15

4K 417 72
                                    

"لم يستطع هيونغ النّوم حتّى حلّ الصّباح وجاء الطّبيب لتفقّدك، لديك ضلع مكسورٌ وكدماتٌ عنيفةٌ، تحتاج للرّاحة والمسكّنات والمراهم"

لم يستغرب يونغي فهو يشعر بألمٍ فظيعٍ في صدره وأنحاء جسده وقد توقّع ما هو أسوأ.

"السّاعة تجاوزت الرّابعة عصرًا بالمناسبة" عقّب بعد أن اختلس نظرةً إلى ساعة يده.

حدّق يونغي في السّقف يجمع الخيوط كلّها لكنّ فكرةً سوداءً واحدةً تجمّعت غصّةً في حلقه: "كنّا سنفقدهم نامجون.. كنّا سنفقدهم!" أنهى عبارته بعبوسٍ والدّموع تجعل رؤيته متراقصة، التفت إلى الهيونغ الغافي على طرف سريره وتابع: "حتّى أنّي ما زلتُ غير مُتأكّدٍ من وجود هيونغ هنا! ما زلت أخشى أنّ ما حصل حقيقيّ.. أنا أنظر إليه وما زلتُ أشعر بالخوف!"

التفت إلى شقيقه الذي يجلس على طرف سريره المجاور لسرير يونغي، كان يشابك كفيه وينظر إليه بهدوءٍ، أومأ بخفوتٍ: "أعرف، أنا أيضًا- لا بل جميعنا- نشعر كذلك"

صمتا دقائق.

شدّ يونغي قبضتيه: "أقسم أنّي سأدمّر ذلك الوغد اللعين"

"لا تشتم يونغي" تمتم وهو يرفع رأسه عن السّرير مُتثائبًا، حدّقا فيه بأعين متّسعة.

"هل كنتَ مُستيقظًا؟" سأل نامجون بارتباكٍ.

"لماذا؟ هل تحدّثتما بشيءٍ لم يكن يجب أن أكون مستيقظًا خلاله؟" قالها بأسلوبٍ يغيظهما فيه قبل أن ينهض ويتمطّى رافعًا ذراعيه فوق رأسه، ثم ابتسم ابتسامةً عريضةً وهو يدنو من يونغي ويمسح على شعره: "هل يوني بخيرٍ؟"

عبس المذكور وأشاح بصره لكنّه لم يُبعد يد شقيقه فهو كان سعيدًا بقربه واهتمامه وإن تظاهر بالانزعاج: "لستُ طفلًا هيونغ!"

اتّسعت ابتسامة سوكجين ثمّ بعثر شعره ضاحكًا: "حسنًا يونغي، هل أنت بخيرٍ؟"

أومأ يونغي مُتمتمًا وقد أعاد نظراته إليه: "أنا بخير" عبس سوكجين وهو ينظر إلى الطّاولة الجانبيّة: "لم تتناول الدّواء بعد!"

تنحنح نامجون: "آسف هيونغ.. كنتُ سأعطيه إيّاه ونسيت"

جلس سوكجين على طرف السّرير وتناول الحبوب: "خذ هذا المُسكّن أولًا"

اعتدل يونغي أكثر وفرد كفّه ليُسقط فيها سوكجين حبّتين ثمّ ناوله كوب الماء عن الطّاولة الجانبية، وفي اللحظة التي وضع فيها يونغي الحبوب في فمه شُقّ الباب قليلًا ليُطلّ رأس هوسوك ومن خلفه يتدافع الباقون، وما إن وقع نظرهم على يونغي وسوكجين المُستيقظين حتّى اندفعوا إلى الدّاخل صائحين: "هيونغ!"

ابتلع يونغي الحبوب بدل أن يختنق بها وجونغكوك يٌلقي نفسه بينه هو وسوكجين، فيما هوسوك يمسك صيحاته الصاخبة وهو يقف بقربهما عند السّرير، أما جيمين يحتضن جانب سوكجين الآخر وتايهيونغ يحتضن أقدام يونغي.

رمش يونغي عدّة مرّات مُتفاجئًا ونظر إلى سوكجين الذي ابتسم ثمّ نامجون الذي قال بخفوتٍ: "كنّا قلقين عليكَ"

مسح جيمين دموعه ورفع رأسه لينظر إلى يونغي قبل أن يُزاحم جونغكوك ليحتضنه: "هل أنت بخيرٍ هيونغ؟"

ابتعد سوكجين مُتيحًا للجّميع الاقتراب ليقوم هوسوك بذلك فورًا ويسأل: "هل أنت بخيرٍ؟"

نظر يونغي إلى أعين أشقّاءه الدّامعة وابتسم: "توقّفوا عن البكاء! أنا بخيرٍ!"

مسحوا دموعهم التي استمرّت بالتّساقط وأخذوا يعبّرون له عن قلقهم وخوفهم وهو يُهدّئهم ويُطمئنهم.

نظر إليهم سوكجين مُبتسمًا لكنّ نظرته ما لبثت أن أصبحت جامدةً، سأله نامجون بخفوتٍ: "ما الذي تفكّر فيه هيونغ؟"

التفت إلى شقيقه واستمرّ بصمته.

سأل نامجون وملامحه قاسيةٌ بدوره: "بذلك الشّخص؟"

أومأ سوكجين: "لا أستطيع استيعاب بشاعة ما قام به.. افتعال حريق؟! ماذا لو تضرّر شخصٌ ما فعلًا؟!"

أومأ نامجون: "أعرف هيونغ.." سكت لحظاتٍ ثمّ اتّسعت عيناه للفكرة التّي مرّت بباله: "هيونغ.. لماذا؟"

عقد سوكجين حاجبيه: "لماذا؟ أليس لأنّه وغدٌ؟"

نفى برأسه: "أعرف.. أعرف.. ليس هذا ما أقصده! أعني ما هدفه ممّا يفعله؟ لماذا يريد أذيتنا؟ ما الذي يحاول الحصول عليه من خلف المزرعة؟! أليست أملاكه تتيح له الحصول على ما هو أضخم وأنفع منها؟"

"فعلًا لماذا؟!" تحدّث هوسوك ليلتفت سوكجين ويدرك أنّ الجميع كانوا ينصتون لحديثهما، تنهّد وأجبر ابتسامةً لكن قبل أن يفتح فمه تحدّث تايهيونغ بصرامةٍ: "لا تخبرنا أنّ كُلّ شيءٍ بخيرٍ هيونغ!"

أومأ البقية موافقين وشعر سوكجين بالانهزام أمامهم، ضحك بتوتّرٍ قبل أن يأخذ نفسًا عميقًا ثمّ ينظر إليهم بجدّيةٍ.. "حسنًا، بصراحةٍ، الأمر ليس بخيرٍ.. لكنّي لا أعرف السّبب الحقيقيّ خلف ما يفعله"

شدّ يونغي قبضتيه: "لأنّه حقير، لا شيء آخر"

قبل أن يُتاح لسوكجين الحديث تحدّث نامجون نافيًا برأسه: "بالتأكّيد هناك شيءٌ آخر، ما فعلوه ليس بسيطًا، لا بدّ أنّ لديهم هدفًا ما!"

اتّسعت عينا تايهيونغ: "دعونا نتحرّى عن السّبب!"

------

أهلا يا أصدقاء

أعتذر لهذا الانقطاع الطويل وللفصل القصير والبسيط..

حياتي مزدحمة وغريبة جدا مؤخرا >< وبالكاد كتبت الفصل :"

لذلك أعتذر منكم ستتوقف القصة مؤقتا حتى أستطيع التقاط أنفاسي والكتابة..

كونوا بخير واستمروا بحب القصة حتى أعود 😢

مَزرَعَتُنَا | BTS ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن