٢١| ما بين حبٍ و حب

637 70 112
                                    


" لا أعرف ما الحب ولا كيف يبدو
لا أعرف طعمه أو كيفية الشعور به ولا رائحته
لكني أتنفسك
أتذوقك.
كل سطح لامع يعكس صورتك ودفئك
في كل واجهة زجاجية
في كل رائحة حلوة.. أنتِ "


أخذت تكتب في دفتر ملاحظاتها بينما تراقب المرأة أمامها تحللها بدقة " ثقة مفرطة في النفس ، عنجهية و عدم صراحة في الرد على الأسئلة ، أيضاً غضب غير مبرر عند الأسئلة الحساسة قليلاً ، برود ظاهري غير حقيقي ، يد مرتعشة ، و عينان غير مستقرتان ، و هدوء انفعالات لحظي أيضاً دون داعي "

تنهيدة منهكة منها جعلتها ترجع لتنظر لها بعين الطبيبة ، قالت سايجين بتأفف : سيدة كلوديا ألن تنتهي هذه الجلسة قريباً ؟

قالت كلوديا ذات الخمسين عاماً فجأة و هي تضع قدماً فوق الأخرى بينما تنحني قليلاً بالقرب من سايجين : هل تذكرين أول جلسة لنا ؟


ابتسمت سايجين بسخرية قائلة : آه تلك التي انتهت بأن زينت قبضتي بشرتك ؟

بدت و كأنها تستمتع بالذكرى بعد أن استفزتها كلوديا بالأسئلة ، تابعت الأخيرة كلامها دون أي تعابير هذه المرة : صدقيني شعرت بالغرابة حين وجدتكِ في الجلسة الثانية ، تنتظريني لتحققي معي ، كما لو أن صفعتي يومها أثارت فضولك اتجاهي ، متسائلة في داخلك " من تكون هذه المرأة المجنونة ؟ " .. من تكون سايجين ؟

- أنا لا أسأم يا سايجين ، و لو كنتِ تريدين العكس مني فأنا لست كذلك ، أنا طبيبة نفسية و قد كان هذا المجال حُلمي منذ زمن ، كما استمتع بالمزايا أتحمل النتائج و الانتكاسات


سخرت سايجين منها قائلة بابتسامة جانبية : نحن جميعاً نقول هذا ، سأتحمل هذا الوضع كما استمتع بحسناته فأنا قادرة على تحمل سيئاته ، حتى يأتي الوقت الذي نسأم فيه ، و نريد أن نُغير واقعنا و هذا الوضع أيضاً

طرقت كلوديا بقلمها بخفة على دفتر الملاحظات قائلة بثقة : تتحدثين عن حياتك ، و لكن يا ترى أي مرحلة منها ؟ تلك التي كانت مع تشانيول أم ويليام ؟

ابتلعت غصة مسننة في حلقها لتردف : كلتاهما ، لكني مع تشانيول بتُ لا أتحمل ضعفي و خنوعي فيها ، أما مع ويليام فأبعدته خشية من يوم يتركني فيه حين يسأم مني و من مشاكلي و عُقدي ، خشيت اليوم الذي يتركني فيه فأكون قد تعلقتُ به حيث لا حياة بعده

غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن