
نظر الحراس الي سليم ثم نظرا الى شهد.. وتبادلا نظرة مندهشة.. وعادا ينظرا الي سليم..
***
وقف الخواجة امام جو بينما امسك رجلين به.. و قد احاطهم عدة رجال مسلحين..
كانوا في حجرة خلفية للمخزن بعيدة عن شهد و حنان..
قال الخواجة:" عندك فرصة تقول كل حاجة .. قبل ما اجيب البنتين و ادبحهم قدامك!"
جو:" و لو قلت هتسيبنا؟"
الخواجة:" همة بس!.. انت مقدرش استغني عنك!"
جو :" ماشي.."
الخواجة:" عين العفل.."
رن فجاة هاتف الخواجة فنظر اليه لقراء الاسم .. بدي عليه الانزعاج لوهلة .. اخذ الهاتف بعيدا و خرج..
الخواجة:" ايو ة يا ريس.."
الريس عبود:" اخبار الجارد بتاعك ايه يا مرتضي؟!"
كان الوحيد تقريبا الذي يعرف اسمه الحقيقي.. لقد سماه ابوه المصري مرتضي .. وكونه استخدمه في الحديث اليه ..لا يبشر بخيرا ابدا..
الخواجة:" مش فاهم يا ريس؟"
الريس عبود :"فاروق جاي يفهمك! خسارة يا مرتضي.."
واغلق الخط ..
لم يفهم الخواجة سوي ان موضوع خيانة يوسف قد وصل الي علم الريس عبود.. ولكن ما قصة فاروق؟.. هل ارسله لقتل يوسف؟؟ وهل يستحق يوسف أن يتحرك فاروق من عرينه؟!
عاد الخواجة ليستمع لاعترافات جو,,
"اكلم يا جو.. كنت بتروح سفارة (--) ليه؟"
جو:" كنت مسافر هناك.."
الخواجة:" ليه؟"
جو:" اعمل صفقة لحسابي.."
الخواجة:" مع مين؟"
وقبل ان يجيب جو.. دخل احد الحراس واخبر الخواجة امرا ما بدا انه مهم..
الخواجة:" و ده ايه اللي جابه؟ متفقناش يجي.."
هم بالتوجه خارج الحجرة .. ولكنه فوجيء بمرعي يقف امامه قائلا:" ومتفقناش برضه علي ركنة البت عندك كده.."
ميز جو مرعي.. كان قد رأه بضع مرات سابقة.. هل سيستكمل الخواجة اسلوب الغدر و يعطيه شهد بعد ان اخبر جو انه سيطلق سيتركها تذهب ؟؟
الخواجة:" استني علي البت دي شوية.. ثم مين سمحلك تيجي هنا و معاك كمان رجالتك.. ايه جاي تتخانق؟"
مرعي:"جاي اخد البت.. ومش همشي من غيرها.. و عايز حق الواد اللي دمه سايح برة.."
الخواجة:" بقولك اصبر.. لما اخد اللي انا عايزه .. ابقي خدها في ستين داهية! واللي عمل كده في سليم الواد دهه.. هخادلك انا حقه" واشار الي جو..
قال جو:"اسأله بقي يا معلم ...بيقولك اصبر ليه؟ بيهددني بقتل شهد! هيموتها يا معلم! "
قام احد الرجال بلكم جو ليصمت..
بينما هلل المعلم مرعي:"لأ مش مرعي اللي يضحك عليه.. انا همشي حالا و معايا شهد! واعتبر اي شراكة بنا يا خواجة خلصانة! "
صاح مرعي:" انت فاكر نفسك بتتفضل عليا يا جربوع انت! طب و ريني هتاخد البنت ازاي؟!"
واشار الي رجاله فقاموا بتتويق مرعي و من معه شاهرين السلاح.. ما جعل رجال مرعي يشهروا السلاح بدورهم..
قال الخواجة:" شفت غبائك ؟! شفت مجيتك هنا هتحول المكان لحرب و تشغلنا عن الهدف الاساس..غلطتي اني قبلت اتعامل مع غبي زيك!"
مرعي:" لولايا مكنتش عرفت تخلص صفقة العرب!"
في وسط كل هذا كان جو قلقا علي شهد.. لم يرى الي اين ذهبوا بها .. كذلك حنان..المه ان تتورط في الامر.. ولكن كيف اتوا بها؟ اين عمر؟ كانت كل تلك الافكار في رأسه و هو يتابع المعركة الكلامية بين مرعي والخواجة.. بدى ان مرعي لن يستسلم و الخوجة اصابه الضجر من تلك المشكلة الجانبية التي تعطله..
كان من المستحيل ان يفلت منهم.. عدد الرجال المسلحة كبير.. هو محاصر حصار المدن!
دخل حارسا اخر يركض .. وقال بخفوت للخواجة لكن الجميع سمع:"فاروق هنا و معاه رجالة.. شكله مش ناوي خير"
كانت سمعة فاروق سيئة بحق.. مثال للرجل الشرير الذي لا عزيز له..
حتي هذه اللحظة عقل الخواجة لم يتخيل ان فاروق قادم من اجله.. لقد ظن علي اسواء تقدير ان الريس عبود قرر ان يستبعده من تصفية جو نظرا لعلاقتهما القوية.. فارسل فاروق..
ولكن مازال الامر غريبا..
قال الخواجة لمرعي:" متخلنيش اسيب عليك فاروق.. انا بالنسبة له.. ملاك!"
وخرج من الباب ليحدث فاروق..
كان صوتهم مسموعا من الخارج..
فاروق للخواجة:" الريس عبود باعتني برسالة ليك!"
ادرك الخواجة كما ارك حارسه قبله..الامر لا يمكن ان يكون خيرا..
فاروق لرجاله:" هاتوه! و لو حد حاول يمنعكم خلصوا عليه!"
كان الخواجة سريعا وقد وصل الي وسط رجاله بسرعة الضوء.. بينما اشهر رجاله السلاح و استعدوا لللاشتباك..
حتي من كانا ممسكان بجو فقد تركاه و توجها لحماية الخواجة..
فما كان من جو وسط كل ذلك الصخب و الارتباك..ان يسرع بحثا عن شهد..
بينما فكر مرعي نفس التفكير و لكن جو كان الاسرع..
وجدهما تجلسان وقد تركهما الحراس و ذهبا بدورهما لحماية الخواجة..
اقترب اولا من حنان و فك قيدها ..ثم فك قيد شهد.. مسح بنظره المكان الذي صار يعج بعشرات الرجال المسلحين ..
الباب هو الحل الامثل..
امرهما ان تتبعاه.. و توجه للباب .. و لكن الان ظهر مرعي و رجاله..
" تعالي يا شهد!"
هكذا قال مرعي بينما هدد رجاله جو و الفتاتان بالاسلحة..
رفع يوسف ذراعيه لاعلي قائلا:" محدش يضرب نار.. روحي شهد"
كان عليه ان يحمي شهد و حنان و نفسه.. ان ذهبت شهد لمرعي ، فاسترجاعها سهل.. و لكن ان اصرعلي العند الان قد يُقتل احدهم..
ذهبت شهد ناحية مرعي و رجاله.. كانت مندهشة من امر جو.. و لكنها تثق به.. لذا نفذت ..
بينما احتمت حنان بجو و هي تبكي بكاءا لا ينتهي..
بدأت معركة ضارية و اطلاق رصاص في المكان .. المعركة بين فاروق و رجاله و الخواجة و رجاله.. وساد الهرج و المرج ..والرجال يخفضون رؤسهم و يجرون في كل مكان.. وتساقط المصابين و القتلي..واختباء البعض الاخر..
انحني يوسف وامسك بحنان لتنحني.. بينما لم يزل نظره علي شهد..رأها تخفض رأسها و تتخذ احد رجال مرعي الضخام ساترا.. الفتاة تجيد التصرف..
امر مرعي رجاله بالخروج سريعا..
