{الـبارت العـاشـر}
في حديقة البيت
جالسة قبال حوض السباحة الفارغ
و أناملها البيضاء تعانق الكأس البني المحروق....
فيحدث تناقض...
كشعورها الحالي...
لم يتبقى شيء سوى ذهابها...
تشعر بتوتر عظيم...
القت نظرة على الرسالة...
بل النظرة الالف...
تقسم انها حفظت كل حرف مرسوم فيها....
وضعت الكوب على الطاولة امامها...
لتغمضت عيناها لتتنهد براحة...
فتطلق ضحكة طفولية...
حين لامست قطرات الماء وجهها...
رفعت عيناها لتلمح طيف تلك الهاربة...
مدت يدها لتلتقط كوبها ثانية تحت ضحكاتها المتفرقة ...
من افعال اختها المشاغبة...
ستذهب...
حلمها سيتحقق...
تسعة عشر سنة وهي تحلم بهذا اليوم...
هل تشبهها...!؟
هل تأخذ من صفاتها...!؟
السيئة منها...
او..
الحسنة...
المهم انها تأخذ منها...
تشعر انها اسعد واحدة في العالم....
صحت على الكوب الذي انتزع من بين يداها...
محدثا صوت عند اصطدامه مع الطاولة الخشبية...
فإلتفتت بإنزعاج لذلك الذي قطع عليها افكارها قائلة : وجع فجعتني
تحركت عيناه لهاتفها المفتوح على تلك الرسالة.
ففهمت المغزى من إشارته
لتردف: عندك مانع ؟؟
هز رأسه بأسى من هذه العنيدة و لم يأثر كلامها على ملامحه الجدية ليقول: فكري بعقلك شوي و بطلي هبال
وقفت لتلتقط هاتفها و تقول : اسوي لي ابغاه
تابعها بنظراته
في حين هي كانت تمشي متجهة لجناحها
التفتت لتلك الجالسة بهاتفها
فتوجهت لها لتقول : طفش
التفتت لها أختها لتقول بصوت هادئ: لتين تذكرين يوم قلتي بتسألي بابا على امك ايش صار؟
ابتسمت لترد بنفس الهدوء: مارضى
نظرت لملامح رودينا التي اعتلتها دهشة مع بريق حنون يفيض من عينيها
لتردف بهمس : بس أخذت كرت العائلة و عرفت إسمها و بعدين دبرت مكانها. و بعد صلاة الجمعة رايحة
جحظت عيناها بصدمة لتقول : بابا أأأ قصدي حذرك او
قاطعتها لتقول بشرود : هددني بس بسوي لي أبغاه
ظهرت نبرة الإهتمام في صوتها الذي إعتاد على المرح: بإيش هددك
ابتسامة تهكم نابع من وجع إرتسمت على ثغر تلك الجريحة...
مذا أقول ...؟
تهديد بالطرد....
اي تغير سيطرء...
سنين و انا مطرودة...
من ابوتك..
سارت الرجفة بكاء في جسمها...
فحاولت كتمه...
بشدها على شفتيها المحمرة..
و قطعها لشهقة مكبوتة كادت ان تتمرد...
بلعت ريقها..
لعله يطفئ نارا ملتهبة من سنين...
نار ..
حرمان...
شوق...
الم...و وجع...
اردفت بعد ان خاولت تعديل صوتها المضطرب و إخفاء دمعتها الرقيقة التي تسلسلت على جفنها الابيض المحمر : هددني ابوي بالطرد...تدرين ليش لأني بغيت اشوف امي ..كافي حرمان..و الله كثير ههه جد شر البلية ما يضحك اسمها مااعرفه نكتة حلوة صح
شعرت تلك الجالسة بدوار مفاجئ لتقول بنبرة مصدومة : و انت بتسوين لي براسك !!؟
هزت رأسها بشرود
لتقف الآخرى متفاجأة : مجنـونـة تدرين بابـا اذ قال شي بيسـويه !!!
رفعت كتفها بلامبالات و كانت ملامحها افضل إجابة لتلك المصدومة
تضاعفت سرعة تنفس أختها مع ظهور الدمع في محاجرها لتردف بصوت مرتجف : لتين لا تكونين مجنونة فكري
قاطعتها لتين بتملل : بعقلك شوي حفضتهاو خلاص سكري الموضوع ذا لي طفشت منه كافي اسامة صارله اسبوع يعيدلي نفس الأسطوانة كل ما شفته
جلست و التقطت هاتفها ثانية و تقول بتمتمة : مو صاحية
فتكمل بإستغراب : ابغى افهم من وين جاتك الجرأة تدخلين المكتب كذا
تجاهلتها لتقوم لجناحها
ولا تخفي ان افكارها متضاربة ....
و تشعر برهبة...
من مغامرتها...
.
.
.
أنت تقرأ
عقبات الدنيا
Adventureعصفورة إفتقدت معنى أب و تشتتاق لتلك المسماة بالام التي كانت تطارد طيفها من تسعة عشر عام.. و ذلك الطفل الذي انفصم قلبه و تحول جزءاه لخصمان منذ الحادثة التي أبت ان تتأثر بالزمن و تنمحي.. و ماقصة الرمح الذي كان خشبة و تحول بصواعق الزمن الى حاد و فقد من...