هبّ يونغي واقفًا فجأةً وصاح: "المفتاح معي!"
نظروا إليه باستغرابٍ ثمّ صتح جين: "ماذا؟!"
أدار بصره عليهم: "أمي أعطتني قلادة على شكل مفتاح، أعتقد أنّه هو!"
علت منهم أصوات الاندهاش قبل أن يقف جين لحماسته: "هل يذهب أحدنا لإحضاره؟"
نفى يونغي وهو يتّخذ طريقه إلى الباب: "لا بأس، سأحضره أنا"
أومأ برأسه وجلس بهدوءٍ وكذلك عمّ الصّمت الجميع الذين يترّقبون بلهفةٍ عودة يونغي.
سار ما بين الإسراع والبطء، أفكاره تنسيه ألمه، وجسده يرسل إشاراته كي لا يؤذيه.
دلف إلى غرفته واتّجه إلى مكتبه، تناول مفتاحه عن أحد الزّوايا وأداره في قفل الأدراج.
جلس أرضًا بهدوءٍ متجاهلًا آلامه وفتح الدّرج الأخير، ومنه أخرج صندوقًا صغيرًا كان يحتفظ فيه بأشياء عديدة، كملقط الشّعر الخاصّ بوالدته الذي أعطاه إيّاه جين بعد وفاة والديهما بأيام، والهارمونيكا التّي حصل عليها في آخر يوم ميلاد مع والديه من والدته، والسّكين اليدويّ الذي أعطاه إيّاه والده في نفس اليوم، وكذلك العقد المنشود.
التقطه ونظر إليه، يبدو له أنّه مفتاح الصّندوق حقًّا. شدّ قبضته عليه وأعاد الأشياء إلى أماكنها قبل أن ينهض ويتّجه إلى المكتبة مجددًا.
بقلقٍ وترقّب وأجسادٍ مشدودةٍ كانوا يراقبون شقيقهم الأكبر وهو يضع المفتاح الذي ناوله إيّاه يونغي في القفل، دخل بسهولة، ابتلعوا وعلت نبضاتهم.
أداره سوكجين بتوتّر خائفًا أن يكون استنتاجهم خاطئًا، لكنّه دار.
اتّسعت عيناه وأوقف يده المتعرّقة لحظاتٍ نظر إليهم فيها قبل أن يعاود الكرّة، ثمّ صدر صوت انفتاح القفل ليهلّلوا جميعهم بفرحٍ.
أبعد سوكجين القفل ووضعه على الطّاولة ليعلّق نامجون بحماسةٍ: "الآن سنعرف ماذا يوجد في الدّاخل"
أومأ سوكجين وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يرفع الغطاء، ثمّ تجمّد مُحدّقًا في داخل الصّندوق.
"ما الأمر هيونغ؟"
"ما الذي يوجد هناك؟"
تحلّقوا جميعهم ليلقوا نظرةً إلى الدّاخل ولم يدركوا سبب تردده، كانت هناك دفاتر وملفات وفوقها جميعًا رسالةٌ، أخيرًا مدّ سوكجين يده وتناول الرّسالة ثمّ جلس ليفتحها، وجلسوا جميعهم لينصتوا
"اقرأها بصوتٍ عالٍ هيونغ" قال نامجون، أومأ سوكجين ثمّ فتح طيّات الورق وبدأ القراءة ليرتجف صوته ويبتلعوا غصتهم واشتياقهم:
أبنائنا الأحباء، لا نعرف متى سنعطيكم هذه الرّسالة لكنّنا نشعر برغبةٍ مُلحّةٍ لكتابتها مُؤخرًا.
كم نحن متحمّسون لإعطائكم هذه المفاجآت واحدًا واحدًا عندما تبلغون الثّامنة عشرة وتنهون دراستكم الثّانويّة!
منذ أن حملت والدتكم بسوكجين وهي راغبةٌ بتنفيذ هذه الفكرة التي لا أعلم من أين طالتها!
لقد خصصنا لكلّ واحدٍ منكم ملفًّا يحتوي على رسائلنا إليكم، بعض الذّكريات والصّور، وعددٌ من المصنوعات اليدوية، وإضافةً إلى ذلك هناك ملفٌّ يحتوي صورًا جماعية وأمورًا تهمّكم سويّةً.
لا نستطيع الانتظار حتّى نرى كيف ستتلقون هذه المفاجأة، رغم أنّ أقربكم وهو سوكجين ما يزال أمامه ستّة أعوامٍ، وهذا يبدو طويلًا جدًّا، لكنّ الانتظار لإضافة رسائل وصور وذكريات أكثر أمرٌ يستحقّ.
نتمنى أن يعجبكم هذا الكنز الصّغير، ونحبّكم جميعًا يا صغار!
والداكم
24 05 2003
أنهى سوكجين القراءة وأحنى رأسه مُخفيًا دموعه، هو الآن في الثّامنة عشرة، من المفترض أن يتلقّى هديته وأن يراه والداه كما تمنيا، لكنّهما ليسا هنا!
هربت منه شهقةٌ وبدأت دموعه بالهطول، ولم يفت كلّ ذلك أشقاءه الذين شعروا بالحزن والحنين هم أيضًا، لكنّ أصغرهم هو أكثر من شعر بالألم لمظهره، فهو وإن كان يشتاق لوالديه لكنّ أشقاءه هم من ربوه، وبالنّسبة له هم والداه، وهكذا قفز من مكانه قالبًا شفته واندفع إلى شقيقه ليحيطه بذراعيه ولم يقاومه سوكجين الذي أسند رأسه إلى صدره، ومن جانبه الأيسر التصق به هوسوك وأخذ يربّت على ظهره.
شبك نامجون أصابعه وتبادل النّظر مع يونغي ثمّ التفتا إلى المجاورين له واللذين كانا يمسكان أيدي بعضهما بشدّةٍ والدّموع في أعينهما.
أحاط سوكجين الماكني بذراعيه وترك دموعه تسقط كاتمًا شهقاته
"هيونغ لا تبكي!" قال جونغكوك بصوتٍ مرتجفٍ آلم سوكجين، شعر أنّه يخيف أشقاءه وأن عليه أن يتماسك، لكنّ دموعه خانته ولم يستطع.. لكنّه فجأةً شعر بآخر يحيطه وجونغكوك معًا بذراعيه ويتحدّث بصوتٍ هادئ ودافئ ليدرك أنّه نامجون: "لا بأس كوكي، دع هيونغ يبكي إذا كان يريد، البكاء ليس ضعفًا بل دليلٌ أنّك تماسكت لوقتٍ طويل"
أراحت كلماته جين الذي شعر بالدفء، وفجأةً من الجّانب الآخر أحاطه شخصٌ آخر فآخر ليختفي بين أشقاءه وسمع جيمين: "لا بأس هيونغ نحن هنا"
"نعم هيونغ! ابك شلالًا إذا أردت، سنقوم بالتّنظيف!" كان ذلك تايهيونغ ممّا جعله يقهقه قليلًا
تحدّث جونغكوك بضيقٍ: "أنت سخيفٌ تاي!"
"تاي هيونغ يا جونغكوك!"
"تايهيونغ" قال جونغكوك بابتسامة مشاكسة لكنّ تايهيونغ ابتسم برضا
"لقد ناداك باسمك فقط يا ذكيّ!" عقّب جيمين موقظًا توأمه من وهمه ليصيح: "يا! جونغكوك!"
وقد كان حوارهم السّخيف بداية لابتسامات وضحكات أشقّائهم الأكبر، وشدّوا جميعهم احتضانهم على سوكجين -ما عدا يونغي المصاب- مغيظين له ليصرخ أخيرًا بصوتٍ مكتومٍ: "اكاد أموت، ابتعدوا عنّي!" لكنّ ذلك جعلهم يضحكون بشدّةٍ أكبر!
---
وأخيرًا انكشف محتوى الصّندوق! (احتفالات 🎊😂)، هل توقعتم ذلك 🙊؟
ما رأيكم بالفصل عمومًا؟
وما توقعاتكم القادمة؟
كونوا بخير 💙
أنت تقرأ
مَزرَعَتُنَا | BTS ✔
Fanfictionورثنا هذه المزرعة من والدينا، ولن نتخلى عنها مهما حاولوا إرغامنا! بدأت في: 01 02 2019 انتهت في: 16 06 2019