{ البارت الثاني عشر }
كان يامكان في قديم الزمان يحكي احد الرواة...
ان هناك عصفورة تعيش في عش فاخر تتناول الطعام و تتدفئ بريشها....
اينعت و تعلمت الطيران لوحدها رأت الكثير من العصافير الصغيرة كانت امها هي مدربتها و ابيها مشجعها حزنت لكن لم تكترث فأهم شيء انها تطير....
وفي احد الليالي زار تلك العصفورة الرقيقة رجل غامض يكسوه السواد لا يرى من ملامحه شئ...
تعجبت للحظة لكن دون تردد مدت يدها تستقبل الظرف...
فتحته لتستغرب انه عنوان ذهبت كي تستفسر عنه لكن اختفى و فضل ان يبقى غامضا...
و في صباح جميل و بعد ان تسللت خيوط ذهبية تلقي عليها بالتحية، ردت عليها بتحية معطرة برائحة الياسمين مثل عادتها توجهت للعنوان...
كانت حديقة غريبة اشجارها محروقة..ارضها قاحلة..لا يرى مافيها بوضوح بسبب الظلام الخفيف المخيم عليها...
اخذت بتلة وردة رميت عليها لتجد المكتوب...
[مرحبا بك في غابة الاحزان تجاوز العقبات لتصل للسعادة ]
كانت هذه قصة عصفورتنا الصغير المتكئة داخل سيارتها المظللة تمسح قطرات الدمع المنجرفة...
حقا هل زارها ذلك الرجل الغامض المسمى بالحزن يحمل حقيبته ليقضي عطلته معها...
و يشاركها المأكل و المشرب و حتى المأوى...
تخاف ان يكون من الضيوف طويلي الاقامة...
التقطت هاتفها لترى كم الساعة...
رأت كمية الاتصالت من اختها و اخيها و زوجة والدها...
تركته جانبا...
لقد قضت ليلة البارحة تعزف مقطوعة حزينة و دموعها تتراقص عليها فوق مسرح وجنتيها...
حياة جديدة...
صعبة تنتظرها...
تريد ان ترجع في الزمن لتغير الكثير...
ترضى بما كانت عليه...
اب حاقد...
ولا ام تنهرك...
ام تمنتها...
لتجد استقبالها الصادم لها...
ليتها سمعت لنصائح اخوانها...
ابيها ليتها سمعت لتحذيره و تراجعت...
وهل هناك فائدة لكلمت ليت غير الندم...
اطلقت صرخت قهر: اااااااه
لتكمل سلسلة الشهقات التي حبستها افكارها...
هل دائما الافكار خائنة...
افكارها التي بنت لها احلاما بأمها ورسمت كلمات اشتياق رسخت في ذهنها...
او هذي الشهقات التي اوقفتها للحظة لكن استقبلتها ثانية بحدة اكبر...
تجرح حنجرتها التي اعتادت البكاء الصامت...
ارهقت الدموع تلك العيون التي اعتادت ان تذرف قطراتها برقة...
عصفورتنا تلك فرحت بأنها تطير دون اهتمام كيف تعلمت لكن..
كيف يكون حالها إن كُسر جناحها اللّين لتكون حبيسة الضيف الغامض بعد أن أقفل الباب عليهما لأجل مجهول...
اشغلت سيارتها كي تبتعد عن المكان لا تريد أن ترى أحد..
شعرت أن عقلها يجري بها إلى مكان هادئ...
عرف أن كل مهموم يذهب اليه كي يرمي بالذي اثقله..
البحر....!
اخذت تمشي على ذلك الشاطئ الهادئ و ترمي بالرمال وراءها....
لقد غرق حذاؤها بالرمل..
خطواتها ثقيلة بسببه...
انفاسها هدأت مع صوت الامواج...
اخذ الريح يداعب شعرها الاسود..
لتتعثر و تسقط فتأبى ان تقوم...
شعور جميل تشعر به يتخلل حزنها...
ظهرت ابتسامتها باهتة..
جميل ان تمتع عيناها بهذا المنظر تلك الشمس الخجولة التي تطل عليها تبعث بأشعتها لتعطيها املا ان الحياة لازالت مستمرة..
اطلقت تنهيدة لتقول بحزن : ليش تركتيني ؟ انا ايش ذنبي فلي يصير ؟ ماما كان على الاقل جاملتيني ؟ ليش دايما الطفل يكون ضحية مشاكل ام و اب ..يكون هو الغنيمة فالحرب ..لي ربح ياخذها
مسحت دمعة ظهرت لمعتها بفعل اشعة الشمس
ليأتيها ذلك الصوت : غريب لي وصلنا له صح ؟؟ تذكرين يوم قلتي لي مافي ام تخلي عيالها ؟
لو كنت مثلك كان فكرت بنفس الطريقة بس دامني عشت ذا شي صرت اشوف مافي ام تفكر بعيالها كرهت شي اسمه ام ابغى امي لي عمري ماشفتها امي لي مو موجودة اصلا
اطلقت ضحكة متهكة لتردف بصوتها المرتجف: هههه تخيلت كثير و تمنيت كثير و بنيت ابراج مالها اساس اصلا تدري ليش؟ لانها كانت هي اساسها بس نسيت اني احط ولو احتمال انها ماتتقبلني تحطمت مرة وحدة سنيين و انا ابحث عليها و يوم لقيتها تطردني
التفتت له لتقول : كلامك صحيح مع اني عمري ما شكيت ولا ذرة فصحت احلامي بس فرق كبييير بين الخيال و الواقع
التفت هو الآخر ليقول : و اذا رجعت تبحث عليك تغاك تردين لها ،تبغاك تنسين كل شي و ترجعين
نزلت دمعة على جفنها لتقول بنفس الصوت المبحوح المرتجف : مستحيل اسامحها عمري لاتخيلت انه انصدم بذي الطريقة
وقف ليقول : اذا حاولي تكملي حياتك و تعيشي طبيعي من دون ما يأثر عليك ذا الشي ابدا صح صعب بس مو مستحيل
غادر ليتركها غارقة في افكارها
لقد عاد صباحا هنا كأنه يعلم انه سيلقاها و هي محتاجة من يواسيها...
فاذا هو لا يدري بأنه اخوها فقلبه اعلم...
أنت تقرأ
عقبات الدنيا
Adventureعصفورة إفتقدت معنى أب و تشتتاق لتلك المسماة بالام التي كانت تطارد طيفها من تسعة عشر عام.. و ذلك الطفل الذي انفصم قلبه و تحول جزءاه لخصمان منذ الحادثة التي أبت ان تتأثر بالزمن و تنمحي.. و ماقصة الرمح الذي كان خشبة و تحول بصواعق الزمن الى حاد و فقد من...