و بالفعل توجهوا للباب ومعهم شهد.. الا ان رصاصة قادمة من الخارج اطاحت بالرجل الممسك بها.. ذعرت شهد.. فقد كانت و شيكة..
وفجأة انفتح الباب علي مصراعيه و دخل من الخارج.. مجموعة كبير من الرجال المسلحين... يطلقون النيران .. مجهولي المصدر..
تلقي بعض رجال مرعي الرصاصت بينما احتمي البعض الاخر باكوام الخردة.. امسك مرعي شهد بذراعيه ليضمن بقاءها معه.. و لكنها دفعته دفعة قوية .. وافلتت..
جرت و سط وابل الرصاص..نحو جو الذي كان يصيح بها ان تبقي مكانها...
الا انها ابت، و نجحت في الوصول اليه.. احتضنها بين ذراعيه واطبق عليها.. ثم نظر الي وجهها ونهرها لانها لم تبق مكانها و عرضت نفسها للخطر..
لم يفهم جو كنه كتيبة الاعدام تلك التي اقتحمت المكان..
كانوا يطلقون الرصاص بغزارة.. وبرغم من ان شهد كانت هدفا سهلا امامهم الا ان لم تطالها رصاصة.. لم يصوَبوا نحوها من الاساس.. من يكونوا؟؟
المخزن صار ساحة حرب مصغرة.. الكل عرضة لرصاصة طائشة.. او متعمدة!
وقف يوسف بالفتاتين بلا حراك محتمين ببعض قطع الخردة.. يفكر في طريقة للخروج.. الرجال الغامضين يسدون مخرج الباب..
و البقية في كل مكان..
سمع يوسف صوت يقول للكتيبة الغامضة.. "وقفوا النار "
قالت حنان بلهفة:" ده عمر.. صوت عمر!!"
ادرك جو ان هؤلاء الرجال الغامضون هم رجال عمر.. بدا عدم اصابتهم لشهد مبررا.. مؤكد لديهم اوامر بعد المساس بأي فتاة تحسبا لان تكون حنان..
تنفس يوسف الصعداء.. الان يمكنه إنقاذ شهد و حنان من المعركة المستعرة..
الا انه فوجيء بمرعي و معه سلاحا ابيض يجري نحوه و خلفه رجلان و هو يصيح:" مش مرعي! مش مرعي اللي يتاخد علي قفاه.. هتموتوا كلكوا!"
قرر جو مواجهتهم.. لا حل اخر.. حياة شهد الان في خطر.. و عمر غير منتبه لوجودهم.. يجب ان يواجه..
امر شهد و حنان بالاختباء..
بالفعل توجها الي ركن محمي بصناديق و قطع حديد..احتضنت حنان شهد.. وظلت تتمتم في ذعر و سط البكاء..
ركل جو السلاح من يد مرعي.. بينما انقض عليه الرجلان.. اشتبك معهما يكيل لكمة هنا و ركلة هناك و يتلقي مثلهم.. كانوا كُثر عليه.. ولكنه لن يستسلم..
نظرت شهد الي المخزن غير مصدقة.. الكل ممسكا بسلاح يضرب الاخرين.. جثث و مصابين..ودماء.. صار غير واضحا من في صف من.. من هو عمرالذي تعرفت حنان صوته؟!! من هؤلاء الرجال ؟؟!
لم تعد تستطيع رؤية جو.. شعرت انها علي شفا الاغماء.. كل هذا الضغط العصبي و هي لم تأكل منذ فترة..
امسكت اكثر بحنان و كانها تتشبث بها..
سمعتها تردد باكية:" اللهم اضرب الظالمين بالظالمين.. واخرجنا من بينهم سالمين.. اللهم اضرب الظالمين بالظالمين!"
كان الصراع يزيد و لا يهدأ ..
صياح الرجال ..
صوت الرصاص..
تضرع حنان..
دقات قلبها..
اين جو؟..
بدأت الاصوات تبعد.. تتلاشي..
اين انت يا جو؟!!