الفصل الرابع عشر

29.8K 884 40
                                    

(الفصل الرابع عشر )
" حكاية "
( لكل  شخص حكاية ، يعيشها ويعرف تفاصيلها هو فقط ، هو من يقدر حجم المعاناة أو  السعادة ،مهما حكى لشخص أخر على ما يمر بيه  لن يشعر بما دار إلا ان ذاق مثله حكاية تشبه ،تتشابه الحكايات فى الاحداث لكن تختلف فى مكنونها ومعانيها )
خلود عبيد
********
بدء الشتاء يشتد برودة ويصبح قارس البرودة، وهبوب رياح يلوج المكان ، وفى الليل صدأ صوت الفراغ مرعب فى الانحاء ، كان قد مر على الأحداث أسبوعين وكل شخص يدور فى فلكه الخاص يبحث عن ملاذه وما يريد
**
فى صباح أشرق بنور الشمس من بين طيات السحاب ، كانت" رحيل" تعد كوب حليب بعسل النحل إلى   "هلال " ، تلك الطفلة التى توغلت إلى أعماق لب قلبها وأصبحت تحسبها كطفلة خاصة بها
رحيل بإبتسامة لطيفة = اتفضلى يا برنسس هلال اللبن
هلال متذمر= مش بحبه يا ماما رحيل
رحيل بحزن مصطنع = لا أنا كده هأزعل ، مش قولنا نشرب اللبن كل يوم عشان نكبر ونبقى زى الأميرات الحلوين
هلال بأبتسامة رقيقة وتلمع عيونها بفرح = يعنى لما أشرب اللبن هأكبر واللبس فستان زى السندريلا
لتنظر لها رحيل بسعادة= طبعاً ، ويجى الأمير الفارس يأخدك على حصانه
هلال= حصان زى بتاع عمو أزيد
لتستغرب رحيل على لفظ عمو ، أليس أزيد والدها !
رحيل بهمس = عمو!!
ولكن تبتسم لها وتجيبها بالإيماء  برأسها
*كان هناك من يراقب حوار رحيل وهلال  ، كانت الدادة خيريه
كانت سعيدة لتحسن حالة "هلال" ،وأنها أصبحت مرحة وسعيدة وأكثر إشراقا ً من قبل

**************************************
لتذهب رحيل إلى الصالة الكبيرة ، وتنتبه إلى تلك الصورة ذات البرواز الكبير ، حيث فما يدل على محتوى وجود عائلة سعيدة داخل إطار محتواها

**لتتابع بعينها الأشخاص الموجودين داخلها ، لم تعرف أى منهم ابدا

كان صورة لرجل كبير بجلباب صعيدى يدل عليه الهيبة والوقار وبجانبه سيدة كبيرة فى السن بشوشة الوجه  أيضا يبدو كزوجته وخلفهم ثلاث أشخاص بأبتسامة واسعة ، شاب ملاصق له شابه جميلة ، وشاب آخر بأبتسامه خلابه

ليأتى صوت من خلفها كان صوت الدادة خيريه = دول عيلة الريان
لتلتفت لها رحيل بسرعة= ها ، أنا مش قصدى اتطفل والله
لتبتسم لها خيريه = حلوة الصورة صح
لتنظر رحيل إلى الصور مره أخرى متأمل الصورة = جميلة فعلاً ، بس يعنى أعذرينى ممكن أعرف مين دول

خيريه متأمله الصورة هى الأخرى وهى تتذكر أشخاص هذه الصورة
= دول أفراد عيلة الريان

وتشير على الاشخاص
= ده يبقى "جهم بيه" الله يرحمه كبير العيلة الريان والد "ازيد " ، ودى " اصيلة هانم " والدته
وتحزن ملامحها = وده يبقى "زين " الله يرحمه اخو "ازيد " الكبير أبو هلال
لتتسع عين رحيل بصدمة وتحزن لمعرفتها أن هذه الطفلة الجميلة يتيمة الأبوين
لتكمل خيريه = ودى بقى عروسة عيلة الريان " قمر " الله يرحمها أم هلال
ليشتدد ملامح حزن خيريه وهى تشير إلى الشاب الاخير
= ده بقى "ازيد "
لتصدم رحيل وترجع تحدق فى الصورة بأستغراب ،تفصيل وجه مازالت هى ولكن ملامحه تبدل نهائى من إنسان سعيد، إلى الشخص الذى رأته فى الوقت الحالى شخص بملامح باردة قاسية شديدة تخلو من الرفق والرقة
رحيل = ده ازيد !!
بحزن خيريه = كان أزيد قبل ما يتغير
رحيل = يتغير أزاى يعنى ؟ ده الشوفته أنسان مفيش فى قلبه رحمه ، ده طرد الرجل العاقبه وكان هيموت بسبه بره البلد مش هو بس لا وأسرته كلها ، لمجرد أنى عالجته بس
خيريه = شايفة الصورة الجميلة دى ، ادمرت واتكسر أساسها ألف حته منغير أى سبب
رحيل = أنا مش فاهمة حاجة ممكن توضحى
خيريه = تعالى نقعد وأنا هأحكى ليكى عشان تفهمى
******************************
ليجلسن على كراسى البرانده الجانبيه لحجرة المطبخ
خيرية= هقولك على كل حاجة ، لأن باين عليكى بنت حلال وطيبة
لتخجل رحيل وتبتسم بلطف
خيريه بتنهيد حزين =العيلة دى هى مالكة كل أرض مزرعة الريان كل شبر فيها  ، وكل واحد عايش فى خير الريان ساكن بملك مؤجر
رحيل باستغراب = أزاى ده !
خيريه = بصى يا ستى  ، المزرعة دى ملك لجدود جدود العيلة يجى من قرن كده ولا حاجة
وكل الموجودين فى البلد كانوا فى الاصل فلاحين عمالة فى ارض الريان ، لغايه أما جه قانون الإصلاح الزراعى ، فوالد جهم بيه الله يرحمه "ريان " الكبير كان ذكى ، جاب كل الفلاحين وكتب لكل واحد منهم قطعة أرض بس بشرط يمنع البيع إلا لشخص من عيلة الريان ، وكتب أصول للقطع دى من الباطن أنها لسه ملك لعيلة الريان وبس  ، عشان كده كل واحد هنا روحه متعلقه فى ايد " ازيد " دلوقتى
البيوت والمستشفى وكل شبر ملك " ازيد " حتى أرض قسم البوليس الموجود كمان

مزرعة الريان  (هى الثمن )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن