الفصل الخامس والعشرون (الجزء الأول)

25.1K 836 25
                                    


(الجزء الأول)

رغم حُطام قلبك يومًا ما سيزهر الحُب فيه و يُرممه...

فيودور دوستويفسكي

تسارعت دقات قلبها وهي بـ مفردها الآن معه..معه و فقط حتى أن أيمن قد أخذ وليد معه حتى يتركهما بـ مفردهما وليته لم يفعل

إنتفضت عندما سمعت صوت إنغلاق الباب ولكنها لم تجرؤ على الإلتفات..لا تُصدق أنها وافقت على عرضهِ الغريب والمُفاجئ بـ طلبه لزواج منها..ترددت كثيرًا ورفضت ولكن شقيقها ألح عليها ألا ترفض فـ قُصي مثال لـ الرجل الشهم وأنه سيصونها..وهي شابة في مُقتبل العُمر لمَ تترك نفسها تغرق كـ المرساة بـ المياه!..عليها أن تترك نفسها لـ الرياح فـ رُبما تُسقطها بـ أرضٍ خصب تُزهر روحها

تقدم قُصي منها وقال بـ خفوت أجش دون أن ينظر إليها أو يُديرها إليه

-تحبي تتعشي الأول!...

سرت رجفة بـجسدها عندما نطق "الأول"..هل يعني أن هُناك ثانيًا؟..تصلب جسدها ثم أخفضت رأسها وهي تستدير قائلة بـ تشنج

-مرسيه مش جعانة..لو أنت جعان أحضرلك العشا!
-حرك رأسه نافيًا ثم قال بـ هدوءِ المُعتاد:أنا بسأل عشانك أنتِ...

أومأت بـ رأسها دون أن ترفعها إليه..بينما قُصي ترك لنفسهِ العنان بـ تأملها..شابة لا تكاد تُتِم العقد الثالث لها..إلا أن هيئتها لا تدل إلا أنها فـ الأربعين..خُصلاتها السوداء الثائرة ، و المُفعمة بـ الطاقة عكس ملامحها الفاترة..رحمة شابة أجبرتها الحياة أن تشيخ مُبكرًا

تنهد بـ ثقل و بـ داخلهِ توتر يأبى أن يعترف به لذلك وضع يده خلف عنقه وقال بـ إبتسامة

-طب مش محتاجة تغيري هدومك
-صرخت بـ خجل:مرتاحة كدا...

صدرت عنه ضحكة مكتومة جعلتها تعض شِفاها السُفلى بـ حرج إلا أنه أكمل

-مرتاحة إزاي!..خُشي غيري وأنا هستناكِ هنا
-صدقني مرتاحة كدا
-بس أنا مش مرتاح..خشي غيري يا رحمة
-إبتلعت ريقها بـ توتر قائلة:طيب...

إستدارت لتدلف إلى الغُرفة فـ وجدت حقيبتها فارغة و موضوعة أعلى خزانة الثياب..يبدو أنه أفرغها..إبتسمت بـ إمتنان ولكن سُرعان ما زال وهي تتذكر ثيابها الداخلية..لذلك وضعت يدها على فمها ثم شهقت رادفة بـ خجل

-شوف القليل الأدب!!...

ظلت دقيقتان حتى توجهت إلى الخزانة لتُبدل ثيابها إلى أكثر ثياب مُحتشمة أحضرتها معها..فـ كانت ترتدي منامة حريرية سوداء ذات أكمام قصيرة و مشقوقة ليظهر ذراعيها بـ سخاء..و تُعقد حول عنقها بـ حبلين مُتعاكسين مُظهران عظمتي الترقوة وما أسفلها بـ قليل..وبنطالها أسود اللون يصل إلى كاحليها..ثم وضعت فوق الكنزة شالًا من الصوف لتحمي نفسها من البرد

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن