يدخل نامجون ذو الأعوام الخمسة غرفة المكتبة ويتجّه إلى مكتب والده بحذرٍ، كان يُريد أخذ الشّريط اللاصق دون استئذانٍ ليُلصِق الأشكال الورقيّة التي يصنعها.
جلس على الكرسيّ وتطلّع فوق المكتب باحثًا عن اللاصق، ليلمح على المكتب دفتر مذكّرات والده مفتوحًا فقد تركه دقائق ليتفقّد أمرًا ما ناوية العودة إليه.
بفضوله الطفوليّ يلقي نظرة على الدّفتر أمامه ليلمح كلماتٍ مُتفرّقة، ولذكاءه الخارق وتعلّمه السّريع كان يستطيع القراءة إلى حدٍّ كبيرٍ، وكان سيتجاهل الدّفتر ويمضي في حال سبيله إلّا أنّه رآى كلمةً مكتوبةً بخطٍّ كبيرٍ ومُميّز.
حدّق ثواني يُعالج الأحرف في عقله: "كاف.. نون.. زاي.. كنـ.. كَنَزَ؟ كَنْزٌ؟!"
تطلّع في الصّفحة، كانت هناك خريطةٌ مرسومةٌ أيضًا، عقد حاجبيه، هل هذه لعبةٌ ما؟ أم هل والده لديه خريطة كنزٍ ما؟
لكنّ الباب فُتِح فجأةً ودخل والده، وما إن رآه جالسًا على كرسيّه حتّى تنهّد وعقد ذراعيه: "ما الذي تفعله نامجوناه؟ كم مرّةً أخبرتُكَ ألا تقترب من مكتبي؟"
حسنًا لقد كان لدى والده سببٌ- عفوًا أسبابٌ وجيهةٌ.. فلطالما وجد كتبه مُتحرّكةً ودفاتره مكتوبًا عليها، ولم يكن ذلك إلّا نامجون الذي يحاول "تقويّة" نفسه في القراءة والكتابة، وهكذا فقد نبّهه مُؤخرًّا ألّا يُعاود الاقتراب من مكتبه.
ضحك بارتباكٍ مُظهرًا غمازتيّه: "لـ لا شيء! أردتُ استعارة اللاصق! لم أنسى ما أخبرتني به فلا تقلق!"
رمقه والده مُجددًا ثمّ لانت ملامحه وابتسم: "حسنًا أيُّها الفيلسوف الصّغير، والآن خذ ما تريده وعد إلى عملكَ"
ركض نامجون بسرعةٍ نازلًا الدّرج وقد عادت إليه الذّكرى وهو مُستلقٍ على سريره يُفكّر.
كيف نسيتُ ذلك؟! هل يمكن..؟!
قابلته الأعين المندهشة لجين الذي كان قد اصطحب بعض أوراقه ودفاتره من غرفة المكتبة ليجلس إلى طاولة الطّعام ويحدّد بعض المواعيد على التّقويم وقد أوقف ما يفعله وهو يشاهد نامجون قافزًا الدّرجتين الأخيرة مُوشكًا أن يسقط!
"ما بك نامجون؟" تسائل باهتمامٍ واستغرابٍ
وقف أمامه وهو يحاول جمع الخيوط في رأسه غير مُدركٍ من أين يبدأ: "هيونغ.. الصّندوق.. ذلك الرّجل.. ملاحظات أبي.."
فرج جين شفتيه قليلًا واتّسعت عيناه أكثر: "ما الذي تهذي به؟" هل أنت بخيرٍ نامجون؟" ختم العبارة وقد وقف يتحسس جبهة شقيقه ليُردف: "ليست مُرتفعةً!"
نفى نامجون برأسه: "لا هيونغ!" توقّف لحظةً والتقط نَفَسه قبل أن يستدير إلى غرفة المكتبة: "اتبعني!"
كادت عينا جين تسقط لشدّة تحديقه واستغرابه، وبعد لحظاتٍ حرّك قدميه ليتبع شقيقه الذي تحوّل إلى غريب أطوارٍ فجأةً!
وقف نامجون أمام الأرفف وأخذ يدور عليها ببصرهٍ بسرعةٍ ويحوم حولها كمّن مسّه شيءٌ، عقد سوكجين ذراعيه عند الباب عابسًا، لم يعد يستطيع الفهم!
"نامجون.."
"لا بدّ أن يكون هنا!"
"نامجون اسمعني.."
"قرأتُها بالتّأكيد قبل أعوام، لم أدرك وقتها!"
تنهّد الأكبر
"لم أدرك مغزاها، لكن الآن فهمت!"
أنزل سوكجين ذراعيه وسار بخطواتٍ كبيرةٍ ليضع يديه على كتفيّ نامجون ويرفع صوته مُحدّقًا في عينيه: "هاي نامجون!"
أوجله ذلك، حدّق في شقيقه بعينين مُتّسعتين ليتنهّد جين: "اهدأ بحقّ الله وأخبرني ما الذي تقوله بالضبط!"
رمش نامجون لحظاتٍ قبل أن يأخذ نفسًا عميقًا ثمّ يرخي جسده الذي كان مشدودًا: "حسنًا.. الأمر هو.. أنا أبحث عن مذكّرات والدي" توقّف لحظاتٍ منتظرًا تعليقًا من الآخر الذي أنزل يديه عنه لكنّه لم يبعد نظره عن عينيه ولمّا لم يقل شيئًا أكمل: "هناك، ذَكَرَ كنزًا ما! أعتقد.. ربّما.. هل السيّد لي سمع بأمره؟"
فغر سوكجين فاه، أراد الحديث لكنّ عقله يُعالِج ما سمعه لتوّه، في حين التفت نامجون مُجددًا ليجلس أمام أحد الأبواب السُّفلية ويبدأ التّفتيش.
"لحظة نامجون.. هل قلت أنّ هناك كنزًا في مزرعتنا؟"
"أقنعتُ نفسي أنّي سمعتُ إشاعةً أو قرأتُ خيالًا، لكنّي الآن تذكّرتُ! قرأتُها في دفتر والدي الذي كان متروكًا على مكتبه"
حدّق سوكجين في الفراغ، لم يسمع بهذا الأمر مطلقًا رغم قربه من والده! وإن كان والده يعرف ذلكَ فعلًا فلماذا لم يُخرِجه من قبل؟
"ها هو!" صاح نامجون وهو يسحب صندوقًا من أحد الأرفف ليستيقظ سوكجين من تأمّلاته ويسرع إليه: "أليست هذه دفاتر والدي القديمة؟"
هزّ نامجون رأسه: "جميعها هنا" قال وهو يتناول الصّندوق خارجًا ويرفعه على الطّاولة ليجلسا مُتجاورين ويبدآ بتفتيش الدّفاتر واحدًا تلو الآخر.
سأل سوكجين مستوثقًا للمرّة الأخيرة وهو يتناول أحد الدّفاتر قبل أن يفتحها: "لكن هل أنتَ مُتأكّد نامجون؟"
توقّف لحظاتٍ عن تقليب الأوراق: "ليس تمامًا، لكنّ نعم.. قرأتُ كلمة كنز في دفتر والدي عندما كنتُ طفلًا"
---
أهلًا يا صحب :)
فصلٌ قصيرٌ لأجلكم ^__^
أعتذر ما زلتُ لم أعد للكتابة تمامًا لكن لم أرغب بأن أتأخّر عليكم، استمتعوا ()
أراكم قريبًا إن شاء الله ^^
أنت تقرأ
مَزرَعَتُنَا | BTS ✔
Fanfictionورثنا هذه المزرعة من والدينا، ولن نتخلى عنها مهما حاولوا إرغامنا! بدأت في: 01 02 2019 انتهت في: 16 06 2019