" كان يشبه سحابة رمادية في ليلة مُعتمة يواري بنفسه سماء قلبه، فلا يرى الناظرين أسوده، ولا نجوم قلبه.. لا شيء ظاهر منه سوى رماديته "ظنت سايجين بأنها تحررت منه فور خروجه من مكتبها دون أن ينبس ببنت شفة ، و لكن جلوسها المنهار فوق كرسيها و ضمها لجسدها المرتعش بقوة ، و إغماض عينيها الشديد كأنها تعتصر كل مشهد مضى تراه تلكما العينين المعذبتين ..
كانت خائفة .. يالله كم كانت خائفة و احتاجت في هذه اللحظة أن يهدؤها صوت تفتقده ، صوت تحلم أن يتجسد حقيقةً أمامها الآن ليضمها بين ذراعيّ أمانه ..
الفكرة التي مرت بخاطرها سابقاً عادت تلح عليها مجدداً ، ماذا لو حاولت الاتصال بويليام ؟ و أخبرته أن يعود و تعود حياتهما مرةً أخرى ، ماذا لو قدرت هذه المرة على أن تكون أفضل كزوجة و أم ؟
عاد جسدها ينتفض مجدداً فتضم جسدها الموجوع إليها ، إنها تريد الأمان ، كل ما يحصل يخيفها لدرجة بشعة ، رغم كل ما مرت شخصيتها به من تغيرات قوتها إلا أن الحادثة التي حدثت قبل خمس سنوات تخيفها ، و يخيفها أن تعايش لحظاتها مرةً أخرى ، تشانيول لا يبدو أنه ينوي على خير ، لقد لمست منه ما كانت تخشاه ، إنه عائد هذه المرة و ينوي اكتساح حياتها بأي طريقة ، ما زال مجنوناً ناحيتها حتى لو لم يكن هذا واضح المعالم ، هذه المرة ينوي أن يذلها ، في السابق ذلها بحبها له ، و هذه المرة ينوي ذلك بتفوقه المادي عليها
أخذت أنفاسها تتهدج و الدموع تبلل عيناها ، إنها تحتاج ويليام ، تحتاجه ليحميها ، لينقذها مجدداً كما كان يفعل دوماً ، لو وافق أن يرجع هذه المرة تقسم أنها لن تغضبه مجدداً ، و أنها لن تكون له سوى المرأة التي يريدها أن تكون .. فقط لو يرجع !
بهستيرية بحثت عن هاتفها و حين وجدته سارعت تتصل برقمه ، هذا الرقم تعرف إلى أي دولة يعود و لكنها رغم ذلك لن تقدر على التوصل له مهما فعلت ، فمن أين تبدأ في تلك البلاد الشاسعة ؟ و أيضاً لا أحد يعرف مكانه هذا إن كان الجميع صادقاً معها بالفعل ، رنين الهاتف ثم توقفه كاد أن يصيبها بالخيبة حتى سمعت صوته .. صوته الذي امتلئ بالغضب و الحرقة : ما الذي تريدينه هذه المرة ؟ ألا كرامة لديكِ ؟
ما الذي يحدث جعل صوته يمتلئ بهذا الغضب و .. النفور ؟!
لم تصدق مسامعها و أخذت تنطق اسمه بطريقة أظهرت لوعتها : و .. ويليام !
أنت تقرأ
غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )
Romanceلؤلؤتي التي تحولت لكرة حديدية صدئة ناريتي التي تجمدت و انطفأت جلادي الذي عدمني و رحل رجلي الذي تخاذل عن حبي مني السلام و إليك أعود - الجزء الثاني من " مثيلتها في المرآة " الغلاف تصميم : mai_magic