مَزرَعَتُنَا | BTS ✔

28

لم تخب توقعاتهم، فلم يكد الصّباح ينبلج حتّى عاد صوت العربة إلى مرزعتهم وأتبعه طرق الباب.

كانوا قد جلسوا بالكاد إلى الطّاولة لتناول الإفطار، تبادل سوكجين نظراتٍ ذات مغزى مع نامجون ويونغي المقابلين له، وأوشك جونغكوك أن يقفز لفتح الباب عندما نهض سوكجين وقال بصرامةٍ: "ابقَ مكانكَ جونغكوك"

نظر إليه باستغرابٍ ثمّ عاد لمقعده، وكان الجميع يراقب الباب متسائلين عن هويّة الطّارق في هذه السّاعة، ما عدا نامجون ويونغي اللذين أدركا هويّته.

وبالفعل ما إن فتح سوكجين الباب حتّى ظهر ذلك الوجه القبيح محاولًا إخفاء غيظه قدر الإمكان مرتديًا ابتسامة صفراء، لم يُبدِ سوكجين أيّ تعبيرٍ وإنمّا تحدّث بعدما طال الصّمت لحظاتٍ: "عذرًا، كيف أساعدك؟"

ابتسم بحنقٍ: "ألن تدعو ضيفك للدّخول؟"

أجاب ببرودٍ ساخرٍ مبتعدًا قليلًا عن الباب ليفتحه أكثر: "أوه أعتذر، تفضّل!"

خطا بسرعةٍ إلى غرفة المكتبة ملقيًا نظراتٍ حاقدة على الأشقاء جعلت يونغي يرغب باقتلاعٍ عينيه من مكانهما وأدرك نامجون ذلك فقبض يده تحت الطّاولة هامسًا: "اهدأ هيونغ"

أغلق سوكجين الباب ونظر إلى يونغي: "القهوة" قبل أن يتجّه إلى الغرفة بدوره.

ما إن اختفى كلاهما خلف الباب وأغلقاه حتّى أطلق البقيّة أنفاسًا ثقيلةً كانوا يحبسونها تحت الجوّ الثّقيل للموقف.

تحدّث تايهيونغ باستغرابٍ: "ما باله الآن؟ لماذا عاد؟"

أردف جيمين: "وما بال نظراته المرعبة تلك؟ كأنّه مستعدٌّ لارتكاب جريمة!"

"هل ما زال يحاول شراء المزرعة والبحث عن الكنز؟! لكن ألم يقل هيونغ أنه ترك الخريطة واثقًا أن ذلك الرّجل سيجدها؟ أليس من المفترض أنّه أخرج الكنز الآن؟" أضاف جونغكوك.

وقبل أن يفتح أيّ منهم فاه مجددًا أصمتتهم هالةٌ سوداويةٌ فوق رؤوسهم، كان يونغي واقفًا يحمل صينية القهوة بنظراتٍ صارمة: "لا تفكّروا في ذلك الحقير وأكملوا طعامكم فحسب!"

"حـ حاضر هيونغ!" أجابوا بارتباكٍ ليكمل يونغي طريقه إلى الغرفة.

نظر هوسوك إلى توأمه وأدرك أنّ شيئًا ما يحدث، لكنّ نامجون تجاهل نظراته وقال بلطفٍ محاولًا التخفيف عنهم: "لا تقلقوا! هيّا كوكي، هل تريد المزيد من البيض؟"

جلس سوكجين مقابل الرّجل الذي جلس واضعًا ساقًا على الأُخرى وعاقدًا ذراعيه وسأل: "هل تريد شيئًا؟"

أخرج الرّجل نفَسًا بانزعاجٍ ثم قال: "إذًا، ما قرارُك بشأن بيع المزرعة؟"

لم يكن يستطيع الحديث مباشرةً عمّا حدث بالطّبع، فكلاهما يتظاهر أنّه لا يعرف ما يجري عند الطّرف الآخر، وكلاهما يعرف أنّ من يقابله يدرك تمامًا كلّ شيءٍ.