2

6.4K 539 113
                                    

"حسنًا، حان وقت حصاد الذّرة"

صاح الثّلاثة الأصغر بسعادة في حين تنهّد يونغي.

ليس الأمر أنّه كسولٌ، لكنّه يُفضّل الرّاحة، ومواسم الحصاد هي الأقل تفضيلًا بالنّسبة له، وفي الحقيقة العيش في المزرعة لم يكن الأمر المثاليّ له حيث دائمًا هناك المزيد من العمل ما بين العناية بالحيوانات والحظائر، والمزروعات والأرض، وحفظ الأطعمة وبيع المحاصيل.. باختصارٍ لم يكن هناك وقتٌ للرّاحة.

لكن حتّى مع شكواه كان يُعتمد عليه فهو الأكبر بعد جين، وكان يعرف ما المسؤوليات التي تحمّلها ويتحمّلها شقيقهم الأكبر للاعتناء بهم، لذلكَ لم يكن يُخطّط أبدًا ليكون أحد المشاكل الإضافيّة، الأمر فقط كما قلنا أنّه كان يُحبّ الرّاحة.

تحدّث نامجون: "هيونغ ألن نستأجر عُمّالًا؟"

نفى جين برأسه: "لا نامجون، صحيحٌ أنّ الذّرة أكثر محصول لدينا لكنّ الأمر لا يستحقّ، ونهاية وقت الحصاد بعد شهرين، يمكننا العمل على فترات وبالتعاون يصبح الأمر أسهل، وأيضًا.."

لكنّه صمت ونظر إلى الطّاولة أمامه

"وأيضًا؟" سأل جونغكوك بدهشةٍ

رفع جين بصره بابتسامةٍ: "لا شيء، هيّا أنهوا طعامكم"

يشعر أو يدرك الثّلاثة الأكبر أنّ الأمر مُتعلّق بالنّقود وإن كانوا لا يعرفون التّفاصيل.

"هوسوك ونامجون اذهبا لتفقّد المحصول وإذا كان ناضجًا بما يكفي سنذهب جميعًا للحصاد،  تايهيونغ وجيمين اذهبا إلى الحظيرة للاطمئنان على الحيوانات، يونغي وأنا سنذهب لسقاية المزروعات الأخرى. جونغكوك ما الذي ترغب بفعله؟"

ابتسم باتساع: "سأذهب مع تاي هيونغ وجيمين هيونغ للعناية بالحيوانات!"

أومأ جين بعد أن أدار بصره على الجّميع وتأكّد أنّهم شبعوا لينهض حاملًا بعض الأطباق: "حسنًا" ليتبعه إخوته.

وهكذا انطلق كُلٌّ منهم إلى عمله في حين ما تزال الشّمس في ساعتها الأولى في السّماء، فهكذا كانت حياتهم: انسجامٌ مع الطّبيعة في فصولها ومواسمها من حرّ وبرد، وفي التّفاصيل اليوميّة كحلول الليل والنّهار وطولهما وقصرهما، كانوا كأنّهم جزءٌ من هذه الظواهر والتّفاصيل في حركتهم ونشاطهم.

في مكانٍ آخر كان يجلس السيّد لي في غرفة مكتبه الفاخرة في منزله الذي يتوسّط أكبر مزرعة في المنطقة وهو يعقد يديه فوق المكتب.

"هل أنت مٌتأكّد؟"

أومأ مستشاره برأسه: "نعم، تُتداول الأخبار عن العثور على مذكّرات قديمة ذكر صاحبها أنّه دفن كنزه في المكان الذي تقع فيه مزرعة كيم الآن"

فكّر بعمقٍ، لطالما كره السيّد كيم وشعر بالغيرة منه، ولطالما تمنّى الحصول على مزرعته إذ كانت أكثر خصوبةً من التي يمتلكها رغم تقاربهما مما أثار جنونه وغيظه، ولطالما حاول الاستيلاء عليها عندما كان السيّد كيم حيًّا لكنّه توقّف بعد وفاته هو وزوجته وتركهما سبعة أطفال خلفهما، فهو وإن كان سيئًّا لم يكن حقيرًا ليطرد سبعة أطفال بلا مأوى، أمّا الآن وقد كبروا وفرصة العثور على كنزٍ قديمٍ تلوح أمامه فلماذا لا يعاود المحاولة؟ ولماذا يجب أن يكون الأمر بالطّرق الأسوأ؟ بكل بساطةٍ هو سيعرض شرائها منهم، نعم سيفعل ذلك.

"هيونغ!" لوّح هوسوك ونامجون لجين ويونغي اللذان يعتنيان بالخضروات الأُخرى

رفعا ظهريهما ولوّح جين: "كيف وجدتما الذّرة؟"

"من الأفضل الانتظار بضعة أيّام"

أومأ جين: "حسنًا، أحسنتما صنعًا"

وقبل أن يطلب منهما تفقّد الثلاثيّ الأصغر اتّسعت عيناه للمنظر الذي شاهده، كان الثّلاثة يقتربون برؤوس منخفضة، وقد غطّى الطّين تايهيونغ وجونغكوك.

سأل: "ما الذي حدث؟"

رفع جيمين بصره إليه للحظةٍ ثمّ أخفضه بارتباكٍ، أدرك جين من المُخطئ هنا ليعاود السّؤال: "كيم تايهيونغ، كيم جونغكوك، اشرحا لي ما الذي حدث؟"

نظر إليه جونغكوك وتحدّث بارتباكٍ: "كـ كنا نلعب عندما.. عندما سكبتُ ماء البقرة بدون قصد.."

اتّسعت عينا جين: "وإذًا؟"

عبثا بأصابعهما بارتباكٍ، كيف يمكن شرح المصائب العديدة التي فعلاها مرّة واحدة؟

رفع جيمين رأسه وتحدّث بسرعةٍ: "كان تايهيونغ يضع الحبوب للدّجاج عندما أراد جونغكوك القيام بذلكَ، ولذلك أخذا يلحقان بعضهما وتايهيونغ يحمل كيس الحبوب لذلك.. لذلك تناثر في الحظيرة و.."

"سكبتما الحبوب في الحظيرة؟!" صاح سوكجين وعضّ جيمين شفتيه مُكملًا: "وأثناء ركضهما انسكب الماء وتبعثرت الأدوات وتقافز الدّجاج حتّى امتلأ المكان بالرّيش.. آسف هيونغ أنا المُخطئ لأنّني لم أعتني بهما"

تنهّد سوكجين ومرّر يده في شعره كي لا يفقد أعصابه ثمّ نظر إلى الثّلاثة الواقفين أمامه: يا! كيم تايهيونغ وكيم جونغكوك، أنتما مُعاقبان! اذهبا لتنظيف قنّ الدّجاج والآن!"

"حسنًا هيونغ"

"وعندما تنتهيان اذهبا للاستحمام"

"حسنًا" صاحا وهما يبتعدان

التفت إلى جيمين: "لا بأس جيمين، ليس خطأكَ"

نظر إليه وابتسم ليصيح يونغي مُتضجّرًا: "هيونغ تعبتُ هنا! دع جيمين يُساعدني"

وهكذا انضمّ جيمين لمساعدة يونغي وجين، أمّا نامجون وهوسوك فقد أرسلهما جين لمساعدة جونغكوك وتايهيونغ.

بعد ساعاتٍ كان يجلسون في الدّاخل يقومون بأمور متنوّعة عندما سمعوا نباح الكلاب ثمّ قرع الباب، تبادلوا نظراتٍ مُندهشة إذ لم يعتادوا زيارة أحدٍ قبل أن ينهض جين ليفتح الباب.

مَزرَعَتُنَا | BTS ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن