الفصل الثلاثون

29.6K 958 23
                                    

تعرفين!..أنكِ صالحتني لمدة طويلة مع نفسي!

أتعرفين!..أنني من الآن فـ صاعدًا يكون لي رأي سئ عني
أنني لن أندم الآن على إقتراف جريمة أو خطيئة في حياتي
ولا تنظني أنني أُبالغ في أي شئ
لن تتصوري لأنني عشت أحيانًا لحظات غاية في الحُزن
لأنني في مثل تلك اللحظات كان يبدو لي أنني لن أستطيع أبدًا أن أعيش من جديد حياة حقيقية
لأنه بدا لي سابقًا أنني فقدت كل إتصال بـ الحاضر...

وضعت يدها فوق شفتيها تكتم ذلك الإعتراف الذي خرج بـ ذلك اليأس..عادت إلى الخلف لترتمي فوق الفراش واضعة رأسها بين كفيها وتهمس بـذهول

-بغير!!..أنتِ مين يا سديم؟!...

ظلت على تلك الوضعية يابسة لا تتحرك..لا تُصدق ما تفوهت به لتو..تشعر بـ الغير بل تحرقها حية وهي تعلم والأدهى أنها لا تستطيع البوح فـ قد وعدها بـ الحُرية..وهذا ما تسمو إليه و فقط..الحُرية ولا شئ غيرها

وبـ الخارج كان هو يتكئ إلى الحائط بـ ظهرهِ مع إبتسامة غريبة تعتلي شفتيه..لم يظن أن يستمع إلى كلمة كـ تلك فـ تجعله يبتسم هكذا..سديم ستظل المرأة التي تُصيبه بـ الحيرة كما لم تفعل أُنثى من قبل

إستقام ثم هبط إلى الأسفل مُتجهًا إلى المطبخ ليجد الخادمة تقف هُناك..تقدم منها وبـ فحيح همس

-لو شوفتك هنا كمان ساعة هدبحك..غوري...

هدر بـ الأخيرة لتنتفض الخادمة بـ خوفٍ ثم هرعت إلى الخارج دون النظر خلفها أو ما تركته فوق الموقد

إتجه هو ناحية الثلاجة وأخرج مياه باردة يشربها على الرغم من الطقس إلا أنه لا يأبه ثم إلتفت بـ بصرهِ إلى الخادمة الأُخرى وأردف بـ جمود

-أكيد عارفة أنا مشيتها ليه..بلاش تغلطي نفس الغلطة عشان العقاب مش هيكون هو...

ليتركها ويرحل بـ هدوء ثم صعد إلى تلك التي تشعر بـ الغيرة..طرق الباب ودلف ليجدها لا تزال جالسة بـ نفس الوضعية السابقة

تقدم منها ثم تساءل بـ عبث

-مالك قاعدة كدا ليه!...

لم ترفع سديم وجهها أو تتغير جلستها ولكنها سألته بـ صوتٍ غريب عنها وبعيد بـ الوقت ذاته

-كُنت بتعمل إيه عندها!
-رفع حاجبه بـ تسلية ثم أردف:يخصك فـ حاجة؟!...

رفعت وجهها إليه سريعًا ونظرة زاجرة من عينيها جعلته يضحك فـ نهضت هي بـ قوة ثم قالت وهي تلكزه بـ صدرهِ

-لأ ميخصنيش..ومش عاوزة أعرف عشان ميهمنيش
-أمسك إصعبها وقال:طب بس إهدي بتعملي كدا ليه؟!
-صرخت بـ حنق وهي تضربه بـ يدها الأُخرى:عشان تبطل تستفزني...

سحبت إصعبها من بين يديه فـ تركها وإبتعد إلى الخلف وتلك النظرة المُتسلية تنتشي بـ ملامحها الغاضبة وغيرتها البادية عليها ولكنها تأبى الإعتراف

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن