طرق الباب بشدّةٍ وهو يلهث، لا يعرف كم سار لكنّه فقد الشّعور بالوقت منذ رأى المخزن الذي يحتوي شقيقه الأكبر يحترق، ومنذ أدار ظهره لذلكَ المشهد وهرع إلى منزل السيّد لي لم يرى أمامه إلّا شيءٌ واحد: الانتقام لكلّ ما فعلوه بهم.
"افتح! قلتُ افتح أيُّها اللعين!" صرخ تزامنًا مع قبضته التي تهوي على الباب الخارجيّ للمزرعة، وأخيرًا ظهر له حارسٌ من خلف القضبان الحديديّة بوجهٍ منزعجٍ: "ما الذي تفعله؟!"
"أحضر سيّدك الحقير حالًا!"
"الوقت مُتأخّر، انصرف أيُّها المُتشرّد"
ضحك يونغي مُستهزءًا: "مُتشرّد؟!" ثم صرخ بهستيريّةٍ وهو يقبض القضبان ويهزّها بعنفٍ: "قلت أحضر ذلك الوغد المجرم حالًا!"
تنهّد الخادم ثم صاح بالحرّاس ليظهر أربعة أشخاص ضخام الجّثة، لكنّ الغضب في عروق يونغي ازداد بدل أن يخاف.
"تخلّصوا منه!"
خرجوا من الباب ليندفعوا إليه يضربونه ويونغي يردّ إليهم ما يستطيعه، لكنّ إحاطتهم به وكثرتهم أمكنتهم من إسقاطه أرضًا أخيرًا، تكوّر على نفسه وحمى وجهه بذراعيه وهو يتلقّى ضرباتهم حتّى كلّوا أخيرًا وتوقّفوا.
بصق أحدهم بجواره: "مشرّد لعين!"
ابتسم بضعفٍ: "اللعين سيّدك، أخبره أنه سيموت بيديّ!" وجعل ذلك ركلةً تصيب صدره ليتأوّه بألمٍ.
"لا تعد مجددًا!" قالوا وهم ينصرفون إلى الدّاخل ثمّ يسمع يونغي صفق الباب.
بقي في مكانه فترةً وهو لا يشعر بالوقت، كان كلّ جسده يؤلمه، حتّى استجمع طاقته أخيرًا ونهض واقفًا بصعوبةٍ.
أمسك صدره مُتأوّهًا: "اللُعناء، أعتقد أنّ أضلاعي مكسورةٌ" سار قليلًا وهو يعرج: "سأمزّق هؤلاء الأوغاد، لا أستطيع السّير على قدمي!" تنهّد مُتألما..
أنظر إلى حالك كيم يونغي.. أنت لم تستطع ردّ ما فعلوه بأشقائك.. وهيونغ..كان قد غادر محيط مزرعة ذلك الرّجل ووصل إلى الطريق العريض عندما رآى شجرةً ليقتطع منها غصنًا يستند عليه عائدًا إلى المنزل.. المنزل حيث لن يجد شقيقه هناك، فرك عينيه بشدّةٍ ماسحًا دموعه المُتساقطة وأجبر نفسه أن يخطو أسرع.
...
وقفوا أمام الهيكل الأسود والدّخان يتصاعد منه، تمكّنوا من إخماد الحريق للتوّ لكنّهم ليسوا سعداء.. وكيف يمكنهم؟
بكى جيمين أخيرًا وهو يدفن رأسه في صدر هوسوك: "هيونغ! جين هيونغ.. جين هيونغ؟!"
ابتلع هوسوك غصّته وهطلت دموعه، استند على شقيقه ولم يعد قادرًا على التماسك ليأخذ بالبكاء: "لا أعلم جيمين.. لا أعلم!"
حدّق تايهيونغ بما كان المخزن بصدمةٍ كبيرةٍ، لقد كانوا هناك قبل ساعات! كانوا هناك وكُلّ شيءٍ كان طبيعيًّا! وكان جين هيونغ معهم.. جين هيونغ الذي لم يدخل إلّا لأجل البحث عنهم..!
هطلت دموعه وهو ما يزال يحدّق حتّى وقف أمامه نامجون وشدّه إليه ليحتضنه: "توقّف تاي!"
تحدّث بهدوء: "لكن هيونغ.. هو كان يبحث عنّا! نحن- لا أنا- أنا السّبب! لقد قتلتُ جين هيونغ!"
"اخرس تاي"
ظهر ذلك الصّوت الضّعيف من خلف المخزن ليلتفتوا جميعًا بصدمةٍ ووتتوقّف دموعهم لخظاتٍ قبل أن يندفعوا إليه ويحتضنوه وهم يشهقون ويبكون.
...
اقترب الفجر لتنير الدّنيا قليلًا بظلال رماديّة عندما وقف أمام مزرعتهم ببصره الغائم، كان يسير مُترنّحًا وهو يكاد يسقط في أيّ لحظة، وشعر بالوحشة وهو يقترب ويرى المخزن الأسود ليتأكّد له أنّ ما حصل حقيقةٌ لا يمكن الفرار منها.
وقف أمامه وتنهّد بعينين دامعتين: "هيونغ كيف استطعتَ فعل ذلك؟! كيف رحلت بكلّ هذا الهدوء؟ وكيف تركت كلّ هذه المسؤوليات على عاتقي؟!"
سمع ذلك الصّوت القلق والدّافئ من خلفه: "كيم يونغي أين كنت؟ لماذا أنت مغطى بالجروح؟!"
ابتسم بسخريةٍ ودموعه تهطل: "ها أنت تسمع الهلاوس كيم يونغي! حتّى أنّك تتخيل صوته.."
قبض كتفه ليديره إليه وأحاط وجنتيه بيديه وعيناه دامعتان: "أنت لا تتخيل يونغي! أنت لا تتخيل.. هيونغ هنا!"
حدّق فيه غير مُصدّق وبالكاد نطق: "هـ ـيونغ؟!"
بكى سوكجين وهو يشدّه إليه ليُغرِقه في صدره العريض: "نعم هيونغ، آسف لإخافتك يونغي، هل أنت بخير؟!"
لكنّ يونغي لم يُجب، ابتعد عنه سوكجين لينظر إلى وجهه، كان يبتسم وعيناه شبه مغمضتان قبل أن يهمس: "يا له من حلم جميل، هيونغ" ثمّ يفقد وعيه.
...
فتح عينيه والصّداع يفتك برأسه، نبض الألم في كلّ جسده لكنّ الضمادات كانت تحيط جروحه، أدرك أنّه في سريره وما إن التفت إلى جواره حتّى لمح سوكجين يسند رأسه إلى السّرير ويغطّ في النّوم.
حدّق بصدمةٍ: "هيونغ؟" ثمّ عادت إليه ذكرى البارحة ليهمس: "لم يكن حُلُمًا؟"
"لم يكن حلمًا هيونغ، سوكجين هيونغ هنا!" أجاب نامجون الذي أدرك يونغي لتوّه وجوده في الغرفة.
رفع بصره إليه وسأل: "ما الذي حدث بالضبط؟!"
أنت تقرأ
مَزرَعَتُنَا | BTS ✔
Fanficورثنا هذه المزرعة من والدينا، ولن نتخلى عنها مهما حاولوا إرغامنا! بدأت في: 01 02 2019 انتهت في: 16 06 2019