|§ الـبـارت الـسـابـع عـشـر §|
مصدر الحجر يكون من انصهار المعادن و التفاعل تحت باطن الأرض...
ويخرج بعضها من حمم البركانية او حدوث زلازل في منطقة ما...
لا تختلف كثيرا عن شخصية الإنسان ، يمكن لأحداث أن تغير الشخص و تتلاعب به و تغير المبادئ التي نشأ عليها...
كتلك التي ولدت بين الريش و ألبست الحرير...
ذهبية من الداخل و الماسية من الخارج...
مميزة بدلالها و ملامحها بريئة...
رغم أن العناد و المكر يخفى بداخلها...وحيدة أمها التي تلمع ذهبها بإستمرار...
ذلك الذهب الذي يرمز للقوة و التسلط...
يزداد بريق ألماسها يوما عن يوم...
ذلك الألماس الذي يرمز للبرائة و النقاء..
لاطالما فضلت أن تبقى وحيدة التي أنجبتها...
وراودتها مخاوف من تكرار والدتها تجربة الزواج مرة أخرى...
كفتاة ذكية كشفت جزء مما يخفى خلف شفتي أمها المطبقة بصمت و أزاحت جزء من الحجاب الذي يخفي أسرارها...
أخ ظهر فجأة مع قصة غريبة...
روتها لها أمها كحكاوي الجدات...
كان البرود يسيطر عليها فزاد حكايتها قساوة...
لتصدم بتناقض غير معقول...
تريده...
أسئلة...
اسئلة...
أسئلة كادت ان تفجر عقلها....
حلقات مسروقة من القصة...
قبلت التحدي مع ذاتها أنها سترجع هذه الحلقات و ترتبها واحدة تلو الأخرى...
فجأة ظهرت أخت....
و بطريقة غريبة إكتشفتها...
لازالت الصدمة تفتح حضنها لها...
و الحيرة تطعمها و تشربها من علقمها...
و حزن يطرق بابها مرات ليزورها و يمسح دموعها المستنكرة لفعل أمها...
الصداقة هي البيت الذي يأوي إليه الإنسان ليغسل متاعب الحياة فيه...
بإمكان الغرفة التي تجمع الأصدقاء أن تطير و تنير...
فتأخذ مكانها كنجمة في السماء...
في قاموسها الصداقة هي التي تمنح الإنسان قوة...
هي التي لا يمكن للفرد أن يكمل حياته بدونها...
هي الوحيدة التي بإمكانها كسر قواعد المستحيل...
فهي التي تجد مأوى للجنون عند الهادئ...
و تفسح زاوية لعيش الغباء عند الذكي...
لازال التحدي مستمر لتبرهن لنفسها أنها تستطيع...
لكن التحدي موجع عندما تكتشف أشياء تمزقها...
فتجمع نفسها رغم التعب و تكمل...
و تطرد أوجاعها بالتسلط على الناس و ضرب الأوامر...
لاتعترف بالسراب...
و تظن أنه لايمكن لشخص أن يكسرها او يترك فراغا في حياتها...
فهل ستبقى هذه الذهبية الألماسية صامدة و محاربة تعشق المغامرة !؟
حتى بعد ان وصلتها دعوة من المجهول لتذهب إلى العنوان دون تردد ورقة ألقيت عليها كتب فيها [ اهلا بك في غاية الاحزان تجاوزي العقبات لتصل إلى السعادة ]
إستغربت أي عقبات يتحدثون عنها لكن لفت إنتباهها ملاحظة [ دعيتي كمساعدة لإزالة العقبات لكن إحذري فستكونين أحد ساكيني هذه الغابة ]
إبتسمت إليزا التي تتناول وجبة الفطور مع صديقتها في أحد المطاعم لتقول : ياربي طفش البارحة ليش ماجيتي
إرتشفت سيلا من الكوب لتقول بملامح حزن : ياربي لاتذكريني كانت وحدة بس تتصل و أنا علي دراسة تدرين ماأحب أخلي لعشية الإختبار و اراجع فسكرت الجوال
هزت اليزا راسها بإبتسامة لترد على هاتفها الذي يرن : هلا فؤاد
أتاه صوت الآخر الذي يقول : اهلين اسمعي جايبلك خبر ممكن يفرحك
شتت نظرها لتقول بإبتسامة خفيفة : و الله توسوست من كلمة ممكن ياخي قول يفرح ولا مايعجب
ضحكة أطلقها فؤاد الذي يقول : إيش دراني عنك تنتقدي اي شيء
شاركته اليزا الضحكة لتقول : اوف كذا أنا في عينك ، طيب إيش ذنبي اذا كان صح مافي شيء يعجب و تعطيه اكبر من حجمه زي دايما
زادت إبتسامتها حين سمعته يقول : و صراحتك ذي كمان صاير توجعني ، طيب أحترمي مشاعري مدري مهديلي الموضوع ترى صدمتيني و انت تقولي اني أضخم المواضيع
أخذت قطعت الكعك لتقول : اوه صايرة أكتشف اشياء عني و الله انت لي صادمني ، الزبدة إيش الموضوع دا لاتحمسني على الفاضي
وصلها صوته الذي يقول : يلافكري مثلا مين يخص
إبتسمت عندما لاحظت صديقتها المنزعجة لتقول : يلا بسرعة ترى قاعدة افطر مع صديقتي و انت ماشاءالله عليك مرة مرتاح و فاضي
أرجعت الكوب إلى الطاولة بمفاجأة عندما سمعته يقول : هديل فيه مسج بعتتهم لأحد بس لسى ماعرفت إيش يقرب لها المهم مرة رح تعجبك
إبتسامة شر ظهرت على ثغرها لتقول : اممم يعني حتفيدنا ؟
فزادت إبتسامتها حين سمعته يرد : مرة
ثم قالت حين لاحظت حركات صديقتها المتمللة : يلا باي بعدين أبعتلي ياها عالواتس
ودعها ليغلق الخط
رفعت نظرها لسيلا التي تقول بإستياء : السخيف ذا لسى متحملته
فردت عليها بإبتسامة : و الله مدري إيش هرجتكم انت و ماما مو محتملينه ترى مرة مسالم مارح ياكلكم وفوق كذا هو صديقي كمان
حركت سيلا كتفها بلامبالاة : اوك صح صديقك بس ماحبت تدخل راسي ذي الصداقة بالله عليكي شوفي كم بينكم قريب عشر سنين و فوق كذا كل مرة أسمعكم تتكلموا مع بعض كلها خطط و اوامر سويلي و جيبلي
رفعت إليزا حاجبها بنفس الإبتسامة الهادئة : ماشاءالله كل هذا مخبيته فقلبك ، شوفي سيلا صح حنا صديقات إلا اخوات بس عمري ماتدخلت فصداقاتك الثانية اتمنى القى نفس الشيء منك
ظهرت نبرة الجدية في صوت سيلا الذي يقول : جد عمرك لاتدخلتي ، اليزا خلينا زي مااحنا لانفتح المواضيع ذي وبعدين انا ماتدخلت عطيت رايي بس
ازاحت اليزا بنظرها لتقول : طيب وانت كل ما تلقين فرصة تفتحين الموضوع قلتلك كانت حتأذيك تبيني اقعد اتفرج و اسكت لا حبيبتي تستاهل لي صارلها و خليها تتعاقب على لي سوته
انتبهت لحركة رجل سيلا التي تقول : جد كانت حتاذيني ،طيب انا مو مصدقتك اصلا هدى مستحيل تسويها
تنهدت اليزا التي تقول بتفاجئ: كيف مو مصدقتني إيش مصلحتي من الكذب
إرتشفت سيلا من كوب الشاي لتقول : مصلحتك هي انانيتك انها صارت صديقتي زيك و ماتحملتيها عالأقل هي صديقة أنا اخترتها مو لما كنا صغار حطونا مع بعض وقالوا صيروا صاحبات لأن امهاتنا صديقات
مصدومة هي الكملة الوحيدة التي بإمكانها أن تصف حالت إليزا
ظاهرة اللاوعي اصابتها...
لم تعد ترى إلا حركة شفتي صديقتها و حركاتها اللامبالية ..
الجاهلة لخناجر التي ترمي بها...
غصة احدثت خلل في تنفسها لتقف بعد أن إلتقطت محفضتها دون أن تلقي بكلمة...
ضعيفة ، لاول مرة تكون بهذا الموقف...
الموقف الذي تجرح فيه و تسكت خشية الفقدان...
ركبت سيارتها لتضرب الباب بغضب...
الدموع صارت تشوش نظرها...
و برمشة واحدة اعطتهم حرية النزول...
لمذا حدث هذا..؟
سؤال يطرحه الكثير على نفسه..!؟
لكن لايجد جواب...!؟.
لمذا تلك الخبيثة ظهرت لتقف كالرجل الذي يهدم الأسوار التي بنيت حول صداقتنا...
نعم ضعفت صداقتهم كثيرا...
لم تعد كما كانت...
اهكذا يكون جزاءها..
لو لم تنقذها يومها لكانت الأن بين ثلاث جدران و الرابع قضبان حديدية ..
او كانت بين جدران غرفة المستشفى الكئيبة تعالج من ذلك السم...
وصلتها رسالة لتفتحها و تجد مضمونها
" لا يكون زعلتي ترى ماقلت شيء غلط بس اعترفي لنفسك أنك انانية وتحبي كل شيء لك بتصيري بخري و حتى لو في يوم اقولك لا انا اعرفك ولا انتي تعرفيني رح تتلصقين عناد فيني لااكثر ، عنادك ذا رح تتمسكين فيه حتى لو على حساب كرامتك "
ارتجفت اطرافها غضبا لتكتب و دموعها قد رسمت طريقا على وجهها و ترسل الرسالة التي تتضمن
" ايوة زعلت لاني كل يوم قاعدة اكتشف قد إيش غبية و اصلا مين قالك راح اتلصق لاياشيخة انا لي المفروض مااقعد مع وحدة زيك تتبع الصايعات بعيون مغمضة ياريت لو سوت لك شيء عشان يبرد قلبي و مااندم اني لسى اتناقش مع وحدة هبلة و ماعندها عقل تفكر فيه "
لم تتحمل لتخرج شهقة حاولت حبسها و تغلق هاتفها لتكمل توجهها الى المدرسة رغم نفسيتها التي تعبت مع الصباح
.
.
.
نائم و ملامحه يبدوا عليها الانزعاج من صوت طرق الباب ليقف بضجر و يفتح قائلا بملامح يطغوا عليها النعاس : نعم ياقلق إيش تبغى
اما الواقف عند الباب فكان عكسه تماما مستيقظ قبل ساعتان و لم يجد مايفعله فاتى لإزعاج إبن عمه كالعادة ليقول بعيون نشيطة وهو يشير له بمافي يده : بما اني ولد عمك الكبير اكيد رح اهتم فيك و ماانساك شوف إيش جبتلك
و اشار له بالمحفظة الطفولية التي بيده
ليقول سامي بعد ان تثاوب بنعاس : ايش دا
رفع لؤي المحفظة ليقول : شنطة سبونج بوب عشان تاخذها معك الجامعة مدري ليش اول ماشفتها قعدت افكر منو البزر عشان اهديها له تذكرتك
ظهرت العصبية على سامي الذي اغلق الباب بقوة و عاد لنومه
لكن لم يرتح بعد بسبب ذلك المزعج الذي التكأ على الباب و أخذ يطرقه بإستمار قائلا : طيب ليش ماعجبك ترى فيه مقلمة و مراسم و أقلام بكل الالوان دورت عليهم لين مالقيتهم
زاد طرقه بعناد حين سمع صرخة الآخر من الداخل الذي يقول : انقلع يالزفت خلني انام
لم يتوقف ليقول : اي نوم تتكلم عنه تراك فالجامعة مو لازم تتاخر و بعدين يطردونك و ترسب و
قاطعه الباب الذي فتح فجأة ليسقط إلى الخلف ويقول : اي ليش تفتح كذا فجعتني تخيل اني طحت و انكسر ظهري و بعدين..
قاطعه الآخر الذي يقول : ابعد خلني اروح اغسل بعدين اوريك شغلك
إبتعد لؤي ليقول : طيب كم الراتب
تجاوزه سامي الذي يقول بهمس : تبن
ليقول لؤي : افا ماهقيتها منك ياسام تسبني و انا جبتلك هدايا معايا
تجاهله السامي ليدخل الحمام
في حين إنتبه لؤي لهاتف سامي الذي يرن ليلتقطه و يعقد حاجباه بإستغراب من المتصل المسجل بنقطتان
ليتركه جانبا ويقول بهمس : بلا لقافة لاترد
إنتبه لسامي الذي خرج فقال : هيه سامي جوالك يرن مين يتصل فيك فالصباح كذا
تقدم سامي بإستغراب ليقول : مدري
ليردف بعد أن رأى الرقم و أغلق الهاتف : أمي
رفع لؤي حاجبه بتعجب : اما لسى ماطفشت منك
ضحكت تهكم اطلقها السامي الذي يقول : ههه مااظنها تطفش
قال لؤي بإستغراب : مدري بإيش تفكر انت اظن مهما صار بتظل أمك
ثم دفعه سامي خارج الغرفة قائلا : يلا إنقلع خلني أبدل
اتاه صوت الآخر الذي يقول : طيب طيب بس بالله عليك إيش رايك في مواهبي عشان اصحيك
تجاهله سامي كطبيعته صباحا لايستطيع ان يستيقظ بنشاط مهما صار
.
.
.
أنت تقرأ
عقبات الدنيا
Adventureعصفورة إفتقدت معنى أب و تشتتاق لتلك المسماة بالام التي كانت تطارد طيفها من تسعة عشر عام.. و ذلك الطفل الذي انفصم قلبه و تحول جزءاه لخصمان منذ الحادثة التي أبت ان تتأثر بالزمن و تنمحي.. و ماقصة الرمح الذي كان خشبة و تحول بصواعق الزمن الى حاد و فقد من...