الفصل الثالث والعشرون (الجزء الأول)

25.3K 903 31
                                    

إن النفس ضعيفة أمام الخوف 

و...الحُب!!!!....

أيعقل أن يستسلم العقل!..ولكن عقلها حقًا إستسلم لذلك التفكير الذي أطاح بها لمدة ثلاثة أيام..مُنذ قُبلتهم بـ المرحاض وهي لم تره أبدًا وكأن الأرض قد إنشقت وإبتلعته

تلك الذكرى التي تُداهمها ليلًا وبـ أحلامها تعيش ذلك الإحساس ومذاق قُبلته..لتنتفض بعدها بـ فزع وهي تتحسس شفتيها فـ تحمد الله أنه لم يكن سوى حُلم

والآن وبـ سيارتها تتجه إلى مسقط رأسها كما طلب والدها تتحسس شفتيها بـ شرود غريب عليها..تنبهت إلى صوت السائق الذي حمحم بـ حرج

-يا هانم تليفون حضرتك بيرن من زمان..جايز يكون الباشا!...

هوى قلبها لإفتراض السائق أن يكون هو..لذلك أبتلعت ريقها بـ تردد ثم أخرجت هاتفها وإذ بها تجد رقمًا غيرُ مُسجل..تنهدت بـ راحة ثم أجابت ليأتها صوتٍ غريب

-الدكتورة رايحة فين من ورا جوزها!..أوعي يكون لحضرة الظابط؟
-قطبت جبينها وتساءلت بـ توجس:مين معايا؟!...

سمعت صوت ضحكات أسارت بـ بدنها الخوف لذلك آثرت الصمت حتى يُفصح عن هويته..ثوان لتسمع تنهيدة طويلة ثم أتبعه حديثه المُخيف

-تلات أيام وأنتِ لوحدك فـ البيت والباشا مسافر وسايب مراته فريسة سهلة لأي حد عاوز ينتقم منه فيها..تلات أيام وأنا مستني تتطلعي من الجُحر مع إني كُنت أقدر أأذيكِ فيه..بس حبيت ألعب شوية...

إرتجفت شفتيها وتلفتت حولها وخلفها إلا أنها لم تجد أحد..أمسكت مقبض باب السيارة وهمست بـ تحشرج

-مين!!..نزار مش كدا؟!...

سمعت صوت تصفيقه من الجهة الأُخرى ثم أردف بـ فحيح أفعى

-اسمي طالع من بؤك زي الشهد اللي كان نفسي أدوقه
-هدرت من بين أسنانها:عاوز إيه؟!...

وعلى الجانب الآخر

أرجع رأسه إلى ظهر المقعد وتأرجح به ثم قال بـ خفوت

-بقولك أخر أُمنية ليكِ..مش هتقدري تشوفيه..بس إفرحي هتقابلي أمك وأخوكِ قُريب
-شحب وجهها وتساءلت:قصدك إيه!
-همس وكأنه سر:العربية فيها قُنبلة..حابب أخلص عليكِ عشلن ميبقاش فيه عائق بيني وبين جوزك...

إبتلعت ريقها بـ صعوبة وتندى جبينها بـ قطرات العرق على الرغم من الطقس البارد..سمعت صوت قهقهته ثم حديثه الخبيث

-عقرب الساعة بيمشي تك توك..تك توك..للأسف مش هيقدر يلحقك...

صمت قليلًا ثم قال بـ خُبث كأنه تذكر شيئًا ما

-أه وبـ المُناسبة لو العربية وقفت أو قللت سُرعتها..بووووم..العربية هتتفرتك..سلام يا قمر...

تهدلت يدها ليسقط الهاتف من بين يديها..كان وجهها يُحاكي شحوب الموتى..تساقطت عبراتها وتيقنت أن نهايتها إقتربت..إن لم تكن حانت

ملكة على عرش الشيطان الكاتبه اسراء على‎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن