الفصل الثانى والعشرون#

404 6 0
                                    

استيقظت منى صباحاً ولم تجد مازن جوارها تنهدت وهى لا تعلم ماذا تفعل لتريحه
اما عند مازن فكان يقف بعيدا عن ذلك المنزل الذى تعيش فيه تلك المرأه التى أتت به على هذه الحياه
مع أنه لا يريد رؤيتها ولكن القلب لا يسير على هوى العقل ووجد قدميه أمام المنزل يقف يستند على الحائط

نعود للخلف قليلا
بعد كتب كتاب نرمين وآسر وخروج نرمين من منزل والدها على أمل العوده لتصالحه
مع أنه علمت أن والد آسر هو قاتل والدتها ولكن يوجد شعور لديها بالفرح انها أصبحت زوجة آسر وهى المغصوبة عليه لا هو
ذهبوا لمنزل آسر كان قصر كبير انبهرت به نرمين ولكن لم تظهر ذلك على وجهها
نرمين : هاا يا سيد الرجالة هتقول لأهلك اتجوزتنى ازاى لا وبابا كان رافع على أبوك قضيه اهى كملت
آسر : اديكى قولتيها سيد الرجالة محدش يقدر يتكلم معايا نص كلمة 
وبعد وقت قليل كانوا يقفوا أمام القصر بعدما تم طردهم منه
فقد ثارت والدة آسر ووالده جن جنونه وطردهم للخارج
نرمين وهى ترفع حاجبها وتخبطه على صدره: لا سيد الرجالة بصحيح
آسر بضحكه مصطنعة: هههه هما بس اعصابهم مشدودة شوية دلوقتى
عالعموم انا عندى كذا شقه تعالى معايا يلا
اتجهت نرمين مع آسر حتى وصلوا إلى عماره
عندما رأهم البواب أتى مسرعا
- أستاذ آسر نورت الدنيا كلها
آسر : تسلم يا حاج معلش طلع الشنطه دى فوق
فتحى: اوامرك يا بيه
نرمين بتهكم بعدما ابتعد البواب : اوامرك وكمان بيه هه
آسر : ما تتلمى يا بت الله
نرمين : انت تخرس خالص فاهم
وتركته ودخلت لتلك العمارة
آسر وهو يحدث نفسه : انا بقيت ملطشه كده ليه
وذهب هو الآخر خلف نرمين
كانت العماره كلها ملك لآسر ولكن لم تندهش لأنها تعلم انهم أثرياء جدا
فتح البواب الشقه التى بالدور الثانى ودلفوا للداخل
آسر : خلاص سيب الشنطه وأنزل انت يا عم فتحى وخد دول هات حاجه لابنك الصغير
فتحى : تسلم يا بيه من يد ما نعدمها وتركهم ونزل للأسفل
أشعل آسر الأضواء
كانت الشقه جميلة بحق نعم ليست كبيرة ولكنها رائعة التصميم
فالمطبخ يطل على الصالة ويوجد بابان مغلقان بالتأكيد غرفتين وباب آخر بجوار المطبخ
آسر : عجبتك
نرمين : يعنى مش بطاله
آسر : طيب انا هنزل لأن عندى شغل فى الشركه وفى عندك فى التلاجه أكل لو عايزه تاكلى
نرمين : انت بتدرس ازاى بتشتغل
آسر : ما انا هتخرج السنه دى وبعدين كل الشركات بإسمى وبشتغل
نرمين : طيب يخويا بلاش فشخره
آسر : فشخرة اى بس مش انتى اللى سألتى عالعموم يلا سلام
وتركها وأغلق الباب
أما هى بدأت تستكشف المكان وقد احبته كثيرا

............
استيقظ كريم صباحا
وتنهد بملل وهو يتذكر أن نور ذهبت اليوم لعملها
عقد حاجبيه وهو يزفر بضيق وارجع ظهره للخلف

.....
أما عند نور فبدأت اليوم عملها فى شركة كبيرة كسكرتيرة
وتلك التى تجلس جوارها لتعلمها طبيعة العمل
- فهمتى ازاى هتعمليها
نور : بتحسسينى أن مش معايا إدارة أعمال انا مش فاشلة اوى كده
ضحكت تلك التى بجوارها بخفه
- معلش أصل المدير لو لقى تقصير فى حاجه ربنا ما يوريكى
دقائق ورن جرس الهاتف
رفعت السماعه تلك التى تجلس بجوار نور
- ايوه يا فندم
- ابعتيلى السكرتيرة الجديده
- أمرك
عندما أغلقت الهاتف التفتت لنور
- المدير طالبك ادخلى شوفى عايز أى
نور : من أولها كده
وقفت وتقدمت بخطوات بطيئة تجاه مكتبه
لا تعلم لما تشعر بالخوف
ولكن تمتمت أنها جريئة ماذا سيحدث مثلا
طرقت نور الباب بهدوء
سمعت صوت هادئ يأمر الطارق بالدخول
دخلت نور المكتب
وجدته أمامها ولكن يعطيها ظهره
نور : حضرتك طلبتنى
المدير : ايوه كنت عايز افهمك حاجه فى الشغل
نور وهى تشعر أنها سمعت هذا الصوت من قبل
التفت لها ذلك الشخص
ولكن كلاهما اتسعت عيناه
المدير : نور
نور : عصام
وجرت عليه وهى تحتضنه
لم تصدق أن الذى أمامها رفيق عمرها منذ الصغر
عصام : هههه بقا انتى السكرتيرة الجديده
ضحكت نور
نور : وانت بقا طلعت المدير
اردف عصام بنبرة هادئة: وحشتينى
نظرت نور أرضا وهى تلعب بخصله من شعرها وتبتسم بخجل
عصام: بس غريبة ازاى عمى سمح لك تشتغلى
عقدت نور حاجبيها وهو يذكر والدها أمامها
عصام : فى حاجه حصلت يا نور
نور : حاجات يا عصام مش حاجه واحدة
عصام : طيب استنى
واتجه لمكتبه أخذ مفاتيح سيارته وامسك يد نور
تعالى نقعد فى مكان بعيد عن الشغل واحكيلى كل حاجه
اتجه للخارج وكفه تعانق كف نور
كل من بالشركة استغرب كيف يخرج المدير وهو يمسك بيد سكرتيرته الجديده

بعد وقت طويل
نور : بس كل ده اللى حصل
عصام : بس انتى ازاى تقعدى مع حد متعرفيهوش وصوته بدأ يحتد قليلا
نور : فى اى يا عصام بتكلمنى كده ليه وبعدين كريم كويس جدا ومحترم كمان
عصام : تلاقيه زباله وهيضيعك معاه بس بيرسمها صح نور : عيب كده بقا مسمحلكش تتكلم عنه كده
ووقفت نور وأخذت حقيبتها وكانت ستذهب
لولا تلك اليد التى أمسكت بيدها
عصام : آسف متزعليش طيب تعالى عيشي معايا
نور وهى تشعر بالضيق من فكرة أنها ممكن أن تبتعد عن كريم
نور : لا انا مرتاحه هناك
عصام : استغفر الله
نور : همشي لأن الوقت اتأخر اوى الساعه داخله على عشرة
عصام : طيب هاجى اوصلك وبالمره أتعرف عالأخ ده
اتجه عصام لسيارته كانت أحدث الموديلات
وجلست نور بجانبه
انطلق عصام بالسيارة ونور توصف له الطريق
نور : بس هنا البيت
عصام وهو ينظر للمنزل الصغير بضيق: انتى بجد عايشه هنا يا نور
نور : اه يا عصام هنا ويلا أنزل
طرقت نور على الباب فهى نسيت المفتاح ولم تأخذه معها
سمع كريم الطرق على الباب فهو يجلس ينتظرها ويحاول السيطرة على أعصابه فكان يريد أن يذهب ويأتى بها للمنزل بالقوة
فتح الباب
ولكن زاد غضبه ويقبض على كفه بقوه
أحمر وجهه وهو يرى نور ويدها تتشابك مع ذلك الذى يقف جوارها
نور بابتسامة : سورى عالتأخير أحب اعرفك مديرى وكمان طلع صاحبى من واحنا صغيرين عصام
مد عصام يده لكريم : اتشرفت بيك
كريم ولم يتحرك
بل نطق بصوت عميق : أبعد ايدك
عصام : افندم
كريم وعينه بدأت بالاحمرار ويصوبها على يده التى تمسك بيد نور
نور وفهمت مقصده ابعدت يدها بسرعه عن يد عصام
عصام وهو يرى توتر نور : انت مين انت عشان تقول لى أبعد ايدك ولا مبعدهاش
كريم ولم يرد عليه
وضع عصام يده على كتف نور وهو ينظر لكريم بتملك
لم يفق سوى على تلك الضربه التى تلقاها من كريم
صعقت نور
نور : كريم أنت عملت اى
ووضعت يدها على فم عصام الذى نزف
عصام : انت ابن ......
كريم ولم يعد يحتمل أبعد نور بقوه وامسك بعصام وظل يكيل له اللكمات
إلا أن يسب والده من هو ليشتم اباه
نور وأصبحت ترتحف: كريم أبعد عنه كريم والنبي انت بتعمل أى
ولكن لم يتحرك انش واحد بل زاد بضربه له وهو يسمع نور تدافع عنه
ابتعد عنه أخيرا وهو يراه قد فقد وعيه
نور ودموعها تنزل : انت عملت فيه أى
كريم بصراخ كالمجنون: بتعيطى ليه بتدافعى عنه ليه انطقى جايه لى وايدك فى أيده
نور ببكاء: كريم
كريم : ولا صوت متنطقيش
وامسك يدها ويسحبها خلفه وأغلق الباب بقوه
انتفض قلب نور وهى تحاول أن تخلص يدها منه هو الآن ليس بطبيعى
وجدته يأخذها للمطبخ
كريم : هعرفك ازاى تمسكى أيده يا نور
اشعل البوتاجاز
نور ودموعها تزداد: انت هتعمل أى كر ااااااه
لم تكمل كلامها وهو يأخذ يدها التى كانت ممسكه بيد عصام ويضعها على النار
أحرق يدها
جلست نور على الأرض وهى تبكى بقوه
لا تتحمل هذا الألم ماذا فعل بها
ظلت تنظر ليدها التى تحولت للون الأحمر الداكن وبعض من جلدها تأكل
نزلت دموعها بقوه أكبر وهى تضغط على أسنانها حتى لا تصرخ أو تصدر صوتا
كريم ومازال واقف يتأملها
ماذا فعلت انا
نزل على ركبتيه أمامها وهو يرى يدها كيف أصبحت
كريم : نور انا انا معرفش انا اسف
كان سيلمس يدها ولكن سحبتها ببطء وهى تبكى من الألم احنت رأسها للأرض ونزل شعرها على وجهها غطى ملامحها
نور وبصوت منكسر: بتوجعنى
كريم ودموعه تجمعت بعينيه على حالها هو حقا لا يدرك ماذا فعل
كريم : تعالى نروح المستشفى
نور : مش قادرة
وضع كريم يده تحت ركبتيها والأخرى خلف ظهرها حملها ببطء
حاول يفتح الباب ولكن لم يستطع أنزلها على الأرض
ولكنها كانت تستند عليه
فتح الباب واخذها بسرعه لسيارته
وجد هذا المدعو عصام يحاول الوقوف
ولكن لم يكترث به وضعها برفق داخل السيارة ودموعها لم تتوقف
أسرع بالجلوس جوارها وانطلق بها لأقرب مشفى

عواصف الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن