عش حياتك كرحلة واستمتع

49 8 0
                                    

اصطف في أحد الطوابير في صالة الرحلات الدولية رجل أنيق وسيم رقيق يرتديأجمل الثياب وأكثرها أناقة وقد لبس ساعة فاخرة قد لفت بريقها أنظارالموجودين، ولا تسل عن رائحة عطره التي عبقت بها الصالة، كان محط أنظارالجميع وموطن اهتمامهم ومحل احترامهم وتبجيلهم، اقترب من موظف المطار الذيقابله بابتسامة عريضة وسأله إلى أين يا سيدي؟ (لم يقلها لأحد قبله) قال لهلا أدري! ردَّ عليه الموظف باستغراب عفواً! قال له: إلى أي مكان؟ سيدني, نيويورك, جاكرتا, بيونس أيرس, كيب تاون!! امتلكت الدهشة الموظف فأطلق ضحكةارتجت لها جنبات الصالة مستعيراً مقولة أبي حنيفة الشهيرة: آن لي أن أمدرجليَّ!

إذا كان التقدير والاحترام قد نُزع ممن لا يدري إلى أي وجهة يسافر؟!

ما بالكم بمن تاه في حياته وطفق يتخبط ويركض يمنة ويسرة، وأضحت حياته رتيبة مملة وأوقاته مهدرة ضائعة!

دراسة خطيرة!

فيجامعة هارفارد سأل الأستاذ الجامعي طلابه الذين اقترب عددهم من المائة عماإذا كانوا يملكون أهدافاً في حياتهم فأجابه ثلاثة فقط بنعم.. أما الباقونفلم يكن لهم أهداف في حياتهم، مضت الأيام وتعاقب الجديدان وانصرمتالسنون.. وبعد مضي قرابة الخمس عشرة سنة وجد أن هؤلاء الثلاثة يملكونمناصب رفيعة ودخلاً يوازي رواتب ال97 الباقين فهل ستكون من ال3%!!

عُرف السبب فبطل العجب!

تخيَّلأن السير إدموند هيلاري (أول من وصل لقمة أيفرست) سُئل عن كيفية تحقيق هذاالإنجاز المدهش؟.. فردَّ بأنه فقط خرج للسياحة في النيبال ثم وجد نفسهفجأة فوق أعلى جبال العالم! وسُئل أحد أعظم المديرين التنفيذيين في العالم (جون ويلش) عن سر وصوله لتلك المناصب الرفيعة فرد بأنه كان منضبطاً فيالعمل فقط! جزماً ستقول إن هذا ضرب من الجنون وسخف في التفكير!.. وأكثرمنه سخفاً من يتوقع أنه سيصل ويحقق النجاحات بلا أهداف ولا عمل!

يا ضيعة الأيام!!

إنحظ من يسير باتجاه غامض وطريق مبهم من الحياة معدوم ونسبة نجاحه لا شكقريبة من الصفر فهو كمركب على صفحات المحيط يعبث به الموج وتلهو بهالحيتان وسينتهي به الأمر على شواطئ اليأس والفشل.. من المؤسف أن تجدأشخاصاً أمضوا شطر حياتهم على الهامش، ورضوا بأن يكونوا مع الخوالف.

اليوم تبدأ حياة جديدة:

كنبركاناً ثائراً وأطلق قواك الكامنة.. كن شيئاً مميزاً وحدثاً استثنائياًصاحب همة عالية.. جاعلاً من هدفك صورة ماثلة أمامك تمر عليها صباح مساء،فقد ركب الأخوان.. رأيت الطائرة.. وشاهد أديسون ضوء المصباح.. وتحدثجراهام، بل بالهاتف.. وحرر جيم كاري شيكاً لنفسه بقيمة 20 مليون دولاروقبلهم محمد الفاتح رأى الفتح بعينيه وسمع الجموع تهلل وتكبر للانتصار.. كل هذا قبل أن يخطو خطوة واحدة نحو تحقيق أهدافهم! وتذكر دوماً وأبداً أنأي شيء يستطيع العقل البشري تصوره والاقتناع به تستطيع الإرادة تحقيقه، عش حياتك كرحلة من المتعة واستمتع في كل لحظة تسير فيها نحو أهدافك متسلِّحاًبالإيمان ومستعيناً بالصبر واليقين.

ومضة قلم:

لا تخلط بين الحركة والإنجاز, فالثور المتحرك يبقى متحركاً لكنه لا يتقدم!

قصص...وعبرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن