خرج سوكجين راكضًا في أنحاء المزرعة ينادي شقيقيه المختفيين: "تايهيونغاه! جونغكوكاه! أين أنتما؟ أرجوكما أجيبا!!"
لكنّ الفراغ وحده كان الإجابة..
تفقّد الباحة، الحظيرة، الأراضي المزروعة، عند عرائش الورد، عند الشاحنة، بلا فائدة.
تذكّر أخيرًا أنّ أشقاءه الثّلاثة الأصغر يمتلكون مكانًا خاصًّا في المخزن ليهرع إلى هناك.
استند لاهثًا على ركبتيه ثمّ استقام إلى أمله الأخير مُحيطًا فمه بكفّيه وصاح: "تاي! كوكي! أين أنتما؟!" سكت لحظاتٍ ثم تحدّث برجاءٍ جعل صوته يتكسّر: "أرجوكما أجيبا! أرجوكما إن كنتما هنا فاخرجا! هيونغ آسف.. آسف حقًّا.." صمت مُبتلعًا غصّته ومحاولًا كتم بكاءه لكنّ الدّمعة التي استطاعت النفاذ أولًا كسرت السدّ متيحةً لأخواتها اللحاق بها دون أن يتمكّن سوكجين من عمل شيءٍ، وأخيرًا توقّف عن محاولة كتم بكاءه ليدع نحيبه وشهقاته تعلو.
تطلّع جونغكوك من خلف الصّناديق إلى شقيقه بقلقٍ: "تاي هيونغ، هيونغ يبكي؟"
التفت إليه، لم تكن نظرته أقل قلقًا وضياعًا، أومأ وهو يقضم شفته قليلًا.
سأل جونغكوك: "هل نخرج؟"
كان ذلك ما يحاول تايهيونغ أن يجد إجابةً له، لكنّ ما حدث تاليًا جعلهما يحسمان أمرهما.
تحدّث سوكجين مجددًا لكن هذه المرّة وهو يبكي: "أرجوكما.. أرجوكما اخرجا.. إن حصل لكما مكروهٌ فما الذي أفعله؟ إن تأذّيتما بسببي فلن أسامح نفسي!" صرخ للمرّة الأخيرة بكلّ اليأس في قلبه: "تاي.. كوكـ"
"هيونغ نحن هنا"
أبعد ذراعه عن عينيه ورمش عدّة مرّات مُجفّفًا دموعه ليتمكّن من الرّؤية، هو يعتقد أنّه سمع صوتهما و.. وها هما بالفعل يقفان أمامه!
وقفا بارتباكٍ وقلقٍ، كان تايهيونغ يبدّل ثقل جسده على قدميه مُرتبكًا، وجونغكوك يختفي خلفه تقريبًا.
حدّق بصدمةٍ للحظاتٍ ثمّ ركض إليهما وأحاطهما في ذراعيه بقوّة كأنّه يحاول التأكّد من حقيقتهما أو كأنّه يحاول إخفائهما عن العالم..
تمتم وقد عاد للبكاء: "يا إلهي! الحمد لله أنّكما بخيرٍ! كدتُ أموت قلقًا!"
بدى بعض الذّنب على ملامحهما، نعم هما أرادا اهتمام واعتذار شقيقهما الأكبر، لكن لم يتخيّلا ولا للحظةٍ أن يأكله القلق حتّى يصبح بهذا المنظر الهشّ والمخيف لهما كونها المرّة الأولى التّي يسمعان فيها نشيجه بهذه الشّكل.
بقوا على حالهم دقائق قليلة هدّأ فيها نفسه ولم يبق من بكاءه إلّا شهقات قليلة هاربة.
ابتعد عنهما وهو يضع كفًّا على كتف كلّ واحدٍ منهما ثمّ بدّل نظره بينهما: "هل أنتما بخيرٍ؟"
أنت تقرأ
مَزرَعَتُنَا | BTS ✔
Fanfictionورثنا هذه المزرعة من والدينا، ولن نتخلى عنها مهما حاولوا إرغامنا! بدأت في: 01 02 2019 انتهت في: 16 06 2019