٢٠| لفظة

1.6K 145 159
                                    




" أُحِبـُـكْ ..
هذه الكلمة تخرج من جوفي، من أبعد خلية بجسدي، تمزق أوتار قلبي، وتخرج من روحي مثل شوكة، تفري لحمي وتسمم عروقي وتسحق عظمي من الداخل.
وأنت وياللعجب حين تسمعها تشجيك.. وتحسبني أغني ! "





صدر عن شفتيها نفس مرتعش بطئ ، حركت عينيها على الرجل الواقف أمامها يبتسم برسمية ، اهتزت خطواتها و توقفت بعد أن حركت قدميها لا إرادياً ناحيته ، لا يعقل !

هلوس عقلها بحيرة ، فغرت شفتيها تنطق اسمه دون صوت ، ظلت على صمتها تحدق به ، مد الرجل يده لها يقول : مرحباً سيدتي سمعتُ عنكِ الكثير

ثم ابتسم لها ابتسامة عميقة نتجت عنها ظهور غمارتين عميقتين على كلا خده ، ابتسمت بسهو لحلاوتهما و مدت يدها كالمسحورة تمسك يده بإحكام و لهفة قطب لها حاجبيه ، ازدردت ريقها بصعوبة تحاول أن تتحدث ، أن يشكل عقلها المشلول كلمة واحدة فقط ترد بها عليه لكنها عجزت


استمر الصمت لدقيقة حتى وجدت يدها تُدفع ليدٍ أخرى أكثر أنثوية ، و عينين زرقاء باردة تقابلها بدلاً عن نظرات الآخر الدافئة ، قالت المرأة بانفعال : مرحباً


هزت سايجين رأسها بغير تركيز و حركت يدها بآلية ، تمالكت نفسها بصعوبة لتتدبر رداً و ابتسامة أخرى جوفاء قبل أن تدعوهم للجلوس


ظلت نظراتها متعلقة به و تدبرت ابتسامة لتقول بعدم تركيز : ما هو نوع التصميم الذي تريدونه سيد ؟


رد عليها الرجل بابتسامة مقتضبة : ماثيو


توترت ابتسامتها و رغماً عنها شل الأمل الضعيف قلبها الذي ما يزال يترنح غير مصدقاً ، هل هذا الشبه العظيم الذي بين ملامح هذا الرجل الناضجة و ملامح أخيها الفتية الذي ابتلعه اليم قبل سنواتٍ طويلة مجرد خيال ؟ أم حقيقة ؟


ذوى القول منها و يبست شفتيها مجدداً ، رفعت يدها تمسح العرق الذي يتصبب منها و جمدت دموعها خلف مآقيها غصباً ، رفعت رأسها بعد أن ارتشفت الماء لتحاول التكلم مرةً أخرى لتنجح ، ثم بقوة تتابع عملها معهم كما تفعل مع جميع عملائها



تنهدت بإجهاد بعد أن انتهت المقابلة التي كانت أعصابها تتفتت كل دقيقة فيها و هي تنظر للمدعو ماثيو ، و قلبها يُقبض سويعات و سويعات يتوسع صدرها حتى يكاد ينفجر ، كلا الشعوران كانا مؤلمين ، بين الأمل المرير و أرض الواقع التي تحتم نفيّ ذاك الأمل



غفوة على أجنحة المطر ( الجزء الثاني )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن