١١| عصي الدمع

1.5K 184 285
                                    




" كان يشبه سحابة رمادية في ليلة مُعتمة يواري بنفسه سماء قلبه، فلا يرى الناظرين أسوده، ولا نجوم قلبه.. لا شيء ظاهر منه سوى رماديته "






ظنت سايجين بأنها تحررت منه فور خروجه من مكتبها دون أن ينبس ببنت شفة ، و لكن جلوسها المنهار فوق كرسيها و ضمها لجسدها المرتعش بقوة ، و إغماض عينيها الشديد كأنها تعتصر كل مشهد مضى تراه تلكما العينين المعذبتين ..



كانت خائفة .. يالله كم كانت خائفة و احتاجت في هذه اللحظة أن يهدؤها صوت تفتقده ، صوت تحلم أن يتجسد حقيقةً أمامها الآن ليضمها بين ذراعيّ أمانه ..


الفكرة التي مرت بخاطرها سابقاً عادت تلح عليها مجدداً ، ماذا لو حاولت الاتصال بويليام ؟ و أخبرته أن يعود و تعود حياتهما مرةً أخرى ، ماذا لو قدرت هذه المرة على أن تكون أفضل كزوجة و أم ؟


عاد جسدها ينتفض مجدداً فتضم جسدها الموجوع إليها ، إنها تريد الأمان ، كل ما يحصل يخيفها لدرجة بشعة ، رغم كل ما مرت شخصيتها به من تغيرات قوتها إلا أن الحادثة التي حدثت قبل خمس سنوات تخيفها ، و يخيفها أن تعايش لحظاتها مرةً أخرى ، تشانيول لا يبدو أنه ينوي على خير ، لقد لمست منه ما كانت تخشاه ، إنه عائد هذه المرة و ينوي اكتساح حياتها بأي طريقة ، ما زال مجنوناً ناحيتها حتى لو لم يكن هذا واضح المعالم ، هذه المرة ينوي أن يذلها ، في السابق ذلها بحبها له ، و هذه المرة ينوي ذلك بتفوقه المادي عليها

أخذت أنفاسها تتهدج و الدموع تبلل عيناها ، إنها تحتاج ويليام ، تحتاجه ليحميها ، لينقذها مجدداً كما كان يفعل دوماً ، لو وافق أن يرجع هذه المرة تقسم أنها لن تغضبه مجدداً ، و أنها لن تكون له سوى المرأة التي يريدها أن تكون .. فقط لو يرجع !


بهستيرية بحثت عن هاتفها و حين وجدته سارعت تتصل برقمه ، هذا الرقم تعرف إلى أي دولة يعود و لكنها رغم ذلك لن تقدر على التوصل له مهما فعلت ، فمن أين تبدأ في تلك البلاد الشاسعة ؟ و أيضاً لا أحد يعرف مكانه هذا إن كان الجميع صادقاً معها بالفعل ، رنين الهاتف ثم توقفه كاد أن يصيبها بالخيبة حتى سمعت صوته .. صوته الذي امتلئ بالغضب و الحرقة : ما الذي تريدينه هذه المرة ؟ ألا كرامة لديكِ ؟



ما الذي يحدث جعل صوته يمتلئ بهذا الغضب و .. النفور ؟!


لم تصدق مسامعها و أخذت تنطق اسمه بطريقة أظهرت لوعتها : و .. ويليام !


غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن