(الفصل الأول )

8.9K 161 92
                                    

مع بداية يوم جديد هادئ تستيقظ فتاة في السابعة والعشرون من عمرها علي منبه هاتفها يعلن موعد إستيقاظها الساعة السادسة صباحا رمشت عدة مرات حتي تعتاد علي أشعة الشمس العابرة من شرفة غرفتها جلست تفرك وجهها ثم أغلقت رنين منبه هاتفها

ذهبت للاستحمام فهي تعتبره منقذها من الكسل الذى تكره أن يكون إحدي صفاتها بعد إنتهائها من الإستحمام أخذت إحدي المناشف لفتها حول جسدها والأخري أخذت تجفف بها شعرها الفحمي الطويل بعناية فهي تعشقه ولم تقص منه إلا الأطراف التآلفة و هذه رغبة من والدها

 وقفت أمام المرأة للحظة تنظر إلي هيئتها من شعرها الفحمي الحرير المنسدل علي بشرة كتفيها البيضاء عيونها العسلية التي يحيطها أهدابها الكثيفة وبؤبؤة عينيها التي تتميز بإتساعهم،أنفها الدقيق الحاد إلي فمها الصغير وشفتاها المكتنزتان

فتذكرت جملة إحدي صديقاتها وهي تقول لها ضاحكة  :
(يا بنتي انتي عارفة مسمينك "ماما ستو" ليه)
مروة : (ليه يا ظريفة)
ردت عليها الأخري :(لأنك حنينة جدا وطيبة عشان كدا بنحسك أمنا كلنا ولبسك زي لبس تيتا علشان كدا بقيتي ماما ستو ) قالت جملتها بجدية وأنهتها بسخرية ضحاكة ثم أخذت تركض و مروة خلفها أما الباقية أخذوا يضحكون عليهم

هي تضحك معهم لكن من داخلها حقا لا تعلم لما جميع من حولها رأيهم هكذا يوجد الكثير يقول لها  : ( يا بنتي اللبس ده كبير علي سنك انتي لسا صغيرة) هي لا تفهم ما علاقة السن في الملابس المحتشمة و ما دخل صغيرة وكبيرة فالإحترام

فاقت من شرودها محدثة نفسها  : ( أنا طول عمري ماشية صح لإني ماشية في طريق ربنا ومش عايزة أشتت أفكاري ، أروح ألحق اصلي ) قالت أخر جملتها وهى تخرج من الحمام أدت فريضتها ثم أخذت ترتدى ملابسها الرسمية إرتدت جيبة من الشيفون الفضفاض يتكون من أكثر من طبقة لونها أسود و إرتدت بلوزة فضفاضة بيضاء وبها شريطين يربطان على هيئة فوينكة

 وعليه بليزر أسود عملى ثم ارتدت حجابها الأبيض بطريقة بسيطة وحذاء أسود هو عبارة عن "هاف بوت" بكعب صغير ونظارتها النظر السوداء مربعة الشكل ثم أخذت حقيبتها الجلدية السوداء العملية بعد أن تأكدت من وضع بها جهازها الذكئ "اللاب توب" و أوراق وملفات هامة
بعد تأكدها عشرات المرات من عدم نسيان شئ فهي تتحمل مسئولية كبيرة فوق عتقها فهي مديرة مكتب رئيس مجموعة شركات آل - هيثم فهي تشعر بالفخر لوصولها إلي هذا المنصب وهي في سنها هذا

خرجت من غرفتها رأت والدتها تضع طعام الإفطار فمن عادة هذا المنزل الإستيقاظ مبكرا ، نظرت مروة إلي ساعتها وجدتها تجاوزت السابعة صباحا ببضع دقائق وضعت حقيبتها علي إحدي مقاعد الصالون ثم ذهبت لمساعدة والدتها وألقت عليها تحية الصباح و قبلتها
مروة : صباح الخير
زينب (والدة مروة) :صباح النور يا نور عيني

زينب : أم طيبة وحنونة ليس لديها أغلي من إبنتيها بعد وفاة زوجها الحبيب من أكثر من عشر سنوات وهي كرست حياتها لهما حتي أنها تناست صحتها وأهملت فيها.

مروة : أخبارك إيه إنهارده ؟؟
زينب : أحسن منك
مروة : يا ماما أنا أقصد ضغطك كان عالي إمبارح
زينب : ضغط مين ده أنا أصبا منك يا "ماما ستو"

كانت مروة تتابع حديث والدتها بملامح هادئة حتي نهاية جملة والدتها تغيرت ملامحها للإنزعاج ضحكت والدتها مرة أخري علي تعبير وجها : أوعي يا مروة تغيري تفكيرك أنا سبق و قولتلك أهم حاجة أنتي شايفة نفسك إيه و فإيه يعني مادام إنتي لاقية نفسك فلبسك ده ومرتاحة فيه خلاص مفيش حد ليه عندك حاجة

مروة : لا طبعا إنتي بتقولي ايه أنا مستحيل أغير تفكيري بس كل اللي غيظني إني مش أول واحدة تلبس محترم
زينب : حبيبتي أنا عارفة بس إنتي مشكلتك إن إنتي متواجدة في وسط تفكيره إن الموضة في اللبس القصير وتسريحات الشعر فتفكيرهم فيكي ده طبيعي
مروة : أنا عارفة إن هما ممكن يتكلموا عليا في غيابي لكن يكفيني إن في وجودي مفيش حد يقدر يرفع عينيه فيا بس البلاوي بتوعي هما اللي مش بقدر عليهم (أصدقائها)
أتي الرد عليها لكن ليس من والدتها هذه المرة : خليكي مسيطرة زي أختك بيتخاف مني في غيابي قبل وجودي
مروة : خديجة إنتي مش بتخوفي إلا الرجالة بس ، أه صحيح مسمينك إيه   (قالتها ساخرة منها )
زينب : قاهرة الرجال تقريبا
مروة : علي رأي ريما ( قاهرة ولا إسكندرية )
خديجة : علي فكرة مش حلوة و سخيفة زي اللي بتقولها
مروة : والله لقول لريما
خديجة : متقوليلها حد قالك إني بخاف

خديجة : تتميز بقوة شخصيتها وقسوة قلبها هكذا تبدو من الخارج لكن في الحقيقة هي مرحة وحنونة كما أنها تعشق الأطفال ،هي في الخامسة والعشرون من عمرها تعمل لدي محامي كبير ومشهور جدا في البلد ، كانت ترتدي ملابس رسمية بدلة سوداء حريمي راقية أسفلها قميص أسود و تربط شعرها البني إلي أعلي ( ذيل حصان ) وتضع نظارة شمس سوداء وهي تشبه أختها في الملامح مع اختلاف بسيط بينهما
أزالت نظارتها لتظهر زيتونتها وأهدابها الكثيفة ثم جلست لتتناول طعامها تحدثت قائلة
خديجة : هموت و أعرف أنا ليه مطلعين عليا الأسم ده شكلي مش هخلص منه (قالتها و هي عابسة)
مروة : لما تسيبي الرجالة في حالها تبقي تخلصي منه
ردت عليها خديجة بجدية : وأنا يعني بعمل إيه غير إني بشوف شغلي وبجيب حق الغلابة
مروة : مشكلتك إنك شايفة كل الستات غلابة وكل الرجالة خونة
خديجة : الخيانة صفة من صفات أي راجل
مروة : يا شيخة و دي عرفتيها إزاي
خديجة : شغلي هو اللي علمني و عطاني خبرة بكرا تتعلمي
مروة : علي فكرة إنتي غبية لإنك حافظة مش فاهمة ، صدقيني إنتي اللي بكرا هتتعلمي
خديجة : اممممممممم... هعتبرها نصيحة منك يا.. ماما ستو
قالت جملتها الأخيرة بخبث قاصدة إثارت غيظ اختها لم ترد مروة متظاهرة بالبرود وتابعت تناول إفطارها بعد قليل إنتهوا من تناول طعامهم ونهضوا للعمل 

_الفصل الاول
_ ليس للعشق قواعد
_حبيبة محمود

ليس للعشق قواعد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن