23

21 2 0
                                    

[ البارت الثالث و العشرين ]
.

سماء مغيمة رغم خيوط الشمس التي تسللت...
هدوء طاغي على الغابة....
كل واحد يصارع في احدى زواياها...
دون اصدار صوت...
فكل منهم يحلم بمكان الآخر...
عصفورة في قفص...
و مأجمل حرية الذهن...
و لؤلؤة شوكية تتدحرج..
هل لأحد ان يعيرها قطن !؟...
ممثل بارع في مقبرة...
الا تستحق ذكريات بعض الرثاء و الاحترام...!
و رمح مكسور...
صعب ان ترمى للمكان الخطأ...!
توقف الزمن في انحاء الغابة حين تلقى الجميع دعوة ..
بطاقة لم يفتحها احد...
الجميع متردد...
كانت آخر دعوة لهم الى هذا المكان...
فكيف للثقة ان تبقى..!
القى الكل نظرة من بعيد...
كانت دعوة لمسرحية...
تنتهي بعبارة

يا عاشقين المسرح هل لكم ان تزورونا بوردة

.
.
.

الجامعة
جالس مع اصدقائه عيناه تجول في المكان...
رفع معصمه ليلقي نظرة على ساعته...
متأخرة بنصف ساعة عن موعدها المعروف...
يعرف ان احتمالا كبيرا لن تأتي...
الا ان املا صغير بأن يراها يجعله ينتظر...

يجهل مايريده منها..
الا ان مرورها صار كقهوة مرة...
رفع رأسه لفهد القائل : يووه سامي و ربي فاتتك المباراة
سند نفسه على الكرسي قائلا : خلاص ابلشتني بالمبارات ذي قلتلك كنت مشغول
شرب مازن من قهوته قائلا : ايش الاخلاق التجارية دي
رفع حاجباه ليرد و هو يشير لطارق: مو شايفيني الا انا اهو دا لو ابتسم بيتشقق وجهه
رفع الاخر عيناه عن هاتفه ليقول : لا تنكت بالله
ضحك سامي قائلا : بالله مع مين تضاربت ؟ اي وحدة فيهم ؟
اعتدل فهد في جلسته قائلا : انشاء الله لي فبالي
هز سامي راسه قائلا : لا ذيك طيبة ، انشاء الله الغثيثة لي كل شويا تجي تدور مين عنده قلم
عقد فهد حاجبه قائلا : يوووه صح صح نسيتها ، الله يرزقنا فضاوتك و صبرك على غثاثتها
التفتو حين سمعو الاخر يقول : ايش عرفكم بس ، انتو اصلا تشوفو كل الناس غثيثين
قدم سامي جسمه عن الطاولة التي تجمعهم قائلا : قول مين و انا بساعدك تراني خبير
رفع الاخر حاجبه قائلا : خبرتك خليها لك
التفت سامي لمازن قائلا : شايف جزاتي ، ماشي بعذره شكله انقفط مع صديقتها او جارتها و موعارف يرقعها
ثم اكمل حديثه نحو طارق : نصيحة مني ابعد قد ماتقدر عن البنات ، تخيل لو تجمهو كلهم و قلبو عليك ، ترى قد صارت بس ذاك قتلوه يمكن انت يخلوك مجنون او
قاطعه قائلا لمازن : بالله عليك لو خليتو ساكت مو احسن
رفع سامي عينه حين رأى خلود داخلة يناديها ثم قال : شويا و راجع
توجه لها قائلا : صباح الخير
ردت قائلة : صباح النور
وضع يده في جيبه قائلا : كيفك
عقدت حاجباها قائلة : الحمد الله ، مسكون انت ؟
عقد حاجباه بصدمة : بسم الله وش لي مسكون
هزت كتفاها قائلة : مدري عنك صاير مؤدب
تنهد ثم قال : شسمه صاحبتك مو جاية ؟
عقدت حاجباها ثم قالت : اي وحدة ؟
رمش عدة مرات..
لا يدري هي غبية ام تستغبي ؟
ثم قال بقلة صبر : بالله عن مين بسأل مثلا ، شذى جاية ولا لالا
هزت راسها حين استعابها ثم قالت : ااه ، مدري كلمتها الصباح بس ما سألتها
شتت نظرها ويده مشغولة في جيبه : اه كيفها ؟
طال صمتها ليبعث انظاره نحوها
ثم قالت : مو بخير
ايا ليته لم يسأل...
و كان قلبه توقف لثواني..
و اكمل دقاته بمعزوفة مجنونة جسدت الخوف الذي اغتمره..
بلع ريقه ثم قال : اه اتصلي عليها
عقدت حاجباها لترد : ليه ؟
حاول ان يأخذ نفسا..
اسئلتها المستفزة تكاد ان تفقده اعصابه ..
ثم قال بنبرة حاول تهدئتها : لاحول ممكن تتصلي عليها شوفي اذا جاية
ظهرت عليها إبتسامة استفزته قائلة : طيب ليه
زفر ثم قال بقلة صبر : بتتصلي و لا اروح
اخذت هاتفها و هي تقول : طيب طيب باتصل

عقبات الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن