24

3.2K 352 19
                                    

جلس السيد لي شابكًا كفّيه وعاقدًا حاجبيه الغليظين قبل أن يعاود توجيه السّؤال لاثنين من أتباعه وقد وقفوا أمامه بإذلال: "ما الذي قلتما أنكما فعلتماه؟!"

تجرّأ أحدهما وأجاب: "أحرقنا المخزن"

ضرب قبضته على الطّاولة: "أيُّها الأغبياء! قلتُ افتعلوا مشكلةً لكنّ ذلك لا يعني إضرام حريق!"

"لكن سيدي.."

صرخ: "بدون لكن! ماذا لو تدخلت الشّرطة الآن؟! وماذا لو فعل أولئك الأطفال شيئًا ما؟!"

تنحنح الآخر: "في الحقيقة، لقد أتى أحدهم تلك الليلة بالفعل"

نظر إليه السّيد لي بغضبٍ: "وما الذي حدث؟"

أجاب ببساطةٍ: "لقّنه الحرّاس درسًا"

تنفّس بعمقٍ ثمّ طردهما من الغرفة قبل أن يغوص في كرسيّه مُفكّرًا، ليتوصّل أخيرًا إلى التّالي: لن أستسلم بشأن كنزهم لكنّني سأتوقّف مؤقتًا منعًا لإثارة الشّبهات




في منزل الأشقاء كان كلّ منهم جالسًا في ركن يقرأ ما تركه والداه له من صور ورسائل وعبارات لطيفة لتصدر الضّحكات عنهم أحيانًا، وتهطل دموعهم أحيانًا أخرى.

في الصّالة استلقى الثّلاثي الصّغير يسخرون من صور بعضهم ومتضاحكين على ذكرياتهم اللطيفة، وعلى الطّاولة جلس نامجون وهوسوك كلّ واحدٍ منهما بهدوءٍ يقرأ رسائله، أمّا يونغي وسوكجين فقد قرّرا تأجيل الأمر لوقتٍ لاحقٍ، فعقد يونغي ذراعيه مُغمضًا عينيه، أمّا سوكجين فكان يحوم في المطبخ ليُعدّ الغداء.

فتح الثّلاجة باحثًا عن المكونات عندما مرّت بباله فكرة جعلته يُحدّق في الفراغ قليلًا قبل أن يصدر صوت صفيرها إذ طال فتحه للباب، ليخرج من شروده ويغلقها دون اهتمامٍ بتناول ما كان يبحث عنه مُتجّهًا إلى نامجون الجالس إلى الطّاولة.

ربّت على كتفه وهمس: "نامجوناه!"

التفت إليه ليلمح النّظرة الجادّة في عينيه.

"اتبعني لحظةً" قال وسبقه إلى غرفة المكتبة، ليومئ نامجون ويتبعه بسرعةٍ.

ما إن دخلا حتّى التفت وسأل شقيقه: "نامجوناه، هل تعتقد أنّ ذلك الصّندوق هو الكنز؟"

نظر له نامجون ببلاهةٍ ثم شهق، لقد نسي أنّه كان يبحث عن السّبب خلف تصرفات السّيد لي وأنّه يبحث عن احتمالية وجود كنزٍ وعن الخريطة!

"هل يُعقل هذا هيونغ؟"

اتّجه إلى الصندوق الذي تركه موضوعًا على الطّاولة محتويًا الرّسالة ودفترًا له وآخر ليونغي وملفين كتب عليهما اسمه، ثمّ رفع الرّسالة وأشار: "نتمنى أن يعجبكم هذا الكنز الصّغير، ألا يعني هذا أنّه الكنز؟"

أصبحت نظرة نامجون جادّة وأمسك ذقنه بأصابعه مُفكرًّا قبل أن يتحدّث أخيرًا: "ماذا عن الخريطة هيونغ؟ ألم تجد دفتر والدي أو أيّ شيءٍ في الدّفتر الذي يخصّك؟"

أجاب: "لم أنظر إليها جيّدًا بعد"

"هلّا فعلنا ذلك إذًا؟"




حلّ المساء وجاءت الشّرطة إلى منزل سوكجين لاستلام شكواهم بشأن الحريق وكذا إصابات يونغي وتدوين تفاصيل البلاغ، قابلوا الأشقاء واحدًا واحدًا في غرفة المكتبة قبل أن ينتهوا من أخذ شهاداتهم ليجلس سوكجين ويونغي مُنهين الأمر.

"حسنًا سيّد كيم، تمّ تلقي البلاغات وإفادات الشّهود بشأن الحريق. باختصارٍ كنت مع شقيقيك تايهيونغ وجونغكوك في المخزن عندما سمعت صوتًا مشبوهًا، لذلك أرسلتهما إلى المنزل وتفقّدت المخزن قبل أن تخرج وتتفقد خلفه، هناك لمحتَ شخصين مشبوهين وعندما اقتربت منهما هربا باتّجاهاتٍ مختلفةٍ، لحقت أحدهما وتوغلتما في الحقول لكنّك تعثّرت في الظّلام ولويت قدمك ولم تستطع اللحاق به، وفي هذه الأثناء اشتعل الحريق في المخزن، استغرقك الأمر وقتًا لتعود وقد وجدت أنّ أشقائك قد أطفأوا الحريق لكنّهم اعتقدوا أنّك في الدّاخل، وذلكَ هو السّبب الذي جعل شقيقكَ يونغي يتجّه إلى منزل السّيد لي، صحيح؟" سأل الضّابط مبدلًا نظره من سوكجين إلى يونغي الذي احتدّت نظرته وهو يتذكّر ذلكَ.

"قلتَ أنّ الذي جعلكَ تتّجه إليه أوّلًا هو أنّه أتى إليكم طالبًا شراء المزرعة قبل فترةٍ ولاحظتم أنّ العديد من المشاكل حصلت لكم منذ ذلك الوقت، وذلك ما جعلكَ تعتقد أنّه السّبب، أليس هذا صحيحًا؟"

تحدّث يونغي شادًا على أسنانه: "لا أعتقد ذلك، إنّها الحقيقة"

تجاهل الضّابط تعليقه ليتابع: "عندما وصلتَ إلى هناك كنت غاضبًا وطالبت برؤية السّيد لي لكن بدلًا من ذلك تجاهلوا طلبكَ وقام أربعة من الحرّاس بضربكَ، صحيح؟" سأل مجددًا وأومأ يونغي.

مدّ سوكجين التقرير الطبيّ الخاصّ بيونغي: "كما ترى لديه ضلع مكسور وقدم ملويّة عدا عن الجروح والكدمات! بأيّ حقٍّ يمكن أذيّة شخصٍ بهذا الشكل؟!" قال سوكجين بانزعاجٍ بادٍّ ليتناول الضّابط التقرير من يده: "سنقوم بالتّحقيق في القضية، ونرغب بتفقّد المخزن قبل أن نغادر"

أومأ سوكجين ونهض ليقودهم إلى المخزن حيث تفقّدوه تحت أضواء مصابيحهم اليدويّة وقال الضّابط أخيرًا: "من الواضح أنّ الحريق مفتعل لكن قد نحتاج للقيام بمزيد من التحقيقات في الأيام القادمة"

"ستحققون مع الحراس أليس كذلك؟" أكّد سوكجين متحدثًا مع الشّرطيين اللذين كانا يتجّهان للمغادرة

"لا تقلق سيّد سوكجين، سنؤدّي الواجب.أتمنى لكَ مساءً طيّبًا"

"شكرًا لك" قال مودّعًا إياهما قبل أن يراقبهما ينصرفان ليعود إلى داخل المنزل حيث جلسوا جميعًا في الصّالة بهدوءٍ وتسائلوا: "ماذا الآن؟"

تبادل سوكجين ونامجون النّظرات قبل أن يبتسم سوكجين ابتسامةً منتصرةً: "بغضّ النّظر عن التحقيق وعن مسار العدالة، لدينا خطّة"

مَزرَعَتُنَا | BTS ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن