الفصل الثاني وأسدلت أهدابها

5.2K 167 12
                                    

الفصل الثاني

الفتيات عار يجب وأده أو إلقائه على عاتق

شخص آخر

شعار والدها الأثير الذي رزقه الله بثلاث فتيات

تخلّص منهن الواحدة تلو الأخرى بزيجات

ولرحمة الله بهن مناسبة ومريحة لهن جميعا.

ذل ومهانة هو ما جنته من منزل والدها وإنها

لتشعر بالخزي من نعتها له "أبي"

لا تراه يستحق هذه الكلمة أبدا!

كما لا يستحقها زوج خالتها الأول الذي ألقاها

وأخذ منها ولدها لسنوات..

لا تفهم لِمَ يبتليهن الله بأشباه الرجال هؤلاء؟!

"نغم.. انتي يا بت"

انتفضت على صوته يناديها لتخرج من أفكارها

لتهرع له تنتظر توبيخه كالعادة على شيء

فعلته أو لم تفعله سواءا لديه..

وقفت أمامه صامتة ليرمقها بازدراء وهو يقول:

"حضّري نفسك جايلك عريس"

اتسعت عيناها بصدمة وهي تهتف:"ايه؟!"

"جاتك اوا يابت, ايه انطرشتي؟!"

هتف بها بحدة لتبتلع اعتراضها وهي تحرّك

رأسها برفض قبل أن تستجمع شجاعتها وهي

تقول:"بس انا مش عايزه اتجوز"

ما إن أكملت كلماتها القليلة حتى كانت

الصفعة التي أدمت وجهها لتغمض عينيها

بألم وهي ترفض ذرف دموعها أمامه لتشعر

بوالدتها وهي تقودها لغرفتها وصوت والدها

يتبعهم:

"عقّلي بنتك لاحسن والنبي ومن نبّى النبي

لاكون مكسّر عضمها ودافنها قبل ما تجيبلنا

العار".

****

"يابني انت مش ناوي تريّح قلبي بقى!

عايزة اطّمن عليك قبل مااموت"
تأفف بداخله من تلك الجملة التي ما تفتأ

تقولها والدته لتستدر عطفه حتى يفعل ما

تريده..

هل هو فتاة حتى تريد الاطمئنان عليه قبل

وفاتها؟!
ألا تعلم كم الراحة التي يعيشها الآن بلا

زواج!
يا إلهي! لقد كان في جحيم تلك الفترة

القصيرة التي تزوّج بها حتى أنه أحيانا لا

نوفيلا وأسدلت أهدابها بقلمي حنين أحمد (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن