" أحبك، أعرف أني أحبك..
ولكن هناك شيء يجذبني للعدم
شيء يأكل قلبي من الداخل بلا شفقة
شيء يتغلب على حبي
حين يباغتني البكاء بغتةً
وكأنني استعيد ذكريات صدمة ولادتي
اتذكرك مع كل دمعة تسبح على وجهي..
وكأنني أحبك بالدموع "لم تحرك ساكناً ، تصلب جسدها و لم تقوى على الإتيان بحركة واحدة ، لكن تلك القبلة لم تستمر كثيراً إذ أنهى اللقاء مبتعداً ، كان يلهث بقوة فوق بشرتها ، كانت مغمضة العينين ، لا تبدو لمن يراها حية ، ابتعد مرغماً حين شعر بأنه قد ضغط عليها كثيراً ، بأنها رغم سكونها و عدم مقاومتها تكره الذي حدث كما يكره أن تكون غير قادرة على التعامل معه في هذه اللحظة
- ابتعد ..
صدرت عنها تلك الكلمة الخافتة ، نظر لشفتيها فرآها مزمومتين في خطٍ رفيع ، ووجهها يحمر بشدة كأنها توشك على الإصابة بالحمى ، ثم لم يحسب حساباً ليديها اللتان أخذتا تدفعانه و صوتها الصارخ يثقب أذنيه من شدة الغضب به : ابتعد .. ابتعد عني !!
ترك لها القوة و ابتعد فعلاً مترنحاً للخلف ، قبل أن يشعر بكفها ينزل بشدة على وجنته ، و قبضتها الأخرى تمسك بقميصه تجره لها ، تجبره على النظر لعينيها المحمرتين ، أخذت الدموع تهطل من عينيها ليس ضعفاً أو قهراً بل غضباً و كرهاً .. ثم صرخت من بين أسنانها المطبقة أمام عينيه الدامعتين تأثراً : ما الذي تريده مني ؟ هل ما زلت تحبني حقاً أم تريد تدمير حياتي ؟ أنتَ هنا لتدمير حياتي صحيح ؟ تريد أن تدفعني للجنون ؟
أطلقت ضحكة مجنونة ثم قالت بقوة : إلا أني سأدمرك قبلاً ، سأجعلك تتوسل الرحمة ، سأسحقك يا هذا !
دفعته بقوة فارتد للوراء دون مقاومة ، أخذت تتنفس بسرعة و هي ترتد للوراء هي الأخرى ، فقالت أخيراً بخفوت و هي تنظر إلى روحه بعينيها النديتين : لن أسامحك على هذا أبداً يا تشانيول ، فكرة أن ترجع لحياتي مجدداً منتهية ، لا تبني آمال على هذا الأساس ، أنا أعرف بأني لن أرجع لويليام مهما حدث ، لكني لن أفكر بك و لو كنت آخر رجل على هذه الأرض ..
- سايجين ..
ناداها بنشيج متألم ، لتبتسم مجروحة و هي ترد عليه : لو لم تكن غالياً عندي يا تشانيول لم أكن لأكون غاضبة حتى هذه اللحظة ، مشمئزة منك لهذه الدرجة .. لكنك
أنت تقرأ
غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )
Romanceلؤلؤتي التي تحولت لكرة حديدية صدئة ناريتي التي تجمدت و انطفأت جلادي الذي عدمني و رحل رجلي الذي تخاذل عن حبي مني السلام و إليك أعود - الجزء الثاني من " مثيلتها في المرآة " الغلاف تصميم : mai_magic