الفصل الرابع والعشرون (الجزء الأول)

24.4K 805 32
                                    

وكان يشعر في قرارة نفسه أن هذه السعادة ليست كاملة

كان يشعر بـ وجود سوس ينخر فيها

سوس صغير ولكنه نشيط...

وكان السوس يأكل قلبه في هذه اللحظة...

إسودت عينا أرسلان بـ ظلام دامس إلا أنه إبتعد عنها بـ هدوء ثم نهض وإستدار يواجه قُصي المذهول والمُتجهمة ملامحه واضعًا يديه بـجيبي بنطاله ليردف بـ نبرةٍ غليظة ، باردة

-نورت يا حضرة الظابط...

نظر إليه قُصي بغتةً وكانت ملامحه قاتمة كـ نظراته لكنه عاد يولي إهتمامه لسديم ثم أشار بـ إزدراء إلى أرسلان وهدر

-كُنتِ بتعملي إيه فـ حضنه!

-تلعثمت سديم:مـ..مـ

-ضحك أرسلان بـ قسوة وقال:متمأمأيش..قوليله كُنتِ بتعملي إيه فـ حُضني!...

إقترب قُصي بـ خُطىٍ سريعة ناحية سديم وبدى على وشك إفتراسها إلا أن يد أرسلان القوية أعاقته ثم دفعه بعيدًا وهدر

-هتتهجم على مراتي يا حضرة الظابط ولا إيه!

-قبض قُصي على تلابيبه وصرخ بـ شراسة:من أمتى كانت مراتك ها!..مش أنت أخدتها مني إنتقام مش أكتر!...

إبتسم أرسلان بلا مرح ثم أردف وهو يُبعد يدي قُصي عن ثيابه

-من ساعة الحفلة وهي بقت مراتي قولًا و فعلًا...

تجمدت عيني قُصي للحظات قبل أن يلتفت إلى سديم المُنكمشة على نفسها بـ خوف و صدمة ثم قال بـ بهوت

-هو قصده إيه!..قصده إيه رُدي!...

صرخ بـ سؤالهِ الأخير فـ إنتفضت متأوهة..كاد أن يقبض على عُنقها ولكن أرسلان كان بـ المرصاد إذ أمسكه من كتفه و دفعه إلى الحائط مُثبتًا إياه بـ قوة ثم أردف بـ نبرةٍ كـ الفحيح

-من النهاردة لو شوفتك بتحوم حولينها هنسى إنك أخويا

-دفعه قُصي وقال بـ إزدراء ونفور:خليهالك..مش عاوزها...

شعرت سديم بـ قبضة أثلجت قلبها ما أن أردف بـ عبارته ونظرته المُميتة ثم أدمى ما تبقى من أشلاء قلبها وهو يهتف بـ حُزن مُتألم

-خيبتي ظني فيكِ..يا خسارة حُبي ليكِ...

عَدّل من وضع ثيابه ثم خرج صافعًا الباب خلفه..مسح أرسلان على خُصلاته وإبتسم بـ سُخرية هاتفًا بـ برود

-درامي أوي حضرة الظابط...

حينها إلتفتت إليه سديم ونظرت إليه بـ نظرات مُحملة بـ الكُره والحقد ثم أردفت بـ نبرةٍ تشي بـ كُل ما يعتمل داخلها من مشاعر نافرة

-بكرهك..بكرهك أكتر من أي حاجة...

نظر إليها أرسلان بـ ملل على الرغم من تلك النظرة السوداء التي تلوح بين حدقتيه إلا أن نبرته خرجت هادئة ، باردة إلى حد يُثلج القلوب

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن