" هذه الأصوات التي في رأسي لاتتوقف عن الصراخ ، تشدني من رجلي كلما حاولت النوم ، تدعوني كل ليلة أن أغرز السكين في قلبه ، ليكونَ القصاص .. نزفٌ بنزف "تلقت سايجين الرسالة بصمت ، نظرت للحروف غير مصدقة ، رجعت تقرأها بتئن بصوتٍ هامس : لقد تم إرجاع المال الذي دفعته لكِ مسبقاً هل حدث الأمر بموافقتك ؟
لم تنتظر سايجين في صمتها أكثر ، ضغطت على رقم روبرت ألفين تتصل به و حين رد بنبرته القميئة قالت تستجوبه : هل هو من دفع المال لك ؟
- نعم أرجعها كلها لي ، و اختتم القذر لقائنا بأن ضرب الحقيبة في وجهي !
قالها بغل فسألته سايجين بهدوء بنبرة تعلوها السخرية : و ما الذي فعلته ليضربك ؟
هتف الآخر و كأنها بذلك داست على كرامته حين ذكرته بما قاله ليستحق ما تلقاه : لم أفعل شيئاً هو من أراد التصرف بجنون !
مالت سايجين برأسها قليلاً ثم قالت بلا تعبير : كاذب أنا لا أثق بك
بسخرية أردف : و يبدو أنكِ تثقين به ، إذاً ما داعي أن تؤذيه ؟
- أنا لا أثق بكلاكما ، لكن المغزى أني أعرف طباع كلاكما و أعرف ردات فعلكما المتوقعة
- لم تخبريني ما الذي بينك و بينه لتؤذيه ؟
أظلمت عينيها بمشاعرها السوداء و هي تقول ببطئ : ألم تسترد مالك ؟ ما الذي تفعله بإرسال رسائلك السخيفة لي مجدداً ؟
لم تمهله فرصة للرد فإذ بها تنهي المكالمة ، و أنهشها التفكير و الذي كان يتمحور حول نقطة واحدة ، أن تشانيول الآن سيخبرها بما فعل ، و سترجع يده تقبض على رقبتها مجدداً ، و هي الآن لا تملك المال فما زالت شركتها تتعافى من النكسة التي أصابتها لكنها لن تتحدث معه لو تعارضت طرقهما ستنتظره و هو بالتأكيد لن يطيل كثيراً حتى يلوي ذراعها مجدداً ..
مسدت عينيها بخفة ، لم يزر الكرى جفنها منذ أيام كلما أغلقتهما داهمتها الصور و الكلمات ، كانت تتقلب على فراشٍ من جمر ، تشعر بالذكريات تلتف حول صدرها و تخنقها ، كانت تقوم كل مرة لاهثة و هي تحاول النوم ، تتذكر ضحكات تعود لطفلتها التي لم تضمها ذراعيها منذ أشهر حتى الآن ، تشعر بالعجز ، تشعر بالوحدة لجدران بيتٍ ذات يوم امتلئ بحديث سكارليت الفائض الذي كانت تنزعج منه يوماً ، استمر الأمر لأيام حتى عادت لزيارة طبيبتها مجدداً ، تحدثت هذه المرة كثيراً ، تحدثت عن ظهور تشانيول مجدداً
أنت تقرأ
غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )
Romanceلؤلؤتي التي تحولت لكرة حديدية صدئة ناريتي التي تجمدت و انطفأت جلادي الذي عدمني و رحل رجلي الذي تخاذل عن حبي مني السلام و إليك أعود - الجزء الثاني من " مثيلتها في المرآة " الغلاف تصميم : mai_magic