١٧| طيف ضائع

1.3K 163 176
                                    




" أن تتسع نفسي بما فيه الكفاية ، كي أمضي بك في قلبي بكل صدق ، حتى ينتهي الطريق أو أتحول إلى نقطة .
و أتوقف عن تقديم الورود لكل الذين رحلوا في داخلي ، و أدرك جيداً أن القلب ليس ساحة استضافة ، و لا صندوق مفقودات .
أريد ألا أخاف ..
و أن أتوقف عن التظاهر بتصديق أنني أتركني أتهاوى "









كان يراقب المشهد من بعيد ، كان يدرك ما يدور بين هؤلاء الصبية المجتمعين حول فتى آخر في المنتصف ، عرف كل شئ من خلال لغتهم الجسدية ، جميعهم كانوا متحفزين ، أجسادهم مشدودة و يأخذون وضع السيطرة ، و الفتى في المنتصف منكمش و رأسه منخفض كأنه يخشى النظر لأعينهم المليئة بالعداوة

قاطع عنه تأملاته رنين هاتفه فالتقطه ليرى اتصالاً من السيد آدمز ، استمرت المكالمة دقائق يسأله فيها عن أحواله و الموعد الذي عاد به من السفر و في المقابل سأله آدمز عن الأوراق التي كان يريد توقيعها ليخبره بأن السيدة جاكلين تكفلت بالموضوع غير قادراً على منع نفسه من تذكر أنف مرفوعة حد السماء مع نظرات عيون متغطرسة ووجه مورداً من الإحراج ، أغلق المكالمة بابتسامة ، ليرفع رأسه عفوياً لترتاع عيناه و هو يشاهدهم قد هجموا على الفتى يبرحونه ضرباً


قفز من داخل سيارته متجهاً إليهم ، أطلق صرخة يأمرهم بالابتعاد عنه فوراً فارتاعوا و هم يشاهدون طول قامته و ملامحه الشرسة و الأكثر إخافة عيناه الرمادية التي تلمع بجنون ، أخذوا يتفرقون ثم ركضوا قبل أن يصل إليهم ، ما عدا فتى واحد كان يعطيه ظهره بينما استمر بضرب الفتى و الأخير يصرخ بضعف ، قبض بعنف على رقبته و أبعده عن الفتى المتألم و أداره له ، فاتسعت عيناه و هو يتعرف عليه فوراً ، إيثان ابن جاكلين !


الذي كانت وجهه يشع غضباً و نقمة ، و هو يصارعه ليصل للفتى الذي أخذ يبكي منكمشاً ، تأمل ويليام للحظات قصيرة ثورته و صراخه به بأن يتركه كأن الفتى لم يميزه حتى الآن ، حتى حين امتدت يده بعجز عن دفعه تضرب ويليام ليأخذ لكمة طائشة أصابت جانب وجهه فأبعده عنه بأن دفعه ليقع أرضاً ثم توجه للفتى الباكي ، يراه و يطمئن على حاله و يحاول تهدئته بالكلمات ، ثم شكره الفتى بصوتٍ مرتجف و هو يرى إيثان ما زال في مكانه ينظر للمشهد بعينين زائغتين لم يغادرهما الغضب بعد


غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